يتطلع حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي الحاكم، خلال الانتخابات المحلية التي تشهدها العاصمة نيودلهي يوم الأحد، إلى تكريس هيمنته على المشهد السياسي في الهند، بعد أن تمكن مؤخرا من تحقيق فوز كبير على منافسيه الرئيسيين في الانتخابات المحلية التي شهدتها عدة ولايات في البلاد. ويسعى الحزب، الذي وصل إلى السلطة في ماي 2014 ، إلى تكرار الفوز الساحق الذي أحرزه خلال شهر مارس المنصرم، ومكنه من الظفر بقيادة حكومة ولاية أوتار براديش، التي تعد واحدة من أهم الولايات الاستراتيجية في الهند. فنتائج الانتخابات، التي أجريت في فبراير ومارس الماضيين، أظهرت أن حزب (بهاراتيا جاناتا) تمكن من الحفاظ على أدائه السياسي بالرغم من سهام النقد التي وجهت إليه من قبل فرق المعارضة، التي يقودها غريمه السياسي حزب (المؤتمر) بزعامة سونيا غاندي، بشأن قرار الحكومة الاتحادية إلغاء عدد من العملات الورقية. ويجمع مراقبون على أن (بهاراتيا جاناتا) تمكن من تجاوز تلك الإكراهات بفضل الشخصية الكاربزمية للوزير الأول ناريندرا مودي، الذي أطلق حزمة من الإصلاحات المالية المواكبة من أجل تجاوز التداعيات السلبية لذلك القرار المالي المفاجئ، لاسيما تركيزه على ضرورة الاعتماد على وسائل الدفع غير النقدي وتعزيز أنظمة الاقتصاد الرقمي في المعاملات المالية والتجارية. ولهذا السبب، تعتبر هذه الانتخابات اختبارا مهما لشعبية حكومة الوزير الأول الهندي ناريندرا مودي داخل العاصمة الفدرالية للبلاد، التي تعد مركز القرار السياسي وتضم مختلف أطياف الهيئات والأجهزة التقريرية السياسية والإدارية، بعد ذلك القرار المثير الذي خلف أزمة سيولة نقدية خطيرة وحالة من الارتباك والفوضى لدى المواطنين. كما أن ناريندرا مودي يسعى، من جهته، إلى الحصول على أغلبية مريحة خلال هذه الانتخابات المحلية لدعم توجهاته نحو إقرار مزيد من الإصلاحات السياسية والإدارية والاقتصادية في بلد يعاني من فضائح فساد سياسي ومالي، وارتفاع معدل التضخم، وتباطؤ النمو بشكل كبير. وشرع الناخبون الهنود في الإدلاء بأصواتهم في وقت مبكر من صباح اليوم، عند بداية فتح مراكز الاقتراع على الساعة السابعة صباحا (بالتوقيت المحلي)، في إطار هذه العملية الانتخابية التي خصصت لها السلطات الهندية أزيد من 56 ألفا من أفراد الأمن والقوات شبه العسكرية لضمان السير العادي للاقتراع في سائر أنحاء الولاية. وتعرف هذه الاستحقاقات الانتخابية مشاركة أزيد من 13 مليون ناخب، سيدلون بأصواتهم في 13 ألف و 138 مكتبا انتخابيا للاختيار من بين 2537 مرشحا موزعين على ثلاث مناطق انتخابية كبرى (دائرة الشمال والوسط، ودائرة الجنوب، ودائرة الشرق)، من أجل التنافس على 272 مقعدا يضمها المجلس التشريعي للولاية البالغ عدد سكانها أزيد من 22 مليون نسمة. وتنطلق هذه الانتخابات بعد أسابيع من التوتر والتجاذبات السياسية والحملات الانتخابية "العنيفة" وتراشق للاتهامات بين عدد من قادة ومسؤولي الأحزاب الرئيسية المتنافسة، خاصة بين حزبي "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي (الحاكم في الهند) و"عام آدمي" (الحاكم في ولاية نيودلهي). ويرى عدد من المحللين السياسيين أن حزب (بهاراتيا جاناتا) سيحاول أيضا الثأر من هزيمته الانتخابية في العاصمة نيودلهي خلال فبراير 2015 أمام منافسه الجديد حزب (عام آدمي) المناهض للفساد بقيادة زعيمه المثير للجدل آرفيند كيجريوال. *و.م.ع