أعلنت اتحادات الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك، مساء اليوم، تقديم ملف مشترك لتنظيم كأس العالم لكرة القدم لسنة 2026. والتقى رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم، سونيل غولاتي، مع نظيريه المكسيكي ديكو دي ماريا، والكندي فيكتور مونتاغلياني، اليوم في مركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك لإعلان الحدث. بدوره أظهر المغرب خلال الشهور القليلة الماضية عزمه إعداد ملف قوي يترشح من خلاله لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026، بعد أربع محاولات سابقة لم تقنع الاتحاد الدولي لكرة القدم بقدرة البلاد على تنظيم المحفل "العالمي"، إذ سيعود للمرة الخامسة لتقديم طلب الاستضافة، الذي قد يكون مشتركا مع دولة أخرى. ويدرس المغرب، وفق مصادر إعلامية متطابقة، إمكانية تنظيم كأس العالم لسنة 2026 مناصفة مع إسبانيا؛ وذلك بتقديم ملف ترشح واحد مشترك بين البلدين، مع احتمال انضمام البرتغال كطرف ثالث. وأوضح فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في تصريح سابق خص به "هسبورت"، أن العالم اقترب من الاحتفال بمضي قرن على أول نسخة في تاريخ "المونديال" سنة 1930، وإفريقيا لم تحتضن إلا نسخة واحدة فقط، مضيفا أن من حق "القارة السمراء" بطاقاتها ومميزاتها الحالية ووضعها الكروي المطالبة بتنظيم نسخة ثانية من كأس العالم. وأكد رئيس جامعة الكرة أن المغرب تطور في مجالات عدة، أولها البنيات التحتية والاتصالات، وبات من حقه التطلع إلى تنظيم تظاهرة من حجم كأس العالم للمنتخبات مستقبلا، مردفا: "في الوقت المناسب سيتخذ القرار المناسب من الجهات المخولة لها ذلك، وحينها سيصبح الأمر واقعا نتعامل معه". وأشار لقجع إلى أن الجهود التي قامت بها جامعة الكرة طيلة الفترة الماضية، عبر إبرام اتفاقات رياضية مع العديد من الاتحادات الكروية الإفريقية وبعض الدول الشقيقة بالقارة الآسيوية، ستساعد بشكل أو بآخر خلال عملية التصويت على الملف الذي سيفوز بشرف احتضان "مونديال" 2026، موضحا أن التصويت هذه المرة سيكون من طرف جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الدولي وعددهم 209، بدل أعضاء المكتب التنفيذي ل"فيفا"، كما كان معمولا به في السابق. وأضاف المتحدث ذاته أن الثابت الآن هو أن "مونديال" 2026 لن ينظم في أوروبا وآسيا، ما يعطي فرصا أكبر لتنظيمه بإفريقيا، مشيرا إلى أن هذه النسخة ستعرف الرفع من عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 بدل 32، إضافة لكون جياني إنفانتينو، رئيس "فيفا"، يبدو متحمسا أكثر للملفات التي تعرف اشتراك أكثر من دولة في التنظيم. وفي استطلاع سابق انقسم قراء هسبريس حول حظوظ المغرب لاستضافة كأس العالم 2026 بين من يعتبرها منعدمة، ومن يترك أبواب التفاؤل مشرعة، لعل المملكة تحظى، لأول مرة، بشرف استضافة أرفع تظاهرة كروية على مر التاريخ. ومن أصل 30 ألفا و69 مشاركا في استطلاع الرأي المشار إليه، توقع 50.2 في المائة من قراء هسبريس الذين أجابوا على سؤال الاستطلاع أن المغرب لا حظوظ له لنيل شرف استضافة هذه التظاهرة، فيما عبر 49.8 في المائة منهم عن عكس ذلك، متوقعين أنه مرشح لنيل هذا الشرف. ويرى الخبير في السياسات الرياضية، منصف اليازغي، أن استضافة المغرب لكأس العالم 2026 لوحده "يبقى أمرا مستحيلا؛ لأن الفيفا قررت رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48، بعد أن كانت مستقرة في 32 منتخبا في السابق". وفي هذا السياق، أشار اليازغي إلى أن المغرب فتح قنوات التواصل مع إسبانيا والبرتغال بحكم القرب الجغرافي، "إلا أن الأخيرة يبقى أمر قبولها بهذه الاستضافة مستبعدا، نظرا للإكراهات الاقتصادية التي تواجهها"، قبل أن يستطرد: "فيما طرحت بشكل غير رسمي قضية انفتاح المغرب على كوت ديفوار لتشكيل ثلاثي من أوروبا وإفريقيا، ولكي يؤكد المغرب على عمقه الإفريقي". وأضاف الخبير في السياسات الرياضية أن عددا من المعطيات توفر حظوظا أمام المغرب في حالة التنظيم المشترك، أولها أن "دورة 2014 نظمت في البرازيلبأمريكا اللاتينية، ودورة 2018 ستنعقد بروسيا، ثم ستنعقد دورة 2022 بآسيا؛ وبالتالي فالمجال مفتوح أمام المغرب وإفريقيا لكسب الرهان في دورة 2026"، معتبرا أن "المغرب يملك حاليا، عكس التجارب السابقة في الترشيح التي كان يخوضها باستعمال تصاميم أولية، ملاعب رياضية من الجيل الثالث، وبنية تحتية رياضية قادرة على استضافة هذه التظاهرة". وسجل اليازغي أنه عكس دول أمريكا وكندا والمكسيك، "بإمكان المغرب، في حالة تقديمه ملفا مشتركا مع إسبانيا، أن يحظى بأصوات الدول أوروبية والإفريقية الأعضاء في المكتب التنفيذي للفيفا". وسبق للمغرب أن تقدم بملف ترشح انفرادي لتنظيم كأس العالم سنوات 1994 و1998 و2006 و2010، إلا أنه لم يحظ بشرف التنظيم، بينما خسرت إسبانيا والبرتغال ملفيهما لنسختي 2018 و2022، ما من شأنه جعل نسخة 2026، في حال تنظيمها بين الدول الثلاث، تلاقحا للثقافات وإنصافا لعشاق كرة القدم في الدول الإفريقية والأوروبية. وستضم بطولة كأس العالم 2026 48 فريقا لأول مرة في التاريخ، وتستطيع هذه البلدان الثلاثة تنظيم الحدث، نظرا للبنية التحتية القوية التي يمتلكها كل منها. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم أعلن العام الماضي رغبته منح شرف تنظيم البطولة لأكثر من بلد. وسيكون بالإمكان تقديم العروض من يونيو 2017، وحتى شهر ديسمبر عام 2018. وسيقوم الاتحاد بدراسة العروض من يناير 2018، وحتى فبراير 2020، قبل أن يتخذ القرار في مجلس "الفيفا" في مايو عام 2020.