نظم عدة الاف مسيرات عبر الدارالبيضاء اكبر مدن المغرب يوم الاحد للاحتجاج على ما وصفوه بعدم كفاية الاصلاحات الدستورية التي كشف عنها العاهل المغربي محمد السادس الأسبوع الماضي . وبعد بعض من اكبر الاحتجاجات منذ عشرات السنين والتي استلهمت جزئيا انتفاضات "الربيع العربي" أعلن الملك محمد السادس يوم الجمعة انه سيفوض بعضا من سلطاته للبرلمان والحكومة وانه سيطرح الإصلاحات في استفتاء في الأول من يوليو تموز. وبموجب هذه التغييرات سيحتفظ الملك بسيطرته على الأمن والجيش والدين. وأحبط هذا بعض المعارضين الذين كانوا يريدون ان يروا الملك يسلم كل سلطاته التنفيذية لمسؤولين منتخبين. وقال عزيز يعقوبي احد منظمي احتجاج يوم الاحد في الدارالبيضاء العاصمة التجارية للمغرب انهم هنا لرفض الدستور المقترح. وسار المحتجون عبر منطقة درب السلطان العمالية بالدارالبيضاء وهم يحملون لافتات كتب عليها "لا لدستور اعد للعبيد."و"لا لدستور الدكتاتورية." وقال مراسل لرويترز في الحدث ان نحو عشرة الاف شخص شاركوا في الاحتجاج في حين تجمع نحو 500 من النشطاء المؤيدين للنظام الملكي في مظاهرة مضادة في مكان قريب. وقال منظمو مظاهرة المعارضة ان عشرين الاف شخص شاركوا فيها. وصرح مسؤول حكومي طلب عدم نشر اسمه بان 2500 شخص شاركوا في احتجاج المعارضة وان معظمهم أعضاء في جماعة اسلامية محظورة. وقال المسؤول ايضا ان الاحتجاج المضاد المؤيد للملكية شارك فيه سبعة الاف شخص ويوقر معظم المغاربة الملك ولم تفلح الاحتجاجات المطالبة على مدى اشهر بتخليه عن سلطاته التنفيذية في كسب نوع الدعم الشعبي الذي اطاح برئيسي تونس ومصر في وقت سابق من هذا العام. وتراقب خطوات الملك محمد السادس عن كثب دول الخليج العربية التي تواجه أيضا دعوات للإصلاح . وقبل بدء المسيرة قام عدة عشرات من الشبان الذين يحملون علم المغرب وهراوات وزجاجات مكسورة بمهاجمة المحتجين. واعاق النشطاء طريقهم ونزع فتيل المواجهة. وكان التواجد الشرطي ضعيفا وانتهت المسيرة دون اي اعمال عنف. ومن المرجح ان يقر الاستفتاء اصلاحات العاهل المغربي. ودعا بعض الاشخاص في مسيرة يوم الاحد التي نظمتها حركة 20 فبراير المعارضة الى مقاطعة الاستفتاء. وقال عبد الرحيم تافنوت من الحزب الاشتراكي الموحد الذي يحتل مقعدين في البرلمان ان الملك قام بتغييرات تجميلية تعزز بشكل فعلي قبضته على عملية صنع القرار. وشهدت مدن اخرى من بينها طنجة والرباط احتجاجات ايض اليوم الاحد نظمتها حركة 20 فبراير ولكن لم تتوفر على الفور اعداد المشاركين فيها