بعدما وافقت الإدارة الأمريكية على تسليم 162 دبابة من نوع "أبرامز" إلى المملكة، في إطار برنامج المساعدات العسكرية الأمريكية، المعروف بEDA، يُرتقب أن يتلقى المغرب من جديد دفعة من دبابات عالية الطراز، تشتغل بتقنية الليزر، وهي واحدة من الأسلحة الأكثر تطوراً في المنظومة العسكرية الأمريكية. وحسب ما نقله الموقع الأمريكي defence world، فإن "وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أن شركة نورثروب غرومان حصلت على عقد مبيعات عسكرية أجنبية لتزويد الدبابات الجديدة، بالليزر لخزان M1A2S لصالح المغرب، بقيمة تناهز 9.5 ملايين دولار (10 مليارات سنتيم)". وأوضح المنبر الأمريكي المتخصص في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية، في قصاصة حديثة، أن "المغرب اقتنى 220 دبابة "أبرامز"، تم تلوينها بشكل يتماشى مع حاجيات المملكة، وهي مزيج من طراز M1A1 وM1A2، مع التمويه المُصمم خصيصًا للمملكة"، مشيراً إلى أن "هذه الدبابات المقاتلة تنتمي إلى الجيل الثالث، وهي نسخة أكثر تطوراً من الطائرات الأمريكية المقاتلة، والتي تتناسب مع المعدات الرئيسية للقوات المسلحة الملكية". وكان المغرب قد تسلّم عدة دفعات سابقة؛ أولها كانت تتكون من 22 دبابة لأغراض التدريب، في حين شملت الدفعة الثانية 20 دبابة، وهذه الدفعة هي الثالثة وتتضمن 48 دبابة؛ وهو ما سيجعل مجموع دبابات القتال الرئيسية من طراز "أبرامز" يصل إلى 90 دبابة بنهاية هذا الشهر من أصل 222 تم التعاقد عليها. ويمكن برنامج المساعدات الأمريكية لشركاء الولاياتالمتحدة من الحصول على تجهيزات عسكرية وأسلحة، تبقى فائضاً لدى الجيش الأمريكي أو تم استعمالها، وتحصل عليها الدول المستفيدة بأثمان تفضيلية أو على شكل منح ومساعدات. وقد مكن هذا البرنامج المغرب من الاستفادة من أسلحة أمريكية منذ سنة 1994. الشرقاوي الروداني، الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، اعتبر أن "شراء الدبابات، التي تنتمي إلى الجيل الثالث دبابات M1A1 والتي أصبحتM1A2، جاء عن طريق التعاون العسكري ما بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال وكالة التعاون الأمني والدفاعي الأمريكية"، مشيراً إلى أنها "تتميز بعدد من الخصائص الفنية والقتالية ستشكل إضافة نوعية للمنظومة الدفاعية المغربية". وقال الخبير في الدراسات الجيوستراتيجية والأمنية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "هذه الدبابات القتالية الأمريكية معروفة على الصعيد العالمي بمميزاتها الفنية الكبيرة، وهي مقاتلات من صنع شركة "General Dynamics" وشركة "Detroit Arsenal Tank Plant" الأمريكيتين"، مشيراً إلى أن "دبابات M1A2 تمثل الجيل الثالث من دبابات أبرامزM1A1، وهي مزودة بمدفع ألماني من نوع "أمليس"، ومحرك توربيني غازي حوالي 1500 حصان". وتابع الروداني: "هذه الدبابات الأمريكية لها منظومة رؤية جد متطورة، تستخدم الأشعة تحت الحمراء ما يسمى بInfrared، كما أنها تحتوي على مجموعة معدات تسليح متطورة وأحدث الإلكترونيات من أجل الحماية من جميع الأخطار التي تكون في المعركة"، بالإضافة إلى أن "لها قوة مراقبة بصرية وجهاز تسديد مرتبطا بجهاز تقدير المسافة بالليزر، والذي هو من صنع شركة "نورثروب غرومان"، ثم لها قوة الإخفاء أثناء التحرك عن طريق بعثها غازات تموه العدو بعدم وجود العدو فوق الأرض". وفي تعليقه على أبعاد اقتناء المغرب لهذه الأسلحة المتطورة، أكمل الروداني بالقول إن "هذه الصفقة تأتي في خضم مناورات الأسد الإفريقي، التي شاركت فيها الولاياتالمتحدة بأكثر الأسلحة العسكرية تطورا التي تمتلكها، مؤكدا أن هناك "رؤية إستراتيجية أمريكية لتقوية الجيش المغربي، خاصة أن هناك تحديات خطيرة في منطقة الأطلسي ومنطقة دول الخليج الغيني". وأورد أن "المغرب بحكم تموقعه في علاقات شمال جنوب وبحكم وجوده كعضو في الحلف الأطلسي، مكنته تجربته من أن يكون دولة قادرة أن تُعِيدَ التوازن الجيو-أمني على مستوى غرب منطقة غرب حوض الأبيض المتوسط"، لافتا إلى أن "منطقة غرب حوض بحر الأبيض المتوسط جيو استراتيجياً مرتبطة بشرق حوض الحر الأبيض المتوسط وبحر الأحمر، وبالتالي جميع الممرات المائية التجارية التي تلعب دورا كبيرا في تجارة النفط والتجارة الدولية".