نظم الاف من انصار ومعارضي التعديلات الدستورية التي عرضها العاهل المغربي محمد السادس احتجاجات يوم الاحد مما يشير الى ان النقاش بشأن مستقبل البلاد والذي اثارته انتفاضات "الربيع العربي" لم ينته. ووقعت احتجاجات في ثلاث مدن ومرت دون اي اشتباكات. وكان اكبر استعراض للقوة من جانب المعارضة في مدينة طنجة بشمال المغرب حيث قال شهود ان نحو 12 الف شخص ساروا لحث العاهل المغربي على اجراء إصلاحات اعمق. ومن المتوقع ان يسلم الملك محمد السادس بعضا من سلطاته لمسؤولين منتخبين بموجب دستور جديد تمت الموافقة عليه في استفتاء جرى في وقت سابق من الشهر الجاري. ولكنه سيحتفظ بدور في القرارات الاستراتيجية. وينظر في الانظمة الملكية العربية الاخرى الى هذه الخطوة من جانب النظام الملكي المغربي على انها اختبار بشأن مااذا كان يمكن للاصلاح ان يوقف موجة الانتفاضات التي تجتاح المنطقة. وقال مسؤول محلي منتخب في الدارالبيضاء اكبر مدن المغرب ومركزه التجاري ان التجمعات هناك اجتذبت نحو خمسة الاف معارض والف مؤيد للاصلاح. وذكرت وكالة انباء المغرب العربي ان نحو 20 الف شخص قاموا بمسيرة في الدارالبيضاء تأييدا للإصلاح. ولم تشر الوكالة الى احتجاجات المعارضة. وتقول الحكومة وحلفاؤها الغربيون ان الاصلاحات لحظة تاريخية في تحرك المغرب نحو مزيد من الديمقراطية واقرتها الاغلبية الكبيرة من الناخبين في استفتاء اول يوليو تموز. ويقول المعارضون انه يجب على الملك التخلي عن مزيد من السلطة والقضاء على الفساد الحكومي. ويقولون ان حجم التصويت ب"نعم" في الاستفتاء ضخم بشكل مصطنع. وفي العاصمة الرباط اجتذبت التجمعات المؤيدة والمعارضة للاستفتاء ما يقرب من الف شخص من كل جانب. وهتف مؤيدو الاصلاح قائلين "لدينا ملك واحد محمد السادس" وقد قادهم عشرات من رجال الدين الاسلامي وطلاب مدارس اسلامية. وقال اثنان من الطلاب انهم نقلوا الى الرباط بحافلات من منطقة سوس خصيصا للمشاركة في الاحتجاج. وقال عبد الكبير بيلتو (29 عاما) انهم موجودون في الرباط لمساعدة مؤيدي الملك واضاف انهم يؤيدون الملك. واردف قائلا ان السلطات المحلية احضرت حافلات من اجل كل طلاب المدارس الدينية في سوس. وهتف معارضو الاصلاح بشعارات من بينها "العظمة لله وحده" و"يعيش الشعب" وشعارات تدعو الى وقف الفساد. وهذه احدث احتجاجات للمعارضة ضمن سلسلة من المظاهرات نظمتها حركة 20 فبراير وهي شبكة وطنية فضفاضة مستوحاة من انتفاضتي تونس ومصر. ولم تحصل الحركة على نوع التأييد الذي اطاح بالزعماء الذين ظلوا فترات طويلة في الحكم في مناطق اخرى من العالم العربي وذلك الى حد ما لان الملك يحظى باحترام معظم المغاربة ولكنها اثارت اكثر احتجاجات ضد الادارة في المغرب منذ عشرات السنين.