على بعد 25 كيلومترا من مدينة سيدي بنور، عبر الطريق الجهوية رقم 202، في اتجاه مركز بولعوان ونهر أم الربيع، توجد جماعة قروية لم تتمكن بعد من تلمّس خطاها نحو التقدّم والنماء بالسرعة المطلوبة، بالرغم من الدعاء الذي يتداوله أغلب المغاربة فيما بينهم، والمتمثل في "الله يْعاوْن العَوْناتْ". مركز أربعاء العونات، التابع ترابيا وإداريا لإقليم سيدي بنور، يعرف عدّة مشاكل في البنية التحتية والخدماتية المرتبطة بأهم الشروط الضرورية للعيش الكريم، مما يثير قلق السكان وزوّار المنطقة على حدّ سواء، خاصة ما يرتبط بأوضاع شبكة الماء الصالح للشرب، ومشاكل الإنارة العمومية، وسوء حالة الطرق الرابطة بين الأحياء السكنية للمركز. عبد الرحمان سعدان، أحد سكان مركز أربعاء العونات، أوضح أنه "من بين أهم المشاكل التي تقلق راحة السكان، طيلة السنة، ضعف صبيب الماء الصالح للشرب، حيث لا تصل تلك المادة الحيوية إلى الطوابق والمساكن العلوية، فيما ينقطع الماء الشّروب، بشكل تام، بين الفينة والأخرى". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "ضعف أو انقطاع الماء الصالح للشرب يربك الحياة العادية للسكان، خاصة خلال فترة الصيف التي تكثر فيها الحاجة للماء"، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة "تقوية شبكة الماء الصالح للشرب والرفع من صبيبه، حتى يصل إلى صنابير جميع المستهلكين". وعن الإنارة العمومية بمركز أربعاء العونات، أوضح سعدان أنها "ضعيفة بشكل مثير للاستغراب، نتيجة التهاون في إصلاح المصابيح التالفة والمعطلة، إذ يغطّي الظلام مختلف الأحياء السكنية مباشرة بعد غروب الشمس، مما يُجبر السكان على التزام منازلهم، وعدم الخروج في الفترات الليلية، تفاديا للمشاكل المرتبطة بالظلام". أما أوضاع الطرقات التي تتخلل الأحياء السكنية لأربعاء العونات، فقد وصفها سعدان بالمهترئة والمليئة بالحفر والمطبّات، مشيرا إلى أن "كثرة الحفر وانتشارها في كل مكان يتسبّبان في وقوع أعطاب ميكانيكية في وسائل النقل، خاصة خلال الفترات المطيرة التي تتحول فيها الحفر إلى برك مائية، مما يزيد من معاناة السائقين والراجلين على حدّ سواء". في المقابل، أوضح عبد الرحيم كرار، رئيس المجلس الجماعي لأربعاء العونات، أن الجماعة تشتغل على عدة مشاريع تهمّ البنية التحتية، من بينها توقيع اتفاقية شراكة مع وزارة الماء والبيئة، ووزارة الداخلية، والحوض المائي، من أجل حل مشاكل تطهير السائل باعتماد مالي يقدّر بأربعة مليارات سنتيم، حيث وصلت الأشغال إلى 60 في المائة، في انتظار توقيع الحوض المائي على الاتفاقية". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "الجماعة تعمل أيضا على تأهيل الطريق الجهوية رقم 202 المارة وسط مركز أربعاء العونات، وبلغت فيها الأشغال مراحلة متقدّمة على مستوى أحد الممرات، فيما يعرف الممر الثاني بعض الجدل، نتيجة التأخر في تحديد الجهة التي ستشرف على المشروع، أو ما يُعرف ب le maître d'ouvrage". وعن مشاكل الماء الصالح للشرب، أكّد كرار على أن "الجماعة عملت على تفويت القطاع للمكتب الوطني للماء والكهرباء، الذي التزم بتوفير شركة قارة بمركز العونات، ابتداء من منتصف شهر أكتوبر القادم، من أجل حل جميع المشاكل والأعطاب التي تعرفها شبكة الماء الصالح للشرب، وإنشاء خزّان كبير وعال، ابتداء من شهر يناير من السنة القادمة، من أجل حل مشاكل ضعف الصبيب". وعن الإنارة العمومية، أكّد رئيس المجلس الجماعي لأربعاء العونات على أنها في وضعية عادية، ولا يشوبها أي نوع من المشاكل أو الاختلال، مشيرا إلى أن الجماعة تتوفر على ميزانية يتمّ صرفها في إصلاح الأعطاب واستبدال المصابيح المعطلة باستمرار. وأكد على أن "90 في المائة من مصابيح الإنارة العمومية تؤدّي الدور المنوط بها".