واصلت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الجمعة، اهتمامها بالأزمة القطرية الخليجية وردود الفعل العربية والدولية إزاءها، والاجماع العربي على القضاء على الإرهاب، والتفجير الإرهابي في إيران، ومناقشة المسودة النهائية لقانون الانتخابات النيابية في لبنان ، فضلا عن تناولها مواضيع تهم الشؤون المحلية. ففي مصر، كتبت جريدة (الأهرام) عن أزمة قطع العلاقات مع قطر، وقالت إن الأجواء العربية تظللها سحابة كئيبة "نتيجة المواقف القطرية "التي اضطرت معها عدة دول عربية لقطع علاقاتها مع الدوحة . وأضافت أن السياسة المصرية ترفض رفضا قاطعا التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى وتتسق تماما مع ما اتفقت عليه الدول العربية سواء بشكل ثنائي أو عبر إطارها الجامع المتمثل في الجامعة العربية، كما تلتزم مصر بإدارة سياستها بكل شرف رغم كل ما عانته من أطراف عربية، مبرزة أن مصر لا يمكن تصور أن تسمح لنفسها بالتدخل فى الشؤون القطرية، كما لا يمكن تصور أن يكون هدفها ومعها الدول العربية معاقبة أو محاصرة الشعب القطري الشقيق. وفي موضوع ذي صلة، كتبت جريدة (الأخبار) تحت عنوان " قطر.. وقرارات المقاطعة "، أن العديد من الآراء والكثير من الرؤى طفت على سطح الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية حاليا، بعد الإعلان من جانب مصر والسعودية والإماراتوالبحرين عن "الإجراءات الحاسمة التي اتخذتها الدول الأربع بقطع علاقاتها مع قطر". وأضافت أن الملاحظة اللافتة للانتباه هي وجود توافق عام ظاهر وواضح بين العامة والخاصة في مصر والعالم العربي، على أن "هذه القرارات قد تأخرت بعض الشئ"، معتبرة أن هناك أمل لدى البعض في أن "هذه الإجراءات رغم قسوتها الظاهرة، إلا أنها كانت لازمة وضرورية ". وفي الشأن المحلي ، كتبت جريدة (الجمهورية) تحت عنوان " حتى يعود القانون"، أنه تم في 15 يوما فقط، استرداد ما تم الترامي عليه من أراض مملوكة للدولة شيدت عليها قصور وفيلات تحديا للغالبية الساحقة من المصريين التي عانت ظروفا معيشية سيئة وبحث بعضها عن السكن في القبور والعشوائيات خلال 4 عقود من الفساد استباحت حقوق الشعب وسرقت ثرواته وباعت منجزاته للأفاقين والمنافقين والعملاء وغيرهم ممن شاركوا في صفقة بيع مصر. وأشارت ، في هذا السياق، إلى أن "ثورة 30 يونيو أعادت بالإرادة والحسم للشعب حقه في الاراضي المستولى عليها خلال عقود غياب القانون أو تغييبه وهي خطوة هائلة في الطريق الصحيح لإزالة بقية آثار الفساد المستشرية في مؤسسات الدولة والتي مازالت ترعاها جماعات متواطئة مع الفاسدين ومتحدي القانون يجب تنحيتها ومحاسبتها ومعاقبتها واسترداد حقوق الشعب منها حتي يعود معها القانون الذي غيبوه وخطفوه في غفلة من الزمن". وبلبنان، قالت (الجمهورية) إنه وبموازاة المشهد الاقليمي "المتأزم"، ساد الاوساط السياسية اللبنانية و"ورشة العاملين" على بلورة المسودة النهائية لقانون الانتخابات النيابية. وأشارت الى أن التقديرات تشير الى أن هذا القانون "بات على مسافة أيام" من إنجازه، على اعتبار، وفق الصحيفة، أن أي طرف لن يكون في مقدوره الوقوف في وجه الاتفاق الرئاسي على هذا القانون بعناوينه العريضة، والذي تتركز الاجتماعات الآن على معالجة تفاصيله التقنية. ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيعطي أياما قليلة للمفاوضات قبل أن يأخذ موقفا الأسبوع المقبل، مبرزة أن المعنيون بقانون الانتخابات يقولون أن تدخلا رئاسيا ينتظر ان يحصل لاستعجال إنجاز المسودة النهائية لهذا القانون بكل تفاصيلها. أما (الديار) فعلقت بالقول إن عشرة أيام فاصلة ستنهي "مسلسل التشاطر الممل حول القانون الانتخابي"، مضيفة أن التفاوض على "حافة الهاوية" لم يعد الوصف الدقيق للمرحلة الراهنة. واستنتجت أن العقد المتبقية "سواء تم حلها أو بقيت على حالها"، لن تؤثر على التفاهمات السياسية الكبرى التي انتجت ولادة قانون" النسبة على أساس 15 دائرة . من جهتها، قالت (اللواء) إن الجديد في ملف هذا القانون، الذي كان وما زال محط خلاف كبير بين الفرقاء السياسيين، هو ما يمكن ان يعلنه الرئيس ميشال عون في كلمته اليوم الجمعة. وقالت إن عون سيتطرق أيضا اليوم الى عناوين "تتصل بالوضع الامني والتشديد على الاستقرار". وبالأردن، وفي مقال بعنوان "الإرهابيون الجدد"، كتبت صحيفة (الغد) أنه من المبكر تأبين الإرهابيين الجدد، حتى وإن خرجوا مثخنين من عاصمتيهما في الموصل والرقة، ومشتتين في طول وعرض البوادي السورية والعراقية، مشيرة إلى أننا أمام ظاهرة لن تنتهي هكذا بضربة عسكرية كبيرة، وتطوى رايتها السوداء بالمعالجات الأمنية والحربية، طالما أن العوامل التي أدت إلى نشوء هذه الظاهرة، وانتشارها على هذا النحو، ما تزال قائمة. وأضافت الصحيفة أن نظرة خاطفة إلى ما جرى لحركة طالبان الأفغانية من اقتلاع واسع النطاق، وما لحق بها من ضربات أمريكية متواصلة على مدى أكثر من عقد، يشير إلى أن المعالجات بالحديد والنار لم تنجح في القضاء على تلك الحركة، التي عادت مؤخرا بقوة إلى قلب المسرح الأفغاني، وبدأت تملي نفسها مجددا على سائر الأطراف المعنية، بما في ذلك عدوها الولاياتالمتحدة. وفي الشأن المحلي، أوردت صحيفة (الرأي) تأكيد رئيس الوزراء هاني الملقي أثناء ترؤسه أمس اجتماعا للفريق الاقتصادي الحكومي، الحاجة إلى برامج عملية قابلة للتطبيق وليس فقط أفكارا نظرية مطروحة، مشيرا إلى أن إجراءات الإصلاح المالي والاقتصادي التي تنتهجها الحكومة، والتي كان آخرها قرار خفض النفقات 206 ملايين دينار تعد استجابة عملية لإيجاد حلول واقعية للتحديات ووضع المالية العامة والاقتصاد الوطني على الطريق الصحيح وعدم ترحيل المشكلات. وأضافت الصحيفة أن الوزير أكد أيضا على ضرورة الاستفادة من الدراسات والتوصيات العملية التي يجريها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بشأن كافة التحديات والقضايا الوطنية والتأسيس لنقاش علمي من خلال لجان المجلس المختلفة مع الخبراء والمختصين والقطاعات المختلفة بخصوص التحديات المالية والاقتصادية والإصلاح الإداري وغيرها من الموضوعات الوطنية الهامة التي تشكل تحديات رئيسية أمام الحكومة. أما صحيفة (الدستور)، فقد أوردت ما صرح به نقيب الصيادلة بعدم وجود أدوية مزورة أو منتهية الصلاحية في الصيدليات، مؤكدا أن ما أثارته جمعية حماية المستهلك بشأن وجود أدوية مزورة ومنتهية الصلاحية تباع في الأسواق، يتعلق بأدوية مباعة قبل نحو ثلاث سنوات للجمعيات الخيرية العاملة في مخيم الزعتري، وأن ضعاف النفوس قاموا بتهريبها من المخيم، لكنها لم تصل إلى الصيدليات. وأضاف أنه لا مبرر منطقيا للعبث بتاريخ انتهاء الأصناف المذكورة خاصة وأن أسعارها متدنية وأن المصنع الذي يقوم بإنتاجها مستعد لاسترجاعها، "الأمر الذي يثير الشكوك بأنها مباعة بطرق غير قانونية". وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها تحت عنوان "جهود المملكة في محاربة الإرهاب" إن "منع تمويل الإرهاب يعد مسألة جوهرية لقطع دابر تلك الظاهرة، بل هو بداية النهاية للإرهاب كما أكد ذلك الرئيس الأمريكي رونالد ترامب أمس الأربعاء في إحدى الفعاليات مدينة كونتيكت بولاية أوهايو، مبرزا ما تقوم به المملكة من جهد مميز لمنع تمويل الإرهاب". أما صحيفة (الرياض) فكتبت عن الأزمة القطرية الخليجية وتساءلت في افتتاحيتها "ما الذي تهدف إليه قطر؟ ، مؤكدة أنه "حتى لو حاولت قطر إيجاد تحالف سياسي هنا أو هناك، فهذا لن يكون إلا على حساب مصالحها واستقلال قرارها". وحسب الافتتاحية، "فلا يوجد تحالف دون فائدة، وفي الحالة القطرية ستكون هي الحلقة الأضعف في تحالف تعقده ليعوضها عن الخليج الذي لا يمثل فقط بعدا سياسيا واقتصاديا، ولكنه أيضا بعد عقدي واجتماعي وتاريخي لا يمكن الانفصال عنه بأي حال من الأحوال". وفي موضوع آخر، قالت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها إن "لا أحد يزايد على ما تفعله المملكة العربية السعودية لحجاج بيت الله الحرام وقاصدي الحرمين لأداء العمرة والزيارة، فالسعودية لا تسيس الحج والعمرة، ولن تسمح لأحد باستغلال هاتين المناسبتين لأغراض سياسية تحت أي ظرف من الظروف". وأضافت الافتتاحية أنه "على الرغم من ظهور أصوات نشاز تروج لمعلومات مغلوطة بشأن الخدمات التي تقدمها المملكة للحجاج والمعتمرين، في بعض الفضائيات المعادية ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن السلطات السعودية دائما ما تؤكد حرصها على توفير كافة التسهيلات للحجاج والمعتمرين لمواطني الدول التي تشهد حروبا ونزاعات ومشكلات سياسية وتمكينهم من أداء الفريضة . وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحية بعنوان "تفجيرات إيران"، أن الإرهاب الذي أسهمت إيران بتغذيته وصنعه، في كل مكان، من سوريا والعراق، وصولا إلى اليمن ومواقع أخرى، يضرب في إيران ذاتها، وهذا طبيعي جدا، فإشعال النار، يعني بالضرورة وصولها في مرحلة ما إلى يد من أشعلها . وأبرزت الافتتاحية أنه كان بإمكان إيران منذ البداية، أن تكون عنصر استقرار في المنطقة، وألا ترعى تنظيمات إرهابية، ولا تتسبب بولادة تنظيمات تدعي أن مهمتها الرد على إيران . واعتبرت الصحيفة أنه أيا كان الفاعل الذي يقف وراء تفجيرات إيران إلا أن تعيد طهران مراجعة سياساتها، وأن تتخلى عن الإرهاب بكل أشكاله، خصوصا، أن الأبرياء وحدهم يدفعون الثمن في كل مكان. ومن جهتها، خصصت فاصحيفة (الخليج)، افتتاحيتها للأزمة القطرية الخليجية، وأكدت أنه فيما تعرض الدول المتضامنة وعلى رأسها دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية الحلول العملية المستندة إلى العقل والحكمة، " تصر قطر على المضي في الطريق المضاد، حيث صرح وزير خارجيتها أن قطر "دولة مستقلة ولها قرارها السيادي، وأنها لن تطرد الإخوان المسلمين والإسلاميين، وهي لا تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية . " وشددت (الخليج) على أن المنطقة توجد اليوم أمام خيارات مفتوحة ، "لكن كل الخطوات المتوقعة محسوبة بالتأكيد، لأنها تصدر عن سياسة متوازنة وقادرة على الاختيار والتمييز " . وفي قطر واصلت الصحف من خلال افتتاحياتها ومقالات رؤساء تحريرها الكتابة عن الأزمة الخليجية ومستجداتها و تداعياتها. فتحت عنوان "قطر لن تتهاون" نقلت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، عن وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قوله إن " إن دولة قطر ليست مستعدة للاستسلام ولن تتهاون في استقلال سياستها الخارجية"، مسجلة أن "الموقف الثابت يتناغم مع استقلالية الدولة وحفاظها على سيادتها وقرارها السياسي". واعتبرت أن وضع الأزمة الخليجية الحالية "يهدد بحق استقرار المنطقة ويعصف بوحدة دول مجلس التعاون، وضياع مقدراته وتاريخه، في وقت تزداد فيه الحاجة للتلاحم والتجمع في مواجهة الأخطار والتحديات التي تشهدها المنطقة"، مضيفة أنه على الرغم من ذلك فإن "الدوحة حريصة على حل كافة المشاكل على طاولة المفاوضات، ولا تزال متمسكة بالدبلوماسية والرزانة، ولن تسعى لأي نوع من التصعيد مع الأشقاء رغم قسوتهم". واعتبر رئيس تحرير صحيفة (الراية)، في مقال لها ان قطر ستظل "سندا للمسيرة الخليجية وعونا للأمة في هذا الوقت الذي تنهش أوصالها فيه الخلافات والنزاعات". وكتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحية تحت عنوان "قطر .. إدارة رشيدة للأزمة وتمسك بالثوابت"، أن قطر تدير من جانبها أزمة المنظومة الخليجية الحالية بعقلانية وهدوء وتتحرك دبلوماسيا بفاعلية، "متمسكة، في الوقت ذاته بالمنظومة الخليجية، باعتبارها منظومة سياسية واجتماعية لا فكاك منها.. ومنظومة مصير مشترك، وحياة" وأيضا "بثوابتها واستقلالية قرارها الوطني". وفي البحرين، تساءلت صحيفة (الأيام): "إلى متى سوف تستمر الدوحة في التغريد خارج السرب الخليجي؟ وإلى متى سوف تستمر في خلق المشاكل لجيرانها الخليجيين؟"، مشيرة إلى أن الدوحة "نسفت في يناير 2014 الاتفاق الأمني الذي وقعه قادة دول مجلس التعاون بالرياض، والذي يكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر أو عن طريق التأثير السياسي وعدم دعم الإعلام المعادي" . وكتبت الصحيفة في مقال بعنوان: "ما الذي تريده الدوحة؟"، أنه "أكثر من عشرين سنة ونحن في البحرين نتعرض لمؤامرات النظام القطري وتدخلاته في الشأن البحريني، ومحاولاته المستمرة خلق الفتنة والفرقة داخل النسيج البحريني الواحد، ودعم العناصر الإرهابية المتطرفة في البحرين"، مشيرة إلى أن "كل ذلك يحدث رغم الجيرة والأخوة بين الشعبين البحرينيوالقطري، ودون مراعاة لصبر البحرين الطويل على الممارسات القطرية الشائنة". ومن جهتها، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن المرحلة الحالية هي "مرحلة مكاشفة وكشوف، مكاشفة للمواقف، وجرد لكشوف حسابات الأقوال والأفعال، ومن لا يقف مع وطنه اليوم، ومع تماسك دول الخليج الداعمة للأمن والاستقرار، فلا خير فيه أبدا"، معتبرة أن "الصورة اتضحت، وبات اللعب على المكشوف، وخيوط العلاقات التي تربط مختلف الأطراف التي تدعم الإرهاب في البحرين وفي منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط أصبحت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء". وكتبت الصحيفة، في مقال بعنوان: "أصحاب الفتنة يتحدثون عن (الفتنة)!"، أن الأخطر من هذا كله، هو أن دول مجلس التعاون الخليجي "تعاني وجود عملاء الداخل، وهم عملاء بمعنى الكلمة، فولاؤهم ليس لبلادهم وليس لوحدة الخليج واستقراره، بل ولاؤهم للدول الداعمة للإرهاب، وللأحزاب التي ينتمون إليها ومشاريعها السلطوية"، مبرزة أنه حسنا فعلت وزارتا الداخلية والإعلام حينما حذرتا وسائل الإعلام ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من مغبة نشر أي شيء يعبر عن التعاطف مع داعمي الإرهاب، أو الاعتراض على سياسة الدولة وحلفائها الكبار في التعامل مع هذا الملف الخطير الذي بات يشكل تهديدا وجوديا لدول الخليج بأكملها، ولسلامة أمنها واستقرارها.