رفض الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد أيرلاينز" الأمريكية للطيران، أوسكار مونوز، الاستقالة من منصبه على خلفية الانتقادات التي تعرض لها جراء سحل أحد الركاب على متن طائرة تابعة للشركة. وطالبت عريضة رقمية، وقع عليها أكثر من 60 ألف شخص، رئيس الشركة بالاستقالة من منصبه، وذلك بعد تداول مقاطع فيديو أبرزت اعتداء رجال أمن بالشركة على راكب، الأحد الماضي. وأعرب رئيس الشركة عن أسفه لما حدث، وقال إنه شعر "بالخجل والإحراج" بسبب ما حدث، وتعهد بعدم حدوث هذا مجددا لأي راكب، إلا أنه أكد أنه لن يستقيل من منصبه. وقال ردًا على سؤال لشبكة "إيه بي سي" الأمريكية حول استقالته: " لا لن أستقيل، أعمل لجعل الشركة أفضل، وهو ما أقوم به وما سأستمر في عمله". وأكد أن الراكب الذي تعرض للسحل، ديفيد داو، استحق "اعتذارًا بالتأكيد". وأضاف: "لن يحدث هذا الأمر مجددا أبدًا". ويمثل هذا تغيرًا لافتًا في موقف رئيس الشركة الأمريكية الذي هاجم الراكب في البداية ووصفه بأنه "مخرب وعدائي". وردًا على سؤال آخر حول تصرف الشركة حال رفض راكب ترك مقعده مرة أخرى، أجاب بأنهم لن يسمحوا لرجال الشرطة بإنزاله بالقوة من الطائرة، "فلا يمكن إنزال راكب حجز مقعدًا ودفع مقابله"، بتعبير مونوز. وحدثت واقعة الاعتداء أثناء رحلة من شيكاغو إلى لويزيانا، وكانت جميع المقاعد محجوزة وأرادت الشركة إجلاء أربعة ركاب من الطائرة لتوفير مقاعد لطاقم الخدمة والأمن، لكن الراكب رفض مغادرة مقعده، ما دفع رجال الأمن للتعامل معه بالقوة. ورفض الراكب النزول وأخبرهم أنه طبيب وعليه أن يكون في الصباح الباكر بالمستشفى، إلا أن كل ذلك لم ينفع مع رجال الأمن والطاقم، فما كان منهم إلا أن جروه بالقوة وأصابوا وجهه. وأثارت تلك الواقعة، التي صورها الركاب، عاصفة من الغضب ضد الشركة .. خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي، وامتد الغضب إلى فيتنام حيث ولد الراكب، وكانت هناك دعوات شعبية لمقاطعة الشركة الأمريكية، رغم أنها لا تعمل هناك. وفي محاولة لاحتواء الموقف أعلنت إدارة الطيران في شيكاغو عن رفع اسمي ضابطي الأمن المتورطين في الواقعة من جدول العمل والمناوبة "ومنحهم عطلة". كما أعلنت وزارة النقل الأمريكية مراجعة إجراءات شركة الطيران في التعامل مع الحجز الزائد. وأصدرت عائلة الراكب بيانا عبرت فيه عن امتنانها للدعم الكبير الذي تلقته. بينما وصف البيت الأبيض ما حدث على متن الطائرة بأنه "أمر مقلق".