تصدرت تداعيات قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ، والاوضاع في كل من سورياولبنان ، والزيارة المرتقبة لعاهل البحرين إلى مصر ، وتصويت مجلس الشيوخ الأمريكي أمس على قرار يدعو الى نقل السفارة الامريكية في اسرائيل من تل أبيب الى القدس المحتلة ، اهتمامات الصحف العربية اليوم الأربعاء. ففي مصر ،أوردت صحيفة (الأهرام ) تصريح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على حسابه على تويتر الذي قال فيه إن القرار قد "يكون بداية لنهاية فظائع الإرهاب"، وأشارت إلى أن الخيارات "بدت محدودة للغاية أمام قطر، بعد يوم من قرار قطع العلاقات معها، والذي اتخذته مصر والسعودية والإماراتوالبحرين وليبيا وجزر المالديف وموريشيوس"، مبينة أن "الخيارات انحصرت بين العودة الرشيدة إلى سربها الخليجي والعربي، أو مواجهة عزلة طويلة بدأت نذرها بالفعل" . وأشارت إلى أن الدوحة "قد اعتمدت لغة تصالحية، داعية إلى حوار صريح للخروج من الأزمة"، بينما شرعت الكويت فى جهود للوساطة، بزيارة أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى السعودية، فى حين دعت الإمارات للعمل على "خريطة طريق" لإعادة العلاقات تضمن أمن المنطقة، بضمانات لتنفيذها . وتحت عنوان "السيسى يستقبل ملك البحرين غدا" ، ذكرت "الأهرام" أن الرئيس عبد الفتاح السيسى سيستقبل، غدا الخميس، ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ويتناول اللقاء تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وعددا من القضايا الإقليمية . وأوضحت الصحيفة أن زيارة العاهل البحريني تأتي عقب قطع مصر والبحرين وعدة دول علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، بسبب دعمها المتواصل للإرهاب وتدخلاتها في الشئون الداخلية للدول الأخرى . وتحت عنوان "وزير الخارجية: إجراءات حاسمة ضد الجهات الممولة للإرهاب" ، نقلت (الأخبار) عن وزير الخارجية المصري سامح شكري تأكيده خلال لقاء مع نظيريه الجزائري والتونسي ضرورة تكاتف المجتمع الدولي للتصدي لمكافحة الإرهاب والعمل علي تجفيف منابعه واتخاذ إجراءات حاسمة مع الجهات التي يثبت تورطها في تمويل التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة . وأشارت (الأخبار) إلى أن وزير الخارجية استعرض كذلك أسباب قيام القوات الجوية المصرية بضربات مكثفة على "معاقل المتطرفين " في ليبيا بالتنسيق مع الجانب الليبي "بعدما تأكد وجود علاقة وثيقة بين التنظيمات المقيمة في هذه المنطقة والعملية الإرهابية التي تمت في المنيا واستهدفت أطفالا أبرياء" ، مؤكدة أن "هناك تفهما كاملا للدوافع والأسباب التي دفعت مصر لهذا التوجه وأن هناك تضامنا كاملا مع مصر في مكافحة الإرهاب ". وكتبت ( الجمهورية ) في افتتاحية بعنوان "قطر تتراجع أو المواجهة " أ ن "ما حدث لقطر من قرارات باترة ليس سوي بداية سوف تعقبها حتما إجراءات أخرى أقوى وأشد ان لم تعد إلى حظيرة الالتزام". وقالت إن مصر "سبق أن نبهت العالم كله ودول مجلس التعاون الخليجي إلى خطورة ما تقوم به قطر في الوقت الذي كانت بعض هذه الدول تتطوع للوساطة ومحاولة تصويب مسار الأسرة الحاكمة في قطر ودفعها إلى جادة الصواب بما يحافظ للشعب القطري علي مقدراته". وفي الشأن الاقتصادي، أوردت صحيفة "الجمهورية" إعلان البنك المركزي المصري أن مصر سددت خلال اليومين الماضيين 513 مليون دولار مستحقات لصالح المملكة العربية السعودية . ونقلت الصحيفة عن رامي أبوالنجا الوكيل المساعد لمحافظ البنك المركزي لشئون الاحتياطي النقدي قوله "إن هذا المبلغ يمثل قيمة سندات كانت قد طرحتها وزارة المالية المصرية في يونيو من عام 2012 تستحق علي خمس سنوات ". وفي الشأن العالمي، وتحت عنوان "أمريكا تناور على كل الجبهات" ، تناولت (الجمهورية) مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي أمس على قرار يدعو الى نقل السفارة الامريكية في اسرائيل من تل أبيب الي القدس المحتلة وتسوية الصراع العربي الإسرائيلي على أساس حل الدولتين . وأضافت الصحيفة أن "القرار أكد أن السياسة الامريكية القديمة التي انتهجها الحزبان الديمقراطي والجمهوري. إزاء الوضع النهائي للقدس تبقي مسألة يتعين على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي حلها عن طريق الحوار في اطار الاتفاق على وجود دولتين" مشيرة إلى أن القرار وإن كان "ليس إلزاميا إلا أنه يعكس موقف أعلى مؤسسة دستورية في الولايات المتحدة من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. " بلبنان، اهتمت (الجمهورية) بالوضع الداخلي، مبرزة أن سريان الدورة الاستثنائية لمجلس النواب بدأ، اليوم الأربعاء،وقالت إنه إذا كانت الأيام السابقة لهذه الدورة شهدت صخبا سياسيا حول مجموعة من العناوين الخلافية، إلا أن ذلك لم يحجب استشعار القوى السياسية جميعها بضيق الوقت وهوامش المناورة بطروحات اختلط فيها الواقعي باللاواقعي، ووصولهم إلى حافة الاختيار بين تعبيد الطريق إلى القانون الانتخابي المحصن بالتفاهم السياسي، وبين فرش هذا الطريق بحفر تعطل المسار السليم، وتحوله إلى الاتجاه الذي لا تحمد عقباه، وتضع البلد في مهب احتمالات خطيرة بعد نهاية ولاية المجلس النيابي في 19 يونيو الجاري. وخلصت الى أن "ما يغلب الإيجابية على السلبية" حتى الآن، هو تأكيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مجددا أن قانون الانتخابات سيولد حتما، وكذا التأكيد المتواصل والجازم لرئيس الحكومة سعد الحريري بأن الايام القليلة المقبلة ستشهد الولادة "الميمونة" لهذا القانون. أما (الديار) فكتبت عن المشهد قائلة إنه يتراوح بين تسارع الأحداث الإقليمية على خط الرياض - الدوحة وما بينهما من عواصم، وبورصة التطورات الداخلية اللبنانية من قانون الانتخابات النيابية المتعثر الولادة وصولا الى الحركة الأمنية الناشطة خلال الايام الماضية في حرب استباقية لتحصين الجبهة الداخلية وسط حديث عن انفجار وشيك على الجبهة الشرقية للبلاد، وبين زيارة "لافتة" لقائد القيادة المركزية الوسطى في الجيش الاميركي الى لبنان على رأس وفد عسكري أميركي. وأوضحت أنه وفي خضم ما تشهده الساحة السورية من "متغيرات مع احتدام الصراع الاقليمي السعودي – القطري (...)" حط الجنرال جوزيف فوديل في بيروت "في توقيت لافت واستثنائي". وقالت إن أهداف ودلالات الزيارة "أبعد من إعادة التأكيد على الموقف الروتيني حول تقديم كافة أنواع الدعم للجيش اللبناني ل"الحفاظ على استقرار وسيادة واستقلال لبنان"، ناقلة عن مرجع رسمي أن القائد الاميركي لم يفاتح المسؤولين الذين التقاهم في مسألة شن الجيش لهجوم عسكري ضد مواقع الارهابيين لتطهير جرود السلسلة الشرقية من تنظيم (داعش). وفي ذات السياق، أشارت الى أن القيادة العسكرية اللبنانية تملك معطيات دقيقة عن الوضع المعنوي المنهار لمجموعات (داعش) في السلسلة الشرقية التي باتت تعيش في جو من اليأس مع فقدانها لمقومات الصمود من أكل وشرب وتراجع عدد مقاتليها بعدما اقفلت طريق امدادها باتجاه البادية السورية (...) واستنتجت أن المعطيات المتوفرة لديها تشير الى خطة لدى ارهابيي (داعش) تقوم على مواجهة خطوط الجيش الامامية بمجموعات متلاحقة من الانتحاريين على غرار تكتيكاتهم في العراقوسوريا لاحداث ثغرات في الجبهة تسمح لهم بالتسلل باتجاه الداخل اللبناني. وبالأردن، وفي مقال بعنوان "العلاقات الخليجية والعاصفة"، كتبت صحيفة (الدستور) أن مجلس التعاون الخليجي، كان الاستثناء العربي الوحيد الذي استطاع أن يصمد هذه الفترة الزمنية الطويلة، وكان يؤمل أن يشكل نموذجا عربيا ناجحا في تنسيق العلاقات البينية (...)، لكن ما حدث مؤخرا، تضيف الصحيفة، من تسارع مثير في تدهور العلاقات بين دول المجلس ومع أقطار عربية أيضا، "يثير الفزع والإحباط" لدى المواطن العربي الذي أصبح غير قادر على متابعة الانهيارات المتلاحقة التي تصيب الجدار العربي، والاختراقات الكبيرة التي أصبحت تشكل تهديدا مريعا للوضع العربي برمته. وأشارت الصحيفة إلى أن المطلوب من العرب ومن دول مجلس التعاون أن تذهب إلى طاولة الحوار وأن تشرع في حل الأزمة عن طريق التواصل المباشر، وكذا المطلوب من بعض الأقطار المحايدة أن تشرع في محاولات إصلاح ذات البين بطريقة هادئة ومتزنة بعيدا عن الحرب الإعلامية، وحرب القنوات الفضائية. وفي السياق ذاته، تساءلت صحيفة (الغد) هل يصمد مجلس التعاون الخليجي بعد تلك الليلة العاصفة؟، مشيرة إلى أن القرارات التي اتخذتها ثلاث دول خليجية في حق قطر، تجاوزت على ثلاثة عقود من العمل المؤسسي بين دول الخليج، وتخطت الاتفاقيات الموقعة بين أعضاء النادي الخليجي، ما تعلق منها بحرية تنقل الأشخاص والبضائع، والأجواء المفتوحة وسواها من التعاملات التجارية. وأضافت الصحيفة، في مقال لها، أن هذه ليست أخبارا طيبة للعالم العربي، وأشارت إلى أن مجلس التعاون الخليجي هو الرابطة الوحيدة الباقية، خصوصا أن الأزمة تأتي في وقت تعاني فيه الرابطة الأم "الجامعة العربية" أوضاعا مأساوية، تقف معها عاجزة عن مد يد المساعدة "للأشقاء في الخليج العربي"، معتبرة أن الأزمة الخليجية هي ضربة جديدة لعالم عربي تعاني دوله المركزية من حالة انهيار تام، وتخفق مؤسساته في النهوض بمسؤولياتها، وتواجه بلدان عديدة فيه التقسيم واقعا لا مفر منه. وبخصوص الأزمة السورية، كتبت صحيفة (الرأي) في مقال بعنوان "معركة الرقة والخيارات.. التركية!"، أن ما كان موضع تكهنات وانتظار بات معروفا الآن، بعد أن أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الأمريكي، موعد المرحلة النهائية للسيطرة على مدينة الرقة، المعقل الأخير لتنظيم (داعش) وعاصمة "دولته"، مشيرة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية التي يراهن الأمريكيون عليها، والتي تصفها أنقرة بأنها إرهابية، أحرزت نجاحات واضحة كان آخرها السيطرة على سد "البعث". وأوضحت الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي فشل في ثني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعم قوات سوريا الديمقراطية خلال زيارته الأخيرة منتصف الشهر الماضي لواشنطن، يبرز كأكبر الخاسرين بعد أن تصدرت هذه القوات المشهد في الطريق إلى الرقة، محكمة قبضتها على قرى ريف المدينة، ومطبقة حصارها عليه من ثلاث جهات. وبالإمارات، أكدت صحيفة (البيان)، في افتتاحية بعنوان "عزلة قطر"، أنه "لا يمكن لقطر أن تواصل ذات سياساتها، وتعادي كل جوارها العربي والخليجي، فالعزلة التي تتسبب بها تلك السياسات، عزلة مؤذية للشعب القطري أولا، ولوجود قطر في محيطها العربي والخليجي" . وأوضحت الصحيفة أنه كان بإمكان قطر أن تتجنب العزلة منذ وقت بعيد، لو استمعت إلى كل الدعوات لتغيير سياساتها، لكنها لم تتوقف عند تلك الدعوات، بل نقضت كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها، مع دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصا، اتفاق الرياض . وشددت الافتتاحية على أن خروج قطر من عزلتها، "ممكن، إذا قررت فعليا، التخلي عن تلك السياسات، وقدمت الدليل تلو الدليل، على ذلك، بعيدا عن بيانات حسن النوايا، نحو إجراءات فعلية" . ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "نوعان من الإرهابيين والمنبع واحد"، أن ºالجماعات الإرهابية نوعان، نوع يقوم بتزوير الدين الإسلامي ويفسره على هواه ويشوه معانيه ومقاصده ويحمل رايته زورا وبهتانا كي يجيز لنفسه تكفير الآخر واستباحة الحرمات وممارسة أبشع ما يمكن أن يقدم عليه بشر من قتل وذبح وتخريب وسبي وتدمير، كما هو الحال في العراقوسوريا ومصر وليبيا على أيدي عصابات مثل (داعش) وجبهة النصرة... وأضافت أن النوع الثاني من الجماعات الإرهابية هم أولئك الذين تم غسل أدمغتهم من جانب جماعات الصنف الأول في المساجد والجمعيات والمنتديات ومواخير الغرب، وادعوا اعتناق الإسلام على اعتقاد أن كل من يربي لحية ويحمل سبحة أو يذهب إلى مسجد أصبح مسلما حقيقيا، فيما هم لا يعرفون من الإسلام إلا الاسم، لأنه تم ضخ كميات من الأقاويل والأباطيل الكاذبة عن الدين الإسلامي، على أنه دين قتل وذبح وسيف وسكين، ولا يعترف بالآخر ولا يقيم وزنا للقيم الإنسانية، وتم تحويلهم إلى قنابل موقوتة في بلاد آوتهم ووفرت لهم حرية المعتقد والحياة الكريمة . وخلصت الافتتاحية إلى أن هذين النوعين من الجماعات الإرهابية مطلوب مواجهتهما بكل الوسائل الممكنة، لأنهما يشكلان خطرا على البشرية . أما صحيفة (الوطن)، فأبرزت في افتتاحية بعنوان "أهمية الرقة لأحداث سوريا"، أنه مع دخول قوات (سوريا الديمقراطية)، التي تتكون من مقاتلين كرد وعرب مدعومين أمريكيا، تكون ساعة الصفر لاستعادة أبرز معاقل تنظيم (داعش) الإرهابي في سوريا قد بدأت، مشيرة إلى أنه رغم الاستعدادات الكبيرة التي واكبت انطلاق العملية، لكن وحدات حماية الشعب الكردية أعلنت أنها لن تكون سهلة . وأكدت الافتتاحية أنه سيتم تطهير الرقة وتحريرها من (داعش) الإرهابي، مشيرة إلى أن ذلك يفتح باب التساؤل بخصوص "هل تكون الرقة معركة حاسمة في مسار الحرب السورية التي تدخل عامها السابع". وأضافت في هذا السياق أن معركة الرقة ستؤسس إما لاندثار الإرهاب، أو لتقسيم سوريا. وفي السعودية، قالت يومية (الرياض) في افتتاحيتها إن اتخاذ المملكة قرار قطع العلاقات مع قطر "كان قرارا مدروسا وممحصا وتم اتخاذه بعد ثبوت الأدلة القاطعة على الانتهاكات الجسيمة لقطر على مدى سنوات طويلة سرا وعلنا بهدف شق الصف الداخلي السعودي والتحريض على الخروج على الدولة والمساس بسيادتها، هذا عدا عن احتضان قطر جماعات إرهابية وطائفية تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة". وأضافت الافتتاحية أن السياسة السعودية "كانت متأنية مع قطر، وعندما بلغ السيل الزبى ووصل الأمر إلى تهديد أمننا الوطني كان لا بد من قطع العلاقات كإجراء لا بديل عنه"، مبرزة "أهمية المملكة كشريك موثوق في مكافحة الإرهاب، في مقابل الكشف عن الدور القطري في تمويل الإرهاب ورعايته". وفي نفس الموضوع، قالت صحيفة (اليوم) إن "الممارسات القطرية الموغلة في الخطأ والمؤدية الى خدش استقرار دول المنطقة بتأييدها إرهاب الدولة المتمثل في النظام الايراني والتنظيمات الارهابية الأخرى أثارت موجة من الاستنكار الخليجي والعربي والاسلامي والدولي، وكان لا بد من وقفة حازمة وصارمة في وجه تلك الممارسات الطائشة التي من شأنها الاضرار بمصالح الأمتين العربية والاسلامية ومصالح دول الخليج العربي العليا". واعتبرت الصحيفة أن "تغريد قطر خارج السرب وتصعيدها الأزمة القائمة بينها وبين أشقائها من الدول الخليجية والعربية والاسلامية سوف يؤدي الى استمرار عزلتها وتعطيل نموها الاقتصادي والاضرار بمختلف مصالحها وعلاقاتها مع سائر دول العالم دون استثناء". وعلى صعيد آخر، كتبت يومية (الاقتصادية) في افتتاحيتها أن اتفاق الدول المنتجة للنفط الاعضاء وغير الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) والذي تم التوصل إلى أواخر الشهر الماضي يعد اتفاقا "تاريخيا،" ذلك أن المخزونات الكبيرة تسبب إرباكا كبيرا في عملية إعادة السوق النفطية إلى حالة الاستقرار وفق أسعار منطقية مقبولة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء. وتوقعت الصحيفة أن تشهد الفترة المقبلة عمليات التخلص من هذه المخزونات، ما قد يؤثر سلبا في أسعار النفط، "إلا أنها جزء من العملية الشاملة للوصول إلى وضعية نفطية عالمية أكثر استدامة واستقرارا، وأكثر عدلا لاسيما للمنتجين الذين خسروا كثيرا نتيجة الانهيار الهائل لأسعار النفط العالمية قبل نحو ثلاث سنوات". وفي قطر، واصلت صحف (الوطن) و(الراية) و(الشرق) ، في افتتاحياتها ومقالات رؤساء تحريرها، بحث الأزمة الخليجية الأخيرة المتمثلة في قطع دول خليجية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر مع ما استتبع ذلك من إغلاق للمنافذ الجوية والبرية والبحرية. فتحت عنوان "تحد صارخ للقانون الدولي"، نقلت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، عن رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر، علي بن صميخ المري، قوله إن "قرارات قطع العلاقات التي اتخذتها بعض الدول مع دولة قطر، قد تحولت إلى مخالفات وانتهاكات لاتفاقيات حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية الخاصة"، وأيضا توضيحه أن "هذه الانتهاكات شملت جملة من الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما يرقى إلى توقيع عقاب جماعي وهذا غير مقبول لا دينيا ولا إنسانيا ولا أخويا". وتابعت الصحيفة استحضار ما جاء على لسان المري بتأكيده أن "رفض دولة قطر لهذه الإجراءات جاء من منطلق أن هذه الانتهاكات قد طالت الحق في حرية التنقل والحق في التعليم والصحة والحق في لم الشمل والإبعاد القسري وفي الملكية الخاصة والعمل"، وإشارته الى أن في ذلك ما "ي شكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان (..) وينذر بمزيد من الانتهاكات" التي من شأنها أن "تؤثر على السلم والأمن الأهليين وما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة ومتشعبة". ومن جهته، تساءل رئيس تحرير صحيفة (الوطن) عن "براهين التآمر على أمن البحرين أو اليمن أو الإمارات، أو غيرها ممن قطعوا العلاقات، وكالوا الاتهامات؟"، مسجلا انه "لا شيء سوى بيانات لا تستند إلى أدلة، ولو كان هناك شبه دليل، لتضمنته البيانات". وأضاف أن "جميع الإجراءات التي تعرضت لها قطر قامت على أسس واهية وغير صحيحة، وغير أخلاقية"، مستدركا بأن العلاقات الخليجية "كانت أعمق من رياح الاختلافات والخلافات التي رأينا من ينفخ فيها اليوم، وخليجنا الواحد الذي طالما تغنينا به، بات في مهب رياح سوداء تضمر الشر لجميع أبنائه عبر هدم مكتسباته التي تحققت منذ قيام منظومة مجلس التعاون"، وقال إن المنطقة "مرت بالكثير وتعرضت لعواصف ضارية، حتى باتت تسمى منطقة الأزمات الصامتة، والمغزى في ذلك أن حكامها وقادتها كانوا حريصين دائما على بقاء تلك الأزمات في حدود لا تتجاوزها، ولا يتدخل الإعلام في حيثياتها". وتحت عنوان "عندما تصطدم الإنسانية مع السياسة"، توقف رئيس تحرير صحيفة (الشرق) عند حالات إنسانية تضررت من الإجراءات التي تم اتخاذها تجاه دولة قطر من قبل دول جوارها، معتبرا أن ما جرى "حلقة جديدة سخيفة في مسلسل التناقضات والافتراءات التي بدأت حلقتها الأولى ليلة 24 مايو الماضي بقرصنة وكالة الأنباء القطرية بعد يومين فقط من إعلان أمريكا أن قطر شريك أساسي في مكافحة الإرهاب!.." وفي البحرين، أكدت صحيفة (الأيام) في افتتاحيتها، أن اتخاذ كل الإجراءات المناسبة لحفظ الأمن والاستقرار هو حق يكفله القانون الدولي وهو قرار سيادي يخص الدولة المعنية به، ولا سلطة لأحد بالتدخل فيه بأي شكل من الأشكال، مشددة على أن الحرب على الإرهاب اليوم مطلب لا يحتمل التأجيل ولا التروي. وقالت الصحيفة: "نحن في البحرين عانينا كثيرا من الإرهاب الذي تموله وتدعمه قطر، واحتضان العناصر الإرهابية المناوئة للمملكة في محاولة لإسقاط النظام الشرعي منذ سنوات طوال، إلى جانب محاولاتها للاستيلاء على أراضينا بالقوة تارة، وبالتزوير والتلفيق والإدعاءات الكاذبة تارة أخرى"، مضيفة أن "الإرهاب لا صاحب ولا دين له، ويجب أن تكون حربنا على الإرهاب مشتركة، وهذا في مصلحة قطر أيضا، فغدا سوف يرتد الإرهاب عليها وتكتوي بناره ونحن لا نرضى بأي ضرر على قطر وشعبها، ونرجو أن تدرك قطر ذلك قبل أن يفوت الوقت". ومن جهتها، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أنه لا توجد أسرار أو خفايا أو كواليس وراء قرار دول عربية قطع علاقاتها مع قطر، كما نشرت ذلك وسائل الإعلام القطرية، مبرزة أن اجتماع كلمة دول عربية كبرى مثل السعودية ومصر والبحرينوالإمارات على اتخاذ هذه الإجراءات الحازمة في وقت واحد وباتفاق تام، معناه أن "هناك اتفاقا في الرأي على أن هناك خطرا جسيما أصبحت تمثله قطر على هذه الدول وعلى الأمن العربي عامة، وأنه آن الأوان لوضع حد لهذا الخطر". وأضافت الصحيفة أن المؤكد أن اتخاذ هذا القرار لم يتم إلا بعد دراسة متأنية وموسعة، وأن هذه الدول "لم تقدم على اتخاذ هذه الإجراءات إلا بعد أن فاض الكيل تماما (..)"، نافية "ما تردده قطر وإعلامها بأن الأمر يتعلق باعتراض على مواقف قطرية مستقلة ورغبة في فرض وصاية عليها"، ومؤكدة أن هذه الإجراءات الحاسمة "ليست موجهة ضد الشعب القطري ولا تهدف إلى إلحاق أي أذى أو ضرر به، وإنما هي إجراءات موجهة إلى نظام قطري يصر على الخروج عن الصف وعلى إشاعة الإرهاب والخراب والدمار في الدول العربية". وفي مقال بعنوان: "المصارحة الكلية من أجل المعالجة الجذرية"، أعربت صحيفة (الوطن) عن الأمل في أن "تزول هذه الغمة وأن تعود الأمور لنصابها بيننا وبين الأشقاء في قطر، ونتمنى أن تلتزم الشقيقة قطر هذه المرة بأفعال لا بأقوال وتنهي مطالب الدول الخليجية المشروعة بشكل كلي لا جزئي، وإلى الأبد لا إلى حين". واعتبرت الصحيفة أنه كان لا بد من إشراك الشعوب الخليجية بالعلم بسياسة قادتهم التي "أضرت بالمنظومة الخليجية حتى تكون الشعوب الخليجية ضامنا لالتزام القيادة القطرية مستقبلا، فلا تكون الضمانة كويتية أو عمانية على مستوى القمة فقط، وحتى لا تشعر الشعوب الخليجية بأن (الإعلام) هو من يؤجج عبثا". وقالت إن "عدم إطلاع المجتمعات الخليجية، وخاصة المجتمع القطري، بحجم وحقيقة الأضرار القطرية التي طالتنا لمدة عشرين عاما، جعل أهلنا في قطر يشعرون أن هناك تحاملا (إعلاميا) على قطر، وأن غضبة البحرين والسعودية والإمارات بلا مبرر ومبالغ فيها، وذلك هو الخطأ السياسي الذي نتمنى أن يعالج مستقبلا"، مبرزة ضرورة أن يكون الجميع "على بينة من الأسباب والمسببات، ويكون فتح الملفات بالأرقام وبالإحصائيات وبالتواريخ وبالأسماء، حتى نفتح الصفحة المستقبلية على بياض ويكون الالتزام علنيا وأمام الخليجيين كافة".