بعد كل ما قيل عن تهديد دونالد ترامب بوقف المساعدات الأمريكية بسبب مواقف الرباط من القرار المتعلق ب"تغيير وضع مدينة القدس"، وافقت واشنطن على تسليم 162 دبابة من نوع "أبرامز" إلى المملكة، لمساعدتها على مواجهة التحديات الإقليمية، في إطار برنامج المساعدات العسكرية الأمريكية، المعروف ب "EDA". وحسب ما نقله الموقع الأمريكي العربي"مونيتور"، في قصاصة حديثة، فإن "حكومة الولاياتالمتحدة وافقت على تسليم معدات عسكرية جديدة للمغرب، بموجب برنامج المساعدات العسكرية الأمريكية (EDA)، والذي يسمح لحلفاء الولاياتالمتحدة بالاستفادة من فائض المعدات الدفاعية، بتكلفة منخفضة أو بدون تكلفة"، وفق ما ضمنته القصاصة ذاتها. وأوضح المصدر نفسه أن "وثائق الحكومة الأمريكية تؤكد تسليم إدارة ترامب دبابات أبرامز للمغرب"، مشيرا إلى أن "الإدارة الأمريكية سلمت الدول الموجودة بشمال إفريقيا معدات عسكرية تصل قيمتها 115 مليون دولار". القصاصة أضافت أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية سلَّمت للمغرب، خلال السنوات الأخيرة، العديد من المعدات العسكرية، وقدمت له دعما يصل إلى 15 مليون دولار سنويا، لجعل الجيش المغربي قادرا على التعامل مع مهربي المخدرات والشبكات الإرهابية، ولمواجهة التحديات الإقليمية". وإلى جانب 162 "أبرامز"، وهي دبابات قتالية رئيسية من الجيل الثالث الأمريكي، تلقى المغرب أيضاً سيارات مقاتلة وقاذفات قنابل متطورة ومدافع هاوتزر، فضلا عن 419 ناقلة للجنود مصفحة، حسبما أفاد موقع المونيتور الأمريكي العربي. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية كشفت أن القوات المسلحة الملكية ستحصل على ترسانة جديدة من صواريخ "جو جو" في صفقة مع شركة "ريثيون" الأمريكية، وهي الترسانة التي تركب على مقاتلات "إف 16". وأورد البنتاغون أنه سيتم إنتاج هذه الصواريخ المتقدمة في مصانع الشركة في ولاية أريزونا، وستقوم الشركة بإنتاج قطع الغيار والمعدات التيليمترية لهذه الصواريخ. ويمكن برنامج المساعدات الأمريكية لشركاء الولاياتالمتحدة من الحصول على تجهيزات عسكرية وأسلحة، تبقى فائضا لدى الجيش الأمريكي أو تم استعمالها، وتحصل عليها الدول المستفيدة بأثمان تفضيلية أو على شكل منح ومساعدات. وقد مكن هذا البرنامج المغرب من الاستفادة من أسلحة أمريكية منذ سنة 1994. وفي تعليقه على الصفقة التي أبرمها المغرب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، قال نعوم عبد الفتاح، الخبير في الشؤون الأمريكية المغربية، إن "موقف البنتاغون الإستراتيجي يظل تابتا فيما يتعلق بورقة الاستقرار في شمال إفريقيا، بحيث إن الاتفاقيات والمناورات العسكرية المشتركة لا تتغير"، قبل أن يستدرك قوله: "لكن هامش المناورة يبقى واردا". وأوضح نعوم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "البيت الأبيض سيحاول إرضاء كل الأطراف، حيث إن "بيع السلاح من طرف القوى الكبرى يهدف في الوقت الراهن إلى الحفاظ على التوازن"، قبل أن يعود إلى الحديث عن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب التي "أصبحت تتسم مواقفها وقراراتها بالضبابية"، إذ "لا يمكن توقع ما يمكن أن تقدم عليه، خصوصا في ظل هذه الظرفية الحساسة التي يمر منها المغرب"، بتعبيره.