بعد تنظيم خمس وقفات احتجاجية وسط مدينة خريبكة، وأمام مقر كل من الباشوية والبلدية، حمل عدد من التجار والمهنيين، اليوم الاثنين، "نعشا رمزيا" لتشييع ما اعتبروها "جنازة قطاع التجارة"، معلنين في الوقت ذاته عزمهم نقل احتجاجاتهم إلى مدينة الرباط، قبل يوم الاثنين المقبل، من أجل مطالبة الإدارات المركزية بالتدخل وفك ما وصفوه بالحصار المضروب على محلاتهم التجارية من طرف الباعة الجائلين. وتحلّق المحتجون حول "نعش قطاع التجارة بخريبكة" عند تقاطع شارع مولاي إسماعيل وزنقة المفاسيس وسط مدينة خريبكة، مفتتحين احتجاجهم بتلاوة الفاتحة ترحّما على التجارة بعاصمة الفوسفاط، ومشيرين إلى أن "وفاة القطاع مرتبطة بمعاناة التجار والمهنيين، وإفلاس عدد منهم بسبب تراكم الديون الناتج عن كساد التجارة المهيكلة، وازدهار وتوسّع التجارة العشوائية وسط الشوارع"، في الوقت الذي حرص فيه المحتجون على الاستعانة بالصفير، من أجل إسماع أصواتهم إلى من يهمهم الأمر. وردّد المحتجون شعارات ضد التضييق الذي يمارسه "الفرّاشة" على المحلات التجارية وسط المدينة، معبّرين عن رفضهم التهميش والحكرة واحتلال الملك العمومي الذي يضرّ بأنشطتهم التجارية، رافعين لافتات كُتب عليها "اليد في اليد، شعار الوحدة والتضامن" و"سكان المدينة وجمعية الأمل لتجار ومهنيي خريبكة ينددون ويستنكرون الحصار المضروب على كل المركبات التجارية، وينددون بصمت وتواطؤ السلطات المحلية على احتلال كل شوارع وأزقة وسط المدينة من طرف الباعة الجائلين". وجاءت الوقفة الاحتجاجية المذكورة استجابة لبيان استنكاري صادر عن جمعية الأمل لتجار ومهنيي خريبكة، أشارت من خلاله إلى أن "التجار قرروا الدخول في تصعيد غير مسبق، بكل النضالات المشروعة، أمام تجاهل الوقفات الخمس السابقة، والشكايات المرفوقة بمجموعة من العرائض، في الوقت الذي تنهج فيه الجهات المسؤولة سلوكات غير مقبولة، وتتنافى مع التعليمات الملكية الداعية إلى تقريب الإدارة من المواطنين والتفاعل مع مشاكلهم وقضاياهم". وأضاف البيان، الذي تتوفر عليه جريدة هسبريس، أن "التجار والمهنيين وسكان مدينة خريبكة استنفدوا صبرهم، جراء الفوضى العارمة والمقننة من لدن الباعة الجائلين، مقابل صمت وتواطؤ السلطات المحلية والمجالس المنتخبة العاجزة عن إيجاد حلول جذرية لتلك المعضلة التي طال أمدها"، معلنين رفع سقف الاحتجاج وتنظيم ثلاث وقفات متتالية كل أسبوع، من أجل "المطالبة برفع الحصار على المحلات والمركبات التجارية، ولا للحلول الترقيعية"، حسب البيان. وأوضح محمد حدّاد، رئيس جمعية الأمل لتجار ومهنيي خريبكة، أن الوقفة الاحتجاجية المنظمة وسط المدينة هي السادسة من نوعها خلال الأسابيع القليلة الماضية، دون أن تتفاعل السلطات المعنية إيجابيا مع مطالب المحتجين؛ وهو ما دفع المتضررين إلى تسطير برنامج احتجاجي تصعيدي وتدريجي، بدأ بتنظيم وقفات وسط المدينة، وأخرى أمام الإدارات العمومية المعنية بالملف، قبل أن يُقرّر التجار نقل الاحتجاج إلى الرباط، في الأيام القليلة المقبلة. وأضاف المتحدث أن "للتجار والمهنيين عدة مطالب ضرورية ومشروعة؛ وفي مقدمتها تحرير الملك العمومي، وفك الحصار المضروب على المحلات التجارية، بعدما أصيب المعنيون بالأمر بأضرار كبيرة، وصلت إلى درجة الإفلاس وبيع المحلات التجارية والتورّط في تجارة أصابها الكساب والفساد، نتيجة تحوّل الأنشطة التجارية العشوائية إلى تجارة مقننة، يحتل فيها الفرّاشة أماكن قارة وسط الشوارع، ويمارسون فيها تجارتهم اليومية أمام أعين المسؤولين". وأشار حدّاد، في تصريح لهسبريس، إلى أن "أصحاب المحلات التجارية تلقّوا تهديدات من بعض الباعة الجائلين الذين يؤكدون أنهم لن يخلوا الشارع العام وسط مدينة خريبكة"، كاشفا عن أن "تواطؤ السلطات يظهر من خلال نهجها سياسة غض الطرف عن احتلال الملك العمومي، بالرغم من حرص التجار على تذكير المسؤولين، سواء في الباشوية أو المجلسين البلدي والإقليمي، بالتوجيهات الملكية المرتبطة بالموضوع".