أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامره للقوات المسلحة لإطلاق عشرات الصواريخ فجر الجمعة، على قاعدة جوية وسط سوريا، ما يعتبر أول هجوم مباشر من جانب الولاياتالمتحدة على مواقع تابعة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد. ويأتي الهجوم الأمريكي بعد قصف وقع الثلاثاء الماضي باستخدام أسلحة كيميائية على مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب شمالي سوريا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 80 مدنيا. وجرى إطلاق عشرات الصواريخ من طراز "توماهوك" على مطار الشعيرات العسكري الكائن في مدينة حمص، التي تعتقد الإدارة الأمريكية أن الطائرات خرجت منها لتنفيذ الغارات الجوية، وفقا لتصريحات مصادر عسكرية. وخلفت الضربة الأمريكية للمطار العسكري المذكور، وفق محافظ حمص، مصرع خمسة أشخاص، 3 عسكريين ومدنيان، وجرح سبعة آخرين، في حصيلة أولية. وفي ردود الأفعال الأولية، أعلن الكرملين اليوم الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر أن الضربة الأمريكية على سورية ستضر بالعلاقات مع موسكو، واصفا الضربة الأمريكية بكونها "عدوان على دولة ذات سيادة". وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين اليوم إن "الرئيس بوتين يعتبر الهجمات الأمريكية في سوريا اعتداء على دولة ذات سيادة، وانتهاكا للقانون الدولي بذريعة مختلقة". ومن جهتها أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي صباح اليوم الضربة الأمريكية التي استهدفت مطارا عسكريا في سورية، ووصفها بأنها "عدوان أمريكي" على حد تعبيره. وفي الجانب المقابل رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالضربة العسكرية الأمريكية، وقال إن بلاده تدعم دعما كاملا تنفيذ ترامب لتلك الضربة، وأعرب عن أمله في أن تتردد أصداء تلك الضربة في أماكن أخرى. وكذلك الأمر في السعودية، حيث عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن "تأييد المملكة العربية السعودية الكامل" للعمليات العسكرية الأمريكية على أهداف عسكرية في سورية. وحمل المصدر ذاته "النظام السوري مسؤولية تعرض سورية لهذه العمليات العسكرية"، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية، واصفا قرار تنفيذ تلك الضربة ب "الشجاع". وبدوره رحب نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموس اليوم الجمعة بالضربة الأمريكية على سورية، ودعا إلى ضرورة معاقبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن كورتولموس قوله "آمل أن تسهم هذه العملية من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية في صنع السلام".كما أعرب عن أمله في أن تساعد هذه التحركات في منع الأسد من ارتكاب المزيد من "الخطوات الوحشية".