قالت صحيفة (ذا إيكونوميك تايمز) الاقتصادية الهندية، اليوم السبت، إن المغرب يتطلع إلى تعزيز وتنويع علاقاته الاقتصادية مع الهند من بوابة السياحة. وأوضحت الصحيفة، في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني، أن "المغرب، الذي فرض نفسه بسرعة كزعيم اقتصادي في شمال إفريقيا ومصدر رئيسي للفوسفاط نحو الهند، يسعى إلى تنويع تعاونه الاقتصادي مع نيودلهي، من خلال تركيز جهوده على قطاع السياحة وصناعة السينما". ونقلت الصحيفة عن المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عبد الرفيع زويتن قوله، في ختام زيارة عمل قام بها الأسبوع الماضي إلى الهند، إن المغرب اتخذ تدابير خاصة من أجل التوجه نحو سوق السياحة الهندية. وأضاف السيد زويتن أن المغرب يرغب في الانفتاح بشكل متزايد على الهند، إحدى أهم البلدان الصاعدة، كما يأمل في جذب انتباه أعداد كبيرة من السياح الهنود من أجل زيارة المملكة، بمن في ذلك الفاعلين في المجال السينمائي، مبرزا أنه "تم تصوير العديد من أفلام (بوليوود) الشهيرة في المغرب خلال السنوات الأخيرة". وأوضح، في هذا الصدد، أن الفن والثقافة الهنديين يحظيان بالكثير من الاهتمام داخل المغرب، وخاصة سينما "بوليوود"، مشيرا إلى أن المهرجان السينمائي الدولي للفيلم بمراكش يعرض بانتظام الأفلام الهندية، كما يوجه دعوات إلى أشهر الممثلين الهنود. وأكد السيد زويتن، تضيف الصحيفة، أن المكتب الوطني المغربي للسياحة تمكن في وقت قياسي، وبفضل التعاون المثمر بين حكومتي البلدين، من الحصول على ترخيص من السلطات المختصة لفتح مكتبه الإقليمي في العاصمة نيودلهي، وذلك في إطار سعي المملكة، التي تزخر بمجموعة متنوعة من مناطق الجذب السياحي، لتعزيز حضورها في السوق الهندية. وأبرز أن "العلاقات الهندية - المغربية تعززت، على الخصوص، بعد الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى نيودلهي في أكتوبر 2015، في إطار منتدى قمة "الهند – إفريقيا". وفي هذا الصدد، أكدت الصحيفة أن البلدين قررا، منذ سنة 2015، الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية، مشيرة إلى أن الجانبين الهندي والمغربي يعملان الآن على إدراج مجالات جديدة للتعاون، بما في ذلك السياحة، بالإضافة إلى المجالات التقليدية المتمثلة في الأسمدة والكيماويات والسيارات والطاقة المتجددة والبناء. وفي معرض إشارتها إلى أن الهند تعد أكبر مستفيد من الاستثمارات الحكومية المغربية في القارة الآسيوية، أعربت الصحيفة عن أملها في أن تمنح عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي بداية هذا العام، زخما جديدا للعلاقات بين إفريقيا والهند، مبرزة أن المغرب أضحى شريكا رئيسيا للهند بمنطقة شمال إفريقيا في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف. وأضافت أن الهند تعد إحدى الأسواق الرئيسية للفوسفاط المغربي ومشتقاته، مشيرة إلى أن الصادرات المغربية تشمل أيضا خامات المعادن والمنتجات شبه المصنعة والمواد الكيماوية غير العضوية، فيما تشمل صادرات الهند إلى المغرب خيوط القطن والألياف الصناعية ومعدات النقل والأدوية والمعدات الفلاحية والمواد الكيماوية والتوابل والمعادن المصنعة.