لم تمر الخرجة الإعلامية الأولى من نوعها لسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الجديد، بردا وسلاما على حزب العدالة والتنمية، خاصة حين حديثه عن المفاوضات التي أجراها من أجل تشكيل الحكومة بعد فشل عبد الإله بنكيران في ذلك وإعفائه من مهامه؛ فقد خرج عدد من قيادات حزب "المصباح" لانتقاد التصريحات الصادرة عن العثماني ليل أمس السبت، حين حل ضيفا على قناة "ميدي 1 تيفي". عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، اعتبر أن سعد الدين العثماني حاول "اجتزاء وقائع عن سياقاتها واستحضار معطيات وإخفاء أخرى في محاولة مكشوفة لتحويل التنازلات إلى انتصارات"، لافتا إلى أن تلك المحاولة تعد "نوعا من التدليس، الذي يؤدي إلى التضليل". وكذّب حامي الدين، في تدوينة نشرها على صدر صفحته بالفايسبوك، تصريح العثماني بخصوص موافقة الأمانة العامة لحزب "المصباح" على قرار إشراك الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الحكومة "من باب الشهادة أمام الله، ورفعا لأي التباس، الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لم تتخذ قرارا بإدخال الاتحاد الاشتراكي، ولو اتخذت قرارا واضحا لأصدرت فيه بيانا واضحا بكل شجاعة، كما اعتادت على ذلك". وأردف المستشار بالغرفة الثانية من البرلمان ضمن فريق حزب "المصباح": "والحقيقة أنه تم فرض الاتحاد الاشتراكي على الدكتور سعد الدين العثماني وقبل هو هذا الشرط، ونقل إلى الأمانة العامة ما مفاده أن "الحكومة إما أن تكون بالاتحاد الاشتراكي أو لا تكون"... ومع ذلك افترقت الأمانة العامة وهي تمني نفسها على إمكانية نجاح الدكتور العثماني في مفاوضاته واحترام مضامين بيان 16 مارس الذي على أساسه تفاعلت الأمانة العامة بشكل إيجابي مع البلاغ الملكي. القبول بالأمر الواقع لا يعني اتخاذ القرار؛ ولكن يعني في أحسن الحالات عدم الاعتراض".. من جهتها، انتقدت البرلمانية آمنة ماء العينين ما ذهب إليه سعد الدين العثماني حين أكد وجود أغلبية صامتة وواعية تشتغل على الأرض، ولا تعبر عن آرائها مثل باقي القيادات حول طريقة تدبير المفاوضات وغيرها، حيث خاطبته: "ليس كل صامت ناضج، وليس كل من يتكلم غير ناضج بدليل اختياركم والعديد من القياديين للكلام في وسائل الإعلام"، مضيفة "خلاصتك هدّمت، للأسف، مقدمتك التي نوّهت فيها بغنى النقاش وتعدد المقاربات داخل الحزب". أما بلال التليدي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، والذي لم يرق لرئيس الحكومة ما عبر عنه سابقا بخصوص عدم إخباره لجنة الاستوزار بإشراك حزب الاتحاد الاشتراكي في الحكومة؛ فقد تساءل "وكيف يصير الصامت، الذي ربما يؤجل الكلام للمكان والوقت المناسبين، إلى مُزكّ للمسار التفاوضي واعٍ بشروط المرحلة تماما، كما أصبحت لجنة الاستوزار مزكية لهذا المسار دون علمها ودون أن يكون ذلك من صلاحياتها؟". ووجّه التليدي رسالة مبطنة إلى العثماني حين تحدث عن رؤساء الجماعات وطريقة تدبيرهم لمفاوضات تشكيل المجالس الجماعية، إذ تساءل: "ما معنى تلكم الرسالة السياسية التي تم فيها التغزل برؤساء الجماعات والمستشارين بها من حزب العدالة والتنمية؟ أهي العتاد الحربي لترسيم الخطوط ودك الحصون وتجسيد نهاية ما؟ أم اللعب بمكونات الحزب واستخدام بعضها ضد بعض؟ أم مجرد استدعاء عفوي؟".