بشق الأنفس استطاعت السلطات الأمنية والمحلية، عشية أمس الجمعة 19 غشت، وقف زحف الباعة الجائلين والفراشة صوب عمالة خريبكة احتجاجا على منعهم من عرضة سلعهم بشارع "شوفوني" وفوق الأرصفة وأمام المحلات التجارية، بعدما تم تقديم وعود بإيجاد حل لمشكلتهم التي أضرت بهم كثيرا وتضرر منها أصحاب المحلات التجارية الذين أعلن أغلبهم الإفلاس بسبب الحصار الذي فرض عليهم من طرف حماة التجارة العشوائية. عجز السلطات المحلية عن الوفاء بوعودها بإيجاد حل للباعة الجائلين وعدم توفير سوق نموذجي يحتضنهم وينظمهم، دفعهم إلى عرض سلعتهم في الشارع، محتلين الملك العام وضاربين حقوق أصحاب المحلات التجارية عرض الحائط، رافعين شعار "أنا ومن بعدي الطوفان"....طوفان ضرب التجار وتسبب في إغلاق العديد من المحلات وتشريد أسر بكاملها، أمام صمت السلطات المحلية التي لا تملك سوى التسويف ونهج سياسة الهروب من المسؤولية ليبقى الصراع قائما بين العشوائية والنظام بعاصمة الفوسفاط. محمد أمغار الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين صرح للجريدة بأن محاولة السلطات فك الحصار عن وسط المدينة باءت بالفشل، بعدما حرك لوبي يستفيد من الأتاوات (حرك) بعض الفراشة لتنظيم مسيرة بالعربات صوب العمالة، لتنتهي كالعادة باحتلال الشارع، بعدما عجزت السلطة عن إيجاد حل لهذه المعضلة، وترضخ لضغوطات لوبي وضع يده على الملك العام ووضع شوارع خريبكة تحت سلطة مافيا التجارة العشوائية، بدليل أن جل الفراشة يعيشون في وضعية اجتماعية مريحة، كون أغلبهم يملكون رؤوس أموال ضخمة وأن لهم اليد الطولى في دواليب السلطة تحميهم . وأضاف أمغار أن غياب نية حل هذه المشكلة لدى السلطات، سيدفع بالتجار إلى إغلاق محلاتهم ابتداء من الأسبوع القادم وإعلان العصيان المدني لمواجهة الضرائب والجبايات .