بعث مسؤولون حكوميون هنديون رسائل إيجابية مباشرة إلى رجال الأعمال المغاربة، الذين يشاركون في لقاء الأعمال المغربي الهندي المنعقد على مدى يومين بمدينة الدارالبيضاء، مؤكدين أنهم يرحبون بجميع المقاولات المغربية الراغبة في الحصول على فرص أعمال للمساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي اللافت الذي تحققه الهند منذ سنوات؛ وهو ما جعل اقتصادها يتبوأ قائمة الاقتصاديات العالمية الأسرع نموا بنسبة تتجاوز 7 في المائة. وأثنى المسؤولون الهنديون على مساهمة المغرب في ضمان الأمن الغذائي للهند عبر الأسمدة المستعملة في الزراعات الغذائية هناك، مؤكدين أنهم يؤمنون بالفرص الواعدة التي سيخلقها تعزيز التعاون المغربي وتوسيع مجالات الشراكة بين الطرفين. وقال ناكاراج نايضو، كاتب الدولة المكلف بالدبلوماسية الاقتصادية لدى وزارة الشؤون الخارجية الهندية، خلال هذا الملتقى الإقليمي المنظم من قبل المركز المغربي لإنعاش الصادرات، "إننا نشكر كثيرا المغرب على مساهمته الكبيرة في ضمان الأمن الغذائي الهندي عبر الأسمدة". وأضاف المسؤول الحكومي الهندي أن المقاولات المغربية التي تتوفر على الخبرة في مجال الطاقات المتجددة ومجالات أخرى مرحب بها في الهند، واستطرد نايضو مخاطبا المقاولين المغاربة: "لا تنتظروا إذا كانت لديكم خبرة في مجال الطاقات المتجددة؛ فالسوق الهندية بحاجة إلى خبراتكم". ولم يفوت المسؤول الهندي الفرصة من أجل الترويج للشركات الهندية العاملة في صناعات الأدوية، معتبرا أن القطاع الهندي للصناعات الدوائية يوفر أدوية ذات جودة عالية وبأسعار تنافسية، لافتا إلى أن المغرب يمكن أن يعتمد على المقاولات الهندية من أجل غزو الأسواق الإفريقية. من جهته، اعتبرت زهرة معافري، المديرة العامة للمركز المغربي لإنعاش الصادرات، أن الهند تعدّ شريكا اقتصاديا مهما بالنسبة إلى المغرب، مؤكدة أن تعزيز التعاون بين المقاولات المغربية وبين نظيراتها الهندية يمكن أن ينعكس إيجابا على العلاقات الاقتصادية بين الطرفين. وأوضحت معافري أن الاتفاقيات التي وقّعها المغرب مع العديد من الدول والمنظمات الاقتصادية الإقليمية كالاتحاد الأوروبي تشكل فرصة بالنسبة إلى المقاولات الهندية من أجل الاستقرار في المغرب والاستفادة من الشروط التفضيلية التي تتيحها اتفاقيات التبادل الحر. من جانبها، أوضحت خايا بهاتاشاريا، السفيرة الهندية بالرباط، أن دخول المغرب إلى سوق إفريقيا الغربية سيشكل فرصة حقيقية للمقاولات الهندية للولوج إلى هذه السوق التي تسجل حضورا ضعيفا للهند على المستوى الاقتصادي. وقالت السفيرة الهندية إن "انضمام المغرب إلى هذه السوق في إفريقيا يعطي للشركات الهندية فرصة لا مثيل لها للولوج إلى أسواق هذه الدول والاستثمار في قطاعات متعددة".