خصصت الصحف التونسيةوالجزائرية، الصادرة اليوم السبت، أبرز عناوين صفحتها الأولى للقصف الأمريكي لقاعدة عسكرية بسورية. ففي خضم الهجوم الصاروخي على قاعدة الشعيرات الجوية بمنطقة حمص، وسط سورية، أوردت الصحف التونسية ردود الأفعال الرافضة لهذه الخطوة من قبل المنظمات السياسية والاجتماعية المحلية، كما خصصت عدة مقالات تحليلية للنتائج الجيو-سياسية المحتملة لهذه العملية. وفي هذا السياق، أوردت صحيفة (المغرب)، في مقال بعنوان "أحزاب ومنظمات تدين الاعتداء وتعتبره تعديا على سيادة دولة"، أن قاعدة عسكرية في حمص بسورية تعرضت لقصف أمريكي بعد مرور ثلاثة أيام على استعمال الأسلحة الكيميائية في خان شيخون بمدينة إدلب السورية. وأضافت الصحيفة أن هذا القصف أدين من طرف مختلف الأطياف والتوجهات السياسية في تونس، وكذا فعاليات المجتمع المدني، مشيرة إلى أن هذه الفعاليات طالبت تونس باتخاذ موقف من ذلك، وأعربت عن استغرابها لصمت المجتمع الدولي والتونسي تجاه هذه الحادثة على الرغم من اختلاف البعض حول من كان وراء استخدام الأسلحة الكيميائية. وكتبت صحيفة (الشروق)، من جهتها، أن الغارة الأمريكية على سورية هي ضربات محدودة لكن لها مدلولات كبرى على المستويين العملياتي والاستراتيجي، مشيرة إلى أنها "تكشف بوضوح سعي واشنطن إلى خلط الأوراق والعبث بالجهود السياسية المبذولة هذه الأيام على نحو لافت للنظر". وأضافت الصحيفة أن "بعض هذه الجهود يدفع باتجاه تهيئة الظروف لتقاسم كعكة الحل النهائي للأزمة السورية وبعضها يصب في اتجاه تمديد وتمطيط الأزمة سعيا إلى استدامتها من خلال إغراقها في شيطان تفاصيل المقترحات المعروضة والخيارات المعروضة". وعلقت جريدة (الصحافة) على الموضوع قائلة "إن عودة بوادر الانسداد إلى الملف السوري الشائك، والتي لن يكون آخرها تعليق روسيا لاتفاقها مع أمريكا، والقاضي بتلافي الحوادث الجوية في الأجواء السورية، تنذر لا محالة بتداعيات خطيرة، قد تعيد المنطقة إلى اللحظة التصادمية السابقة لجهود التسوية الدولية". وأضافت الصحيفة أن الخبراء يشيرون إلى أن غموضا كبيرا أحاط أولا بملف "الكيماوي" الذي ظهر فجأة خارج السياق، وثانيا الضربة الأمريكية التي "ظهرت كعلامة سلبية جدا، في مسار كان مليئا بالمؤشرات الإيجابية". وتابعت الصحيفة أن "النظام السوري رحب بهذه المفاوضات، وروسيا دعمت ذلك، وأمريكا غيرت الأولويات، وتركيا دخلت على طاولة التسوية المفروضة بالأمر الواقع"، مشيرة إلى أن "كل ذلك صار هباء منثورا نتيجة دخول عناصر مربكة على الخط". وفي الجزائر، اهتمت الصحف المحلية بالقصف الأمريكي لقاعدة الشعيرات الجوية بسورية. وفي هذا الإطار، أوردت صحيفة (الشروق) أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمر، أول أمس الخميس، بتوجيه ضربة جوية محددة على القاعدة الجوية التي انطلق منها هجوم بالأسلحة الكيميائية على خان شيخون السورية. ونقلت الصحيفة ما قاله ترامب، في كلمة وجهها للأمريكيين، "إنه يجب ألا يكون هناك شك في أن سورية استخدمت أسلحة كيماوية محظورة، وأخلت بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيماوية وتجاهلت دعوة مجلس الأمن الدولي"، مضيفا أنه "من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية المميتة". وقال الرئيس الأمريكي "لقد فشلت سنوات من المحاولات السابقة لتغيير سلوك الأسد، وقد فشلت فشلا ذريعا، ونتيجة ذلك لا تزال أزمة اللاجئين تتفاقم، ولا يزال استقرار المنطقة يتزعزع ويهدد الولاياتالمتحدة وحلفاءها". من جهتها، كتبت صحيفة (لوطون دا لجيري) أن "الولاياتالمتحدة أطلقت، أمس الجمعة، عشرات من صواريخ كروز على قاعدة جوية سورية بدعوى أن هناك هجوما مميتا بأسلحة كيماوية انطلق من هذه القاعدة، وذلك في تصعيد للدور العسكري الأمريكي في سورية سرعان ما فجر توترا مع روسيا". وأضافت الصحيفة أنه بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أمر بالهجوم قال متحدث باسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "إن الضربة أضرت بشدة بالعلاقات بين واشنطن وموسكو". وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن سفينتين حربيتين أمريكيتين أطلقتا 59 صاروخا من نوع كروز من شرق البحر المتوسط على القاعدة الجوية التي تسيطر عليها قوات الرئيس بشار الأسد ردا على هجوم بالغاز السام في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة. من جانبها، أوردت صحيفة (الفجر) أن 13 شخصا، من بينهم أطفال، لقوا حتفهم بقرية هنيدة بريف الرقة نتيجة قصف طائرات التحالف الأمريكي. وذكرت الصحيفة أن التغير الكبير في موقف الرئيس الأمريكي تجاه النظام السوري، جاء متأثرا برأي ابنته ايفانكا، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة نصحت والدها بضرورة إجراء تحركات ضد نظام بشار الأسد بأي طريقة. وأضافت الصحيفة أن ايفانكا كتبت، على صفحتها بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة "أنا فخورة بقرار والدي بتوجيه ضربة عسكرية ضد قاعدة الشعيرات لنظام الأسد بحمص، وأن هذه الأزمة تتطلب قرارات صعبة، وفخورة بوالدي لرفضه قبول جرائم مروعة ضد الإنسانية".