أعلن الجيش السوري مقتل ستة من أفراده في الضربات الصاروخية الأميركية على قاعدة الشعيرات الجوية السورية، في وقت أكدت مصادر إعلامية روسية أن الضربات سببت أضرارا بالغة بالقاعدة ودمرت جميع الطائرات فيها. ونسبت وكالة الإعلام الروسية إلى موظف في قاعدة الشعيرات الجوية السورية قوله اليوم الجمعة إن الضربة سببت "أضرارا بالغة" في الموقع. وقال الموظف الذي لم يُنشر اسمه للوكالة إن "جميع الطائرات في القاعدة أصبحت خارج الخدمة. يمكن القول إنها دمرت بالكامل"، بينما نقلت الوكالة عن التلفزيون السوري القول إن حريقا في القاعدة لا يزال مستعرا. وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها قصفت بعشرات من صواريخ توماهوك أهدافا في مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي، بعد أن أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتوجيه ضربة عسكرية في سوريا. وقال مسؤول أميركي إن مدمرتين أميركيتين أطلقتا من شرق البحر المتوسط 59 صاروخا على قاعدة جوية سورية تشمل مدرجا وطائرات ومحطات للوقود، ردا على هجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف إدلب. وقالت وسائل إعلام أميركية إن القصف استهدف موقعا للأسلحة الكيميائية. من جهتها نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن المشرع الروسي ديمتري سابلين قوله إن الضربات الصاروخية الأميركية لم تسفر عن إصابة أي روسي، فيما قالت قناة الميادين اللبنانية في خبر عاجل لها إن قيادة الجيش السوري أخلت القاعدة الجوية من معظم الطائرات قبل القصف الصاروخي الأميركي. ترحيب غربي وعربي وفي ردود الفعل الدولية، رحب عدة دولة غربية وعربية بالضربة الجوية الأمريكية، على رأسها تركيا والسعودية وفرنسا، معتبرين أن الهجوم الأمريكي هو رد على استهداف النظام السوري للمدنيين في مجزرة خان شيخون بالسلاح الكيميائي قبل يومين، بينما أدانت روسيا وإيران الهجوم متهمة واشنطن بخرق القانون الدولي. وفي أول رد فعل عربي على الضربة الأميركية لمطار الشعيرات بحمص، عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عن تأييد المملكة الكامل للعمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية في سوريا، والتي جاءت ردًا على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيمائية ضد المدنيين. وحمّل المصدر النظام السوري مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية، كما نوه بهذا "القرار الشجاع من قبل واشنطن ردا على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حدّه". وأعلنت وزارة الخارجية التركية أنها تعتبر الهجوم الصاروخي الأمريكي الذي استهدف قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام السوري بمحافظة حمص، صباح اليوم الجمعة "أمرا إيجابيا للغاية". وقالت الخارجية التركية في بيان نشرته صباح اليوم على موقعها الإلكتروني: "تركيا ستدعم كافة الخطوات التي من شأنها ضمان عدم بقاء الجرائم دون عقاب، ومحاسبة مرتكبيها". وفي نفس السياق، أعلنت بريطانيا تأييدها الكامل للضربة الأميركية، واعتبرتها الرد المناسب على "الهجوم الكيميائي البربري" الذي وجهه النظام السوري، كما رأى أنه يمكن أن يشكل ردعا لضربات أخرى قد يكون خطط لها. وفي باريس، قالت مصادر دبلوماسية إن الولاياتالمتحدة أبلغت فرنسا مسبقا بالضربة التي وجهتها لقاعدة سورية في حمص. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت إن الأميركيين بدأوا توضيح موقفهم، مؤكدا أن الضربة تحذير لنظام إجرامي وأن مستقبل سوريا ليس مع الأسد ومن ناحيته، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالضربة العسكرية الأميركية، وقال إن بلاده تدعم دعما كاملا تنفيذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتلك الضربة، وأعرب عن أمله في أن تتردد أصداء تلك الضربة في أماكن أخرى. وقال نتياهو إن ترمب بعث "بالأقوال وبالأفعال رسالة قوية وواضحة مفادها أن استخدام الأسلحة الكيماوية ونشرها لا يطاقان"، آملا "أن تتردد أصداء هذه الرسالة الحازمة إزاء الأفعال الفظيعة التي يرتكبها نظام لأسد ليس فقط في دمشق بل في طهران وبيونغ يانغ وأماكن أخرى أيضا". تنديد إيراني وروسي واعتبر الكرملين اليوم الضربة الأميركية على قاعدة جوية للنظام السوري في حمص "عدوانا على دولة ذات سيادة" وانتهاكا للقوانين الدولية لدولة. كما أوقفت روسيا العمل بالمذكرة مع واشنطن لتفادي الحوادث بسوريا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "الرئيس بوتين يعتبر الضربات الأميركية على سوريا عدوانا على دولة ذات سيادة"، مؤكدا أنها ألحقت "ضررا هائلا" بالعلاقات مع روسيا. أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي فقد أدان الضربة الأميركية التي استهدفت مطارا عسكريا في سوريا ووصفها بأنها "عدوان أميركي". وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد الروسي فيكتور أوزيروف إن الضربات الأميركية على قاعدة جوية سورية قد تقوض جهود مكافحة الإرهاب. وأضاف أوزيروف أن هذا الهجوم "يمكن النظر إليه على أنه عمل عدواني من قبل أميركا ضد دولة بالأمم المتحدة"، مشيرا إلى أن روسيا ستدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي. ارتفاع أسعار النفط والذهب إلى ذلك، صعّدت أسعار النفط الخام بنسبة 1.3% والذهب (0.9%) في تعاملات اليوم الجمعة، عقب تنفيذ الولاياتالمتحدةالأمريكية هجوماً صاروخياً على مواقع سورية فجراً. وهاجمت الولاياتالمتحدة، صباح اليوم الجمعة، قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص، مستهدفة طائرات سورية ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار، في رد أمريكي على قصف نظام بشار الأسد خان شيخون بإدلب بالأسلحة الكيماوية. وتتأثر أسعار النفط الخام صعوداً، بارتفاع حدة التوترات الأمنية والجيوسياسية خاصة مع وجود الولاياتالمتحدةالأمريكية (منتج رئيسي للنفط ومن أكبر مستهلكيه) طرفاً رئيسياً في التطورات الأمنية اليوم. وفي نفس الاتجاه، صعدت أسعار الذهب، مع تحوله لملاذ آمن للمستثمرين في حالة المخاطر الجيوسياسة.