مع تنامي الطلب العلمي على مؤلفات تتناول موضوع الإعاقة في المغرب، اعتبرت الدكتورة فاطمة المريني الوهابي أن البحث العلمي في هذا المجال لا يقتصر على الأشخاص في وضعية إعاقة، بل مرتبط بكل الفئات المجتمعية. وانتقدت الطبيبة، في مداخلتها خلال لقاء نظمه مركز هسبريس للدراسات والإعلام حول موضوع "الإعاقة بين عنف التمثلات طموح التغيير"، غياب مجلات ومنابر إعلامية مهتمة بالأشخاص في وضعية إعاقة، وأضافت أن "هذا المجال ليس منحصرا فقط على المجال الطبي، بل هو موضوع واسع وشامل وجب التطرق له من كل الزوايا". وفي تقديمها لمؤلفها الجديد المشترك بينها وبين الدكتور محمد حمادي بكوشي، والمعنون ب"مغرب المعاقين بين المعاناة والطموح"، أوضحت الدكتورة أنه يسائل عدة قضايا وملفات مرتبطة بالإعاقة والأشخاص المعاقين من صحة وتعليم وحماية اجتماعية، والمعاناة التي ترافقهم في حصولهم على الولوجيات، ومقاربته لأنواع الإعاقات ومقارنتها بتجارب بلدان عربية وأوربية كتونس وإسبانيا، وزادت أن "التصنيفات الدولية في مجال الإعاقة ضرورية لوضع خطة عمل للنهوض بوضعية هذه الفئة". ودعت الباحثة في مجال الإعاقة إلى ضرورة توفير الولوجيات الأساسية للطفل المعاق، وقالت إن "هذه الفئة تعيش مهملة طوال حياتها والمجتمع لا يرحمها، هؤلاء الطفال في حاجة إلى مساعدات لأنهم رجال المستقبل". وفي سياق متصل، اعتبرت فاطمة المريني الوهابي أن كلفة الإعاقة كبيرة جدا وتدخل الآباء وحده غير كاف لمعالجة هذا الطفل، داعية الدولة إلى توفير الحماية لها، مبرزة أن 25 في المائة من العائلات المغربية لديها أطفال في وضعية إعاقة. وأبرزت الدكتورة أن المؤلف، الذي تطلب سنتين ونصف السنة من البحث العلمي، يسلط الضوء على أنواع الإعاقات، مؤكدة أن المعاقين جسديا يعيشون معاناة أكبر من الأشخاص المكفوفين؛ لأن أصحاب هذه الفئة الأخيرة يمتلكون غريزة تجعلهم قادرين على الدفاع عن حقوقهم، بينما الصنف الأول يعتكفون في بيوتهم.