— نفذ الجيش الاميركي الخميس ضربة صاروخية استهدفت قاعدة جوية للنظام السوري ردا على "الهجوم الكيميائي" الذي تتهم النظام السوري بتنفيذه على بلدة خان شيخون في شمال غرب البلاد. وأكد الاعلام السوري الرسمي وقوع "عدوان اميركي"، مشيرا الى وقوع "خسائر" لم يحدد ماهيتها. واعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعد وقت قصير على الضربة ان "أميركا انتصرت للعدالة"، مشيرا الى ان الاسد "انتزع ارواح رجال ونساء واطفال عزّل". وقال مسؤول في البيت الابيض ان 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري "المرتبط ببرنامج" الاسلحة الكيميائية السوري و"المتصل مباشرة" بالاحداث "الرهيبة" التي حصلت صباح الثلاثاء في خان شيخون في محافظة إدلب. وأتت الضربة العسكرية الاميركية بعيد فشل مجلس الامن الدولي في الاتفاق على قرار يدين الهجوم الذي اودى بحياة 86 شخصا على الاقل بينهم 30 طفلا. وعقب الجلسة وجه السفير الروسي لدى الاممالمتحدة فلاديمير سافرونكوف تحذيرا الى الولاياتالمتحدة من مغبة توجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري، مشددا على ان مثل هذه الخطوة قد تؤدي الى "نتائج سلبية". وقال سافرونكوف "اذا حصل عمل عسكري، فإن كل المسؤولية ستقع على كاهل اولئك الذين بادروا الى مثل هكذا عمل مأسوي وملتبس". وشدد السفير الروسي على انه كان "صريحا" خلال اجتماع مجلس الامن. وقال "علينا التفكير في النتائج السلبية"، مضيفا "انظروا الى العراق، انظروا الى ليبيا"، البلدين اللذين ادى تدخل الغربيين فيهما عسكريا الى اغراقهما في الفوضى. في دمشق، نقل التلفزيون الرسمي عن مصدر عسكري سوري قوله "تعرضت احدى قواعدنا الجوية في المنطقة الوسطى فجر اليوم لضربة صاروخية من قبل الولاياتالمتحدة الاميركية ما ادى الى وقوع خسائر"، من دون ان يوضح ما اذا كانت الخسائر بشرية او مادية. وقال المسؤول في البيت الابيض طالبا عدم نشر اسمه ان نظام الاسد استخدم غاز اعصاب "ساما لديه سمات السارين" في هجوم خان شيخون. وكان ترامب اعلن الاربعاء انه غيّر موقفه من الاسد بعد الهجوم. وقال الخميس وهو في الطائرة الرئاسية التي أقلته من واشنطن الى فلوريدا، "ما فعله الاسد رهيب"، مضيفا "ما حصل في سوريا عار على الانسانية". وتوعّد وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون ب"رد مناسب" على هجوم خان شيخون، معتبرا أنه لم يعد لبشار الاسد دور في حكم سوريا. وقال بعد أسبوع على اعلانه ان مصير الاسد يقرره الشعب السوري، "الدور المستقبلي للاسد غير مؤكد، وبالنظر الى افعاله يبدو انه لن يلعب اي دور في حكم الشعب السوري". وتحدث عن "عملية سياسية يمكن ان تؤدي الى رحيل الاسد". وكان مسؤول في البنتاغون افاد قبل ساعات على تنفيذ الضربة الاميركية عن تواجد سفينتين حربيتين اميركيتين مزودتين بصواريخ توماهوك العابرة في مياه شرق المتوسط. واعلن البنتاغون ان الولاياتالمتحدة ابلغت روسيا مسبقا بالضربة الصاروخية الضخمة التي وجهتها فجر الجمعة الى قاعدة جوية للنظام السوري. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الكابتن البحري جيف ديفيس انه "تم ابلاغ القوات الروسية مسبقا بالضربة عن طريق خط تفادي الاشتباك القائم". واضاف ان "المخططين العسكريين الاميركيين اتخذوا احتياطات للحد من خطر وجود طواقم روسية او سورية في القاعدة الجوية" الواقعة في وسط سوريا والتي استهدفها فجر الجمعة 59 صاروخا عابرا. ورحب الائتلاف السوري المعارض بالضربة الاميركية داعيا الى استمرارها، وفق ما قال متحدث باسمه لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد رمضان "الائتلاف السوري يرحب بالضربة ويدعو واشنطن لتقويض قدرات الأسد في شن الغارات". واضاف رمضان "ما نأمله استمرار الضربات لمنع النظام من استخدام طائراته في شن أي غارات جديدة أو العودة لاستخدام أسلحة محرمة دولية (…) ان تكون هذه الضربة بداية". من جهته، قال محافظ حمص طلال البرازي إن الضربات الصاروخية تخدم أهداف "المجموعات الإرهابية المسلحة" وتنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف في مقابلة عبر الهاتف مع التلفزيون السوري "القيادة السورية والسياسة السورية لن تتبدل وهذه الاستهدافات لم تكن الأولى وأعتقد أنها لن تكون الأخيرة."