تنتمي جماعة سيدي رضوان إلى قبيلة بني مسارة الجبلية التابعة لإقليم وزان، ويتم الوصول إليها عبر التفرع الطرقي في اتجاه مدينة فاس عبر طريق متهالكة تمتد على طول 20 كيلومترا غرب مدينة وزان، وتخترق دوار تكسرت الذي يشكل نقطة سوداء مع حلول مواسم الأمطار، خاصة على مستوى قنطرة الوادي الذي يحول ارتفاع صبيبه دون استمرار حركة السير مساهما في عزل المنطقة والزيادة من عبء تنقلاتها. غالبيّة بيوت مركز سيدي رضوان مشيدة بالإسمنت، وأخرى من التراب ومغطّاة بالقصدير، بما فيها تلك حديثة النشأة التي ارتأى أربابها أن تحافظ على أسلوب البناء العتيق لعلّها لا تستنزف ماليتهم المتواضعة التي لا تقوَى على مجاراة مدّ الإسمنت؛ غير أن المجلس الجماعي يسعى إلى محاربة الدور المغطاة بالقصدير من خلال زيارات حبية لسكان "دور التراب"، قصد إقناع أصحابها بهدم المنازل القديمة وتشييد أخرى بدل الوضع الذي يزيد من تشويه مركز سبت سيدي رضوان. عطالة وتطوع عسكري وتعاني غالبية شباب المنطقة من عطالة شبه دائمَة، لا تكسر إيقاعها غير بعض الأنشطة المهنية الموسميّة التي تقترن، في غالبيتها، بأوراش البناء البسيطة ومواسم الحرث والحصاد وممارسة مهن مقترنة بزراعة الكيف بالرغم من تقلص نطاق أراضيها، موفرين بذلك مدخولا ماليا يعين على مستلزمات الحياة، إلى جانب توفير كمّية من "لْكْمَايَة" التي يعدّ تناولها تاريخيا بمقاه الجماعة القروية. ولا يكاد يخلو بيت من الجماعة المقاومة من شباب التحقوا بمختلف صفوف أسلحة الجيش. ويعدّ التطوّع العسكرِي، أو "لْمْكَاجيَة" وفقا للمنطوق المحليّ، أنجع الحلول لضمان مردود ماليّ قارّ؛ فقد دأب من تولوا حمل السلاح على إرسال تحويلات مالية إلى أقاربهم لضمان قسط من الكرامة لمن يشاركونهم قرابة الدّم. غالبية المساريين، ممن بقُوا متشبثين بالاستقرار بمركز سبت سيدي رضوان حتى الحين، أضحوا لا يرون مانعا في تحركهم صوب التجمعات السكنية الحضرية الكبيرة، وبالخصوص مدينتي طنجة والقنيطرة. ويعتبر المساريون أنّ من سبقوهم من أهل القبيلة إلى الهجرة، وإن كانوا قد أبانُوا عن صبر يسير تجاه ظروف العيش الصعبة، لم يكونوا مخطئين بالمرّة. العربي الشلييح، فاعل جمعوي وأحد سكان المنطقة، استنكر، في تصريح لهسبريس، رداءة الشبكية الطرقية المتهالكة بالرغم من الاحتجاجات والمراسلات للجهات المختصة، منذ أربع سنوات من الآن، دون أن يتم التعاطي مع مطلب تنسيقية المجتمع المدني الباحثة عن التنمية، معتبرا ما تم الإقدام عليه مجرد ذر للرماد في العيون ولا يرقى إلى حجم مطالب الساكنة الرضوانية. وبالرغم من الخطوات التي قطعها المجلس الجماعي في إنجاز الشطر الأول من شبكة التطهير السائل، فإن الشليح يرى معايير المشروع رديئة جدا ولا تحترم الشروط التي يجب أن تتوفر في مثل هاته الأشغال المتعلقة بشبكة الصرف الصحي، سواء من حيث جودة الإسمنت أو الحديد ونوعيتهما وكذا السلامة المهنية جراء تضرر البالوعات من مرور العربات وسوء تدبير وإنجاز المشروع على حد قوله. وعبر الفاعل الجمعوي ذاته عن استيائه من شبكة الإنارة العمومية واصفا إياها بالمتهالكة، لا سيما في ظل انتشار الظلام الدامس بأغلب أزقة المركز وشوارعه، بالإضافة إلى كثرة الانقطاعات كان آخرها يوم الخميس الأخير، إذ تضرر العربي وهو صاحب مكتبة ومحل لبيع المثلجات من انقطاع التيار الكهربائي؛ وهو ما سبّب له خسائر مادية كبيرة، على حد قوله. وفي هذا السياق، زاد المتحدث في تصريح لهسبريس متسائلا: "شكون غادي يعوضك؟؟"، مشيرا أيضا إلى كون شكايات الساكنة بخصوص ارتفاع الفاتورات تقابل ب"خلص ومن بعد سير شكي"، وفق تعبيره. وأشار الشليح إلى ممارسات تسعى إلى إسكات وتقزيم العمل الجمعوي بالجماعة، مبرزا بعضا منها التي تعيق تنزيل برنامج جمعيته والمتضمن لمهرجان للشعر والزجل والحكاية والقصة القصيرة، المزمع تنظيمه الشهر المقبل، قائلا: "بعد تقديمي للبرنامج السنوي لأنشطة الجمعية أقدمت المندوبية الإقليمية للشباب والرياضة على مطالبتي بوصل من لدن قائد الجماعة وممثل وزارة الداخلية بتنظيم النشاط الأدبي؛ وهو ما أعتبره محاولة لإخراس الأصوات الحرة". للمجلس الجماعي رأي محمد بندريس، النائب الثالث لرئيس المجلس الجماعي بسيدي رضوان، قال إن الجماعة تعرف مجموعة من المشاريع المندمجة في مختلف القطاعات بهدف الاستجابة لحاجيات الساكنة. وأشار المسؤول الجامعي ذاته إلى أن الطريق الإقليمية الرابطة بين وزان وبين جماعة سيدي رضوان تدخل ضمن اختصاص وزارة التجهيز والنقل، ولا يمكن للجماعة أن تباشر إصلاحها إلا في إطار شراكات مع المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل بوزان. وشدد المتحدث، في تصريح لهسبريس، على أن الطريق المذكور جاءت في إطار فك العزلة عن العالم القروي، مضيفا أنه "استنادا إلى اجتماعات سابقة له مع مسؤولي النقل، فإن الطريق تشكل أولوية لدى المديرية وسيتم إصلاحها في مقبل الأيام بعد تشكيل الحكومة". وأقر نائب رئيس المجلس الجماعي بتهالك شبكة الإنارة العمومية والتي تعود إلى سنة 1983 التي لم تتم مواكبتها بالصيانة من لدن المكتب الوطني للكهرباء. وفي هذا الصدد، ستعمل الجماعة، حسب بندريس دائما، على إضافة عدادات أخرى جديدة بهدف تخفيف الضغط وتفادي إتلافها مع زيادة عدد المصابيح وذلك لتجنب الانقطاعات المتكررة، مشيرا إلى كون العملية ستهم دواوير أولاد عبد الله وأولاد بنسليمان واحساسن وظهار طاج بقرية الزواقين والدائرة الثانية بكرير من الجماعة ذاتها. وبرر المستشار الجماعي انقطاع الماء الصالح للشرب وغيابه عن الصنابير في أحيان كثيرة بتوسع الشبكة لتشمل دواوير أخرى إما على شكل صنابير منزلية أو سقايات بالإضافة إلى استفادة جماعة بني كلة من ذات الصبيب القادم من مدينة وزان ما أدى إلى انخفاضه.. مشيرا إلى مجهودات سابقة للمجلس الجماعي في إطار محاربة آثار الجفاف تم توفير صهاريج مائية متنقلة وضعت رهن إشارة المواطنين.. واعدا بتقوية الصبيب؛ وذلك في إطار شراكة مع وزارة الداخلية والمكتب الوطني للماء والكهرباء، بالرغم من ضعف الموارد المالية. ويضيف بندريس: "والآن بعد مباشرة أشغال الشطر الأول، نحاول تجاوز المشكل في انتظار بدء الأشغال الشطر الثاني بكريكر بعدما كانت الجماعة غارقة في الخنز والمياه العادمة والروائح الكريهة". بالإضافة إلى المشاكل التي وقفت عليها هسبريس بجماعة سيدي رضوان، لا يزال انتشار الأزبال يقض مضجع الساكنة، بالرغم من المجهودات التي قام المجلس الجماعي بأجرأتها من خلال اقتناء شاحنتين صغيرتين والاعتماد على عمال عرضيين لتدبير قطاع النظافة، إذ لا يزال مطرح النفايات يشكل نقطة سوداء جراء تدبير المجالس السابقة خاصة أنه يوجد فوق أراض سلالية يحاول المجلس الحالي تصفية الوعاء العقاوي وتهيئته، وبجانبه يظل البئر الموجودة خلف ثانوية 3 مارس بدون حراسة ولا غطاء ويشكل خطرا على أطفال تلاميذ الجماعة الذين يقصدونه من أجل السباحة.