يسارع مسؤولو الوكالة الحضرية لمدينة الدارالبيضاء الزمن للشروع في عملية الهدم الكلي لبناية "لينكولن" بشارع محمد الخامس، الذي يعتبر أقدم فندق تاريخي في المدينة؛ وذلك بعد فشلهم في جذب اهتمام المنعشين العاملين في مجال العقار السياحي لترميم الفندق الذي يعتبر أول بناية بشارع محمد الخامس. وبرز هذا التوجه مباشرة بعد انعقاد اجتماع بمقر ولاية الدارالبيضاء قبل أيام، ضم المدير العام للوكالة الحضرية، محمد الاوزاعي، الذي واصل منذ السنة الماضية إدارة هذه المؤسسة التابعة لوزارة الداخلية بعد التراجع عن تعيين عامل مدير عام جديد مكانه، ووالي جهة الدارالبيضاءسطات، ومجموعة من كبار المسؤولين بالعاصمة الاقتصادية. واعتبرت مصادر مسؤولة أن فشل الوكالة الحضرية في إيجاد شركة متخصصة لإعادة ترميم فندق لينكولن هو بمثابة تحصيل حاصل، نظرا لتأخرها كثيرا في إنقاذ الفندق التاريخي، للكلفة الكبيرة للعملية من وجهة نظر مسؤولي الوكالة أنفسهم، ومسؤولي الولاية، والرغبة في هدم البناية من أساسها وإقامة بناية حديثة لا تتلاءم مع الخصوصية المعمارية للمنطقة التي تضم أقدم سوق مركزي في الدارالبيضاء. وساهمت الوكالة الحضرية لمدينة الدارالبيضاء، والمجموعة الحضرية آنذاك، ثم بعدها مجلس المدينة، وفق مهتمين بالتاريخ العمراني لمدينة الدارالبيضاء، لمدة سنوات، في تأخير أي عملية لإصلاح الفندق منذ حدوث أول انهيار في ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن تطلق طلبات عروض لترميمه وإعادة تعزيز وبناء أجزائه التاريخية من خلال مشروع إقامة فندق سياحي، عبر عقدة للكراء تمتد على مدى ثلاثين سنة. وكان فندق لنكولن صمم من طرف المهندس الفرنسي ايبير بريد سنة 1917 على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع، ليتحول إلى ملتقى للعديد من الشخصيات العالمية والوطنية إبان فترة الحماية الفرنسية، قبل أن يصبح عرضة لمجموعة من الانهيارات التي طالت جدرانه سنة 1984 مرورا بسنة 1989 ثم 2009 و2011، وصولا إلى انهيار جزئي سنة 2014، والذي أودى بحياة شخص مشرد كان يعيش وسط أطلال هذا الفندق التاريخي. وتدخلت وزارة الثقافة لتصدر قرارا (رقم 411.00) في رابع مارس 2000، يقضي بكون واجهات بناية فندق لنكولن بالدارالبيضاء من المباني التاريخية، والمواقع والمناطق المصنفة في عداد الآثار بولاية الدارالبيضاء. وصدر القرار بالجريدة الرسمية رقم 4795 في 15 ماي 2000، قبل أن تنزع ملكية الفندق من مالكه الأصلي سنة 2005 وتسلم إلى الوكالة الحضرية سنة 2012، من أجل إعادة ترميمه بدون جدوى، إذ تواصلت أجزاؤه في التساقط أمام أنظار محمد الاوزاعي، مدير عام الوكالة، دون تمكنه من النجاح في مهمة إنقاذ هذا التراث المعماري التاريخي للعاصمة الاقتصادية.