اهتمت الصحف الصادرة في أمريكا الشمالية باقتراب بلوغ دونالد ترامب ليومه 100 في السلطة، ونهاية الميزانية الحكومية، والعلاقات التجارية بين كنداوالولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى التعليق على نتائج الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وكتبت صحيفة (وول ستريت جورنال) أنه قبل بضعة أيام عن نهاية ميزانية الحكومة الفيدرالية، والضغط الذي تعاني منه إدارة دونالد ترامب، والذي تحدث عنه الرئيس نفسه في البرامج الحوارية وعبر شبكة تويتر، أصبح موضوع مناقشة مستقبل الميزانية العامة للدولة، والتي ستنتهي السبت المقبل، وأيضا حصيلة مائة يوم في السلطة، بمثابة كرة ملتهبة في النقاش العام. وأضافت الصحيفة أنه لجعل المفاوضات أكثر صعوبة بين الجمهوريين والديمقراطيين، طلب المعاونون المقربون من الرئيس من الجمهوريين بمجلس النواب إحياء مشروع قانون حول الصحة، والذي تم تجميده في مارس الماضي، فيما صرح ترامب أنه ينوي كشف النقاب عن اقتراح لإعادة النظر في قانون الضرائب خلال الأسبوع الجاري. وعلقت الصحيفة أنه بالنظر إلى تعقيدات جدول الأعمال الضيق، فإنه من المستعبد أن تتحقق الطموحات التشريعية للرئيس ترامب قبل يوم السبت المقبل. من جانبها، لاحظت (نيويورك تايمز) أنه بينما يأمل المشرعون في التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء تمويل الحكومة يوم الجمعة، تسعى الإدارة إلى استخدام هذه المهلة كورقة ضغط، أي سلطة لا تتوفر عليها من وجهة نظر الديمقراطيين والعديد من الجمهوريين، وهو ما يزيد من احتمالات شلل ميزانية المصالح الفيدرالية حسب الصحيفة. وسجلت (نيويورك تايمز) أن هذه المواجهة تأتي بينما يستعد ترامب للكشف، يوم الاربعاء، عن مقترح "لخفض كبير للضرائب"، والإعلان عن نسخة جديدة من قانون التأمين الصحي. وفي هذا الصدد، لاحظت (دو هيل) أن قاطن البيت الأبيض ومعاونيه أشاروا أيضا إلى ضرورة تمويل الجدار الذي اقترح ترامب بناءه على طول الحدود الجنوبية للبلد. وسجلت الصحيفة أن المسؤولين بالإدارة والمشرعين الجمهوريين حذروا من مغبة إغلاق الحكومة، خاصة وأن الديمقراطيين يعارضون بقوة اعتماد أي مشروع قانون من شأنه تخصيص تمويل للجدار على الحدود بين الولاياتالمتحدة والمكسيك. على صعيد آخر، كتبت صحيفة (دو هيل) أنه مع اقتراب انتهاء 100 يوم من إمساك الرئيس ترامب بزمام السلطة، ينبغي استخلاص بعض الملاحظات حول سياسة وأسلوب إدارة رئيس مختلف جذريا عن الآخرين. ولاحظت الصحيفة، التي يصدرها الكونغرس، أن الأمر يتعلق أولا برئيس "على أتم الاستعداد لتغيير رأيه"، لافتة إلى أنه بالإضافة إلى مواقفه المثيرة للجدل حول التجارة والهجرة والجريمة، بدأ ترامب ولايته الرئاسية بقليل من القناعات السياسية العميقة، لهذا لم يخش شيئا من تغيير آرائه تبعا للظروف. ولاحظت في المقام الثاني أن هذا القادم من عالم الأعمال يميل إلى وضع السياسة على ميزان الربح والخسارة، لكن يبدو أنه اصطدم بحقيقة أنه شارف على بلوغ يومه المائة بالبيت الأبيض دون إنجازات تشريعية كبرى تستحق الاحتفاء بها. وأضافت أن الملاحظة الثالثة تتمثل في أن ترامب قد يكون أدرك أن السياسة أكثر صعوبة مما يبدو، مشيرة إلى أن الملاحظة الرابعة تتمثل في أن ترامب المرشح هو نفسه ترامب الرئيس، أي أنه لم يغير كثيرا أسلوبه العدواني بشكل صريح تجاه خصومه السياسيين. بكندا، كتبت (لا بريس) أن نزاعا حول تجارة الخشب بين كنداوالولاياتالمتحدة يمكن أن يندلع خلال الأسبوع الجاري، مضيفة أن صناع القرار بالسياسة الكندية يستعدون بالفعل لحساب الخسائر المترتبة عن قرار مرتقب من قبل الأمريكيين لفرض رسوم جمركية جديدة. وأضافت الصحيفة أن وزارة التجارة الامريكية ستعلن أنها ستفرض رسوما تعويضية عن الخشب القادم من كندا، كما فعلت سنوات الثمانينات والتسعينات والعقد الاول من الألفية الحالية، موضحة أن حاكم بنك كندا، ستيفن بولوز، أعلن أنه سيكون من السهل تحديد عواقب الرسوم الجديدة مباشرة بعد الإعلان عنها، كما قد تعاني العديد من المناطق من آثارها السلبية. وذكرت الصحيفة بأن الأخشاب ليست المنتوج الكندي الوحيد الذي قد يعاني من إجراءات عدوانية من قبل البيت الأبيض، إذ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد اشتكى في الآونة الأخيرة من صناعة الألبان والطاقة، مشيرة إلى أن قاطن البيت الأبيض سيكشف أيضا عن مشروعه للإصلاح الضريبي، والذي يجهل لحد الساعة إن كان سيفرض رسوما جديدة على الواردات. كما خصصت الصحف الكندية حيزا هاما للحديث عن نتائج الدور الأول من الانتخابات الفرنسية، إذ أشارت صحيفة (لو دوفوار) أنه للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية الخامسة، فشل الحزبان التقليديان الكبيران الممثلان لليمين واليسار في تجاوز الدور الأول، مشيرة إلى أن الدور الثاني سيشهد "مواجهة تاريخية" بين إيمانويل ماكرون المؤيد لأوروبا والعولمة ومارين لوبين، مرشحة الأوساط الشعبوية والمحافظة والمعارضة للنهج الأوروبي والهجرة. من جانبها، سجلت صحيفة (جورنال دو مونريال) أن الفرنسيين المقيمين بكيبيك تابعوا باهتمام كبير سير الانتخابات، مضيفة أنهم اعتبروا أن نتائج الدور الاول تشكل رسالة إلى الأحزاب التقليدية الفرنسية. بدورها اعتبرت صحيفة (لو جورنال دو كيبيك) أن نتائج الدور الأول تبرز انهيار الحزب الاشتراكي وفشل اليمين الجمهوري بخسارة فرانسوا فيون، لافتة إلى أن الفرنسيين لم يصوتوا نهائيا وفق التقسيم التقليدي يمين / يسار، بيد أن انتصار إيمانويل ماكرون تعبير عن ظهور خيار ثالث بفرنسا، التي كانت دوما ترفض فكرة وجود الوسط في المشهد السياسي. بالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن حكومة مدينة مكسيكو سيتي حذرت أصحاب امتياز وسائل النقل العمومي من فرض عقوبات في حالة إقدامهم على رفع سعر التذكرة قبل يوم الخميس المقبل، أي تاريخ دخول زيادة قانونية قيمتها بيزو واحد حيز التنفيذ في هذه الخدمة. وأضافت الصحيفة أنه بموجب المادة 251 من قانون النقل، فإن تحديد التعريفات موكول إلى السلطات لذلك فإن الحكومة ستعاقب بغرامات تصل إلى أزيد من ثلاثة آلاف إلى 4 آلاف و529 بيزو كل مخالف لهذا القرار. أما صحيفة (ال يونيفرسال) فأشارت إلى أنه بعد عشر سنوات من دخول إصلاحات المدونة الجنائية لمدينة مكسيكو سيتي حيز التنفيذ، والتي تسمح بالإجهاض إلى غاية 12 أسبوعا من الحمل، فإن 176 ألف و355 امرأة لجأن إلى هذه الإجراء. ببنما، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أن الحزب البنمي الحاكم يحاول استمالة نواب من حزب التغيير الديموقراطي المعارض في محاولة للحفاظ على سيطرته على الجمعية الوطنية خلال الدورة التشريعية الرابعة التي ستنطلق في 1 يوليوز المقبل، موضحة أن الحزب البنمي يغري نواب المعارضة بتمكينهم من رئاسة البرلمان. وأضافت الصحيفة أن قيادة حزب التغيير الديموقراطي رفضت بشكل قاطع أية إمكانية للتحالف مع الحزب البنمي، مذكرة بأن هذا الأخير، الذي يتوفر على 17 مقعدا فقط من أصل 71 المشكلة للجمعية الوطنية، كان قد تحالف مع بداية الولاية التشريعية عام 2014 مع الحزب الثوري الديموقراطي (معارض) لتوفير الأغلبية الضرورية للرئيس خوان كارلوس فاريلا، لكن خلافات سياسية أطاحت بهذا التحالف البرلماني. في موضوع آخر، كشفت صحيفة (بنماأمريكا) أن الجمعية الوطنية صادقت على قانون يلزم المؤسسات العمومية المستقلة وشبه المستقلة بتخصيص 30 في المئة من مناصب المسؤولية لفائدة النساء، معتبرة أن هذا القانون يشكل خطوة أخرى نحو إقرار الانصاف والمساواة في تدبير الشأن العام وتكريس حقوق النساء.