انطلقت منذ أيام مناورات عسكرية تضم مئات الجنود المغاربة والأمريكيين جنوب المملكة للعمل على تعزيز قدرات الجيش المغربي وتطويره، وتعد هي المناورات الأولى من نوعها التي تعقد بالشراكة ما بين البلدين في عهد الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب. ومن المنتظر أن تستمر المناورات الأمريكية المغربية على امتداد عشرة أيام ما بين مدينتي أكادير وتزنيت ويشارك فيها 1300 جندي أغلبهم مغاربة وأميركيون، إضافة جنود أوروبيين وماليين وسنغاليين وأيضا موريتانيين، وهي المناورات التي تعمل "أفريكوم" على تنظيمها بشكل سنوي بالقارة الأفريقية. وفي هذا الإطار يرى محمد أكضيض، الخبير الأمني والإستراتيجي أن استمرار مناورات "أفريكوم" في إدارة ترامب، واختيارهم للمملكة المغربية يظهر بقوة أن الرئيس الجديد يعتبر المغرب دولة حليفة بامتياز، قائلا: "لا بد من الرجوع إلى العلاقات التاريخية الإستراتيجية ما بين المغرب وأميركا فالأخيرة تعد حليفا استراتيجيا للمملكة وهو ما جعلهما دائما في مناورات مشتركة في المغرب وخاصة بجنوب المملكة". ويشير أكضيض في تصريح لهسبريس إلى أن هذه المناورات من شأنها تطوير قدرات الجيش المغربي وخبراته، كما تعمال على تساعدهم على التعود على تطويع التكنولوجيا العسكرية الجديدة، قائلا: "هناك نخبة بالجيش المغربي من الشباب القادرين على التحرك والمناورة وأيضا قادرين على التحكم في التكنولوجيات الجديدة من الأسلحة وغيرها ولهم قدرة على رسم الخطط العسكرية الواقية والمتقدمة". ويذكر الخبير الأمني بأن الولاياتالمتحدة الأميركية هي أكبر قوة عسكرية في العالم، قائلا: "المغرب سيستفيد من تجاربها وخبراتها ناهيك عن كونها المزود الأول للمملكة بالسلاح". ويرى المتحدث أن من أهداف المناورات العسكرية المغربية الأميركية هناك محاربة الإرهاب قائلا: "المنطقة أصبحت مؤهلة لتسلل التنظيمات الإرهابية المختلفة فيما يسمى حزام جنوب الصحراء، لذلك يجب العمل على وضع ذرع واقي للمغرب من أجل التحكم في المنطقة وحماية حدوده من أي اختراق محتل للإرهابيين سواء تعلق الأمر بأعضاء القاعدة أو داعش". ويفيد أكضيض بأن الولاياتالمتحدة لها شركاء متعددين من العالم الرأسمالي وهو ما يجعلها تقوم بعدد من المناورات في هذا الوقت بالذات مع أحد شركائها في إفريقيا "للعمل على اختبار القدرات العسكرية للدول التي تشارك معها".