قال المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عبد الرفيع زويتن إن المغرب يراهن على حضور قوي داخل سوق السياحة الهندية خلال السنوات المقبلة. وأوضح زويتن، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء بنيودلهي في ختام زيارة عمل تروم استكشاف آفاق جديدة للتعاون السياحي بين البلدين، أن المغرب يتطلع بشكل كبير إلى الانفتاح على إحدى القوى الاقتصادية الصاعدة في العالم، من أجل جذب واستقطاب أعداد متزايدة من السياح الهنود لزيارة المملكة. وأضاف أن "الهند، التي من المرتقب أن تتجاوز الصين من حيث عدد السكان خلال السنتين المقبلتين بما يناهز مليار و400 مليون نسمة، ستتوفر قريبا على طبقة متوسطة مهمة تتراوح ما بين 200 و300 مليون نسمة، ما يشكل حافزا قويا بالنسبة للمغرب لكي يتواجد بقوة ضمن هذه السوق الواعدة". وأكد زويتن أن "المكتب الوطني المغربي للسياحة تمكن، خلال هذه الزيارة، بتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي وسفارة المملكة بالهند، من الحصول على ترخيص من السلطات الهندية المختصة من أجل فتح مكتبه الإقليمي في العاصمة نيودلهي خلال بداية سنة 2018". وأبرز أن إجراءات الحصول على الترخيص بفتح المكتب، الثاني من نوعه داخل القارة الآسيوية بعد مكتب بكين، تمت بسرعة وسلاسة تعكسان مدى قوة ومتانة العلاقات المغربية – الهندية، والتي شهدت دينامية متزايدة منذ الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى نيودلهي في أكتوبر 2015، في إطار منتدى قمة "الهند – إفريقيا". واعتبر زويتن أن فتح فرع إقليمي للمكتب الوطني المغربي للسياحة في العاصمة الهندية يعد خطوة مهمة وذات بعد استراتيجي من شأنها تمكين المغرب من التموقع بشكل جيد داخل أحد أكبر البلدان الصاعدة، والذي يعد اليوم ثالث أكبر اقتصاد في آسيا وثاني أكبر تجمع سكاني في العالم. وأكد أن اللقاءات التي جمعته بكل من وزير الدولة الهندي في السياحة، كي جي ألفونس، وعدد من أبرز المسؤولين والفاعلين الهنود في مجال السياحة والنقل الجوي، كانت "مثمرة جدا" ومكنت من تبادل الخبرات ووجهات النظر بشأن تعزيز أسس التعاون وتشجيع التبادل السياحي بين المغرب والهند. وأوضح المدير العام للمكتب أنه تم بالمناسبة استعراض التجربة المغربية في المجال السياحي، والتعريف بوجهة المغرب لدى الفاعلين المعنيين بقطاع السياحة في الهند، وإبراز المؤهلات السياحية للمملكة باعتبارها وجهة مستقرة وآمنة تقدم عروضا سياحية جذابة ومتنوعة، من طبيعة خلابة ومآثر تاريخية ومقومات حضارية عريقة. وفي هذا الإطار، قال زويتن إن الفاعلين في القطاع السياحي الهندي لهم تصور جيد حول المغرب والسوق السياحية بالمملكة، مؤكدا أنه سيتم تنظيم جولة لفائدة ممثلي المهن والهيئات السياحة الهندية من أجل زيارة المملكة والتعرف عن قرب على المؤهلات التي تزخر بها ومختلف المنتوجات السياحية التي تقدمها. وأضاف المسؤول المغربي أنه سيتم، خلال الاجتماعات المقبلة لمجموعات العمل المشتركة، التوقيع على اتفاقيات تعاون وشراكة بين المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركائه من المهنيين والفاعلين الهنود في القطاع السياحي ومع نظرائهم المغاربة. وأشار إلى أنه سيتم تنظيم عدد من التظاهرات المشتركة، خاصة من أجل النهوض بالسياحة الثقافية، مذكرا في هذا الصدد بأن الهند كانت ضيف شرف الدورة ال12 للمهرجان السينمائي الدولي للفيلم بمراكش سنة 2012، الذي احتفى بالذكرى المائوية لانطلاقة "سينما بوليود"، كما اختيرت ضيف شرف الدورة ال22 لمهرجان فاس للموسيقى الروحية سنة 2016. وخلص زويتن إلى أن إرساء دعائم تعاون وثيق بين المغرب والهند في المجال السياحي يتماشى مع طموح المملكة في تجاوز الأسواق السياحية التقليدية وتعزيز حضورها في الوجهات الآسيوية الصاعدة.