يستمرُّ توافدُ أسطول دبابات "أبرامز" الأمريكية الشهيرة إلى المغرب، والذي سينضافُ إلى الأسطول الحربي للقوات المسلحة الملكية، إذ من المنتظر أن تتسلّم المملكة خلال الأسابيع المقبلة الدفعة الأخيرة من هذه المدرعات المقاتلة، وهي دفعة عالية التقنية، ومزودة بتقنية الليزر، وقد بدأ شحنها في قطارات بولاية كاليفورنيا الأمريكية خلال الأسبوع الماضي. ويورم المغرب من وراء هذه الصفقة التي تم تمريرها للجنة الدفاع بالكونغرس في أبريل 2011، وتم إعلانها في يونيو 2012، تعزيز قدراته العسكرية وحماية حدوده البرية من أي هجومٍ محتملٍ، خاصة مع انتشار الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي. ووفقاً لموقع "Army" المتخصص في الشؤون العسكرية فإنَّ المملكة المغربية تعدُّ حاليا أكبر مشتر للأسلحة القادمة من السوق الأمريكية على مستوى دول "أفريكوم" البالغ عددها 53 دولة إفريقية. وستعزز المساعدة الأمريكية للمغرب قدرته على حماية أمنه الخارجي ومنع أعمال إرهابية. ونقل المنبر الأمريكي أن المغرب يمثل شريكا تقليديا للولايات المتحدةالأمريكية وداعما أساسيا لجهودها في محاربة الإرهاب والتطرف في شمال إفريقيا. ووفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية فقد "اعترف المغرب رسمياً بالولاياتالمتحدة بتوقيع معاهدة سلام عام 1786؛ وبدأت العلاقات الدبلوماسية الكاملة عام 1905، واستؤنفت العلاقات الدبلوماسية الطبيعية بعد اعتراف الولاياتالمتحدة باستقلال المغرب عام 1956". ويؤكد سكوت هوثر، رئيس قسم العمليات الإقليمية بأفريكوم التابعة للجيش الأمريكي، أن المغرب طلب مؤخراً 222 دبابة من طراز أبرامز M1A1 في إطار التحديثات العسكرية التي باشرها ابتداء من سنة 2016؛ مضيفاً أن "التسليم النهائي لهذه الدبابات كان مقرراً نهاية الشهر الماضي". ويمكن برنامج المساعدات الأمريكية شركاء الولاياتالمتحدة من الحصول على تجهيزات عسكرية وأسلحة، تبقى فائضاً لدى الجيش الأمريكي أو تم استعمالها، وتحصل عليها الدول المستفيدة بأثمان تفضيلية أو على شكل منح ومساعدات. وقد مكن هذا البرنامج المغرب من الاستفادة من أسلحة أمريكية منذ سنة 1994. وفي هذا الصدد، يضيف القائد العسكري الأمريكي أن "هذه الدبابات ستُمكّنُ الجيش المغربي من تحديث أسطوله وتعزيز منظومته الدفاعية وتلبية حاجياتها الحالية والمستقبلية"، وأردف قائلاً: "المغاربة أذكياء للغاية في ما يتعلق بمتطلبات المعدات الخاصة بهم، والحقيقة أنهم اختاروا استخدام برنامج المساعدات الأمريكية الخاص بنا لتجديد أسطولهم الحربي". وتوقف المتحدث عند العلاقة القوية التي تجمع الولاياتالمتحدة والمغرب، خاصة في الجانب العسكري، وقال: "أولويات الجيش الأمريكي امتلاك القدرة على الاستعداد الدائم للانتشار والقتال والفوز والتحديث، ومع ذلك لا يمكن لجيشنا المشاركة في صراعات متعددة حول العالم دون تعزيز قوة الدول الشريكة له". من جانبها، أوردت إيمي ويشيل، رئيسة مكتب البرامج المغربية لنظم دبابات القتال، أن "دبابات أبرامز التي اقتناها المغرب خضعت لعملية إصلاح شاملة وتمت إعادة تأهيلها في مستودع أنيستون في منطقة ألاباما الأمريكية؛ كما تمت إعادة بناء الخزانات الخاصة بها، بما في ذلك جميع المكونات، باستثناء درع البرج؛ حيث قامت شركة General Dynamics Land Systems بتركيب الدروع المدرعة في مركز تصنيع الأنظمة المشتركة في ليما، بولاية أوهايو". وقالت ويشيل إن "هذه الدبابات تحتوي على مجموعة معدات تسليح متطورة، كما أن لها قوة مراقبة بصرية وجهاز تسديد مرتبطا بجهاز تقدير المسافة بالليزر، وهو من صنع شركة "نورثروب غرومان"؛ ثم لها قوة الإخفاء أثناء التحرك عن طريق نفث غازات تموه العدو في أرض القتال".