صرح متابعون للشأن المحلي في الدارالبيضاء عن مخاوف حقيقية من استمرار انهيار أجزاء فندق لينكولن التاريخي (عمارة بوسونو)، الذي تحول إلى أطلال بسبب المنع الذي طال تراخيص ترميمه وإعادة تعزيز وبناء أجزائه التاريخية من خلال مشروع إقامة فندق سياحي، عبر عقدة للكراء تمتد على مدى ثلاثين سنة، قبل أن تتخذ حينها الوكالة الحضرية قرار تفويته للجهة المستفيدة من عدمه. وصرح مصدر مطلع إن طلب العروض الذي طرحته الوكالة الحضرية منتصف شهر يناير الماضي، والذي يعتبر الثاني من نوعه في أقل من 18 شهرا، لم يلق اهتماما كبيرا من لدن المستثمرين المحتملين، الذين حددت لهم الوكالة تاريخ 15 فبراير 2017 كآخر أجل لتقديم عروضهم لبناء فندق على مساحة 2500 متر مربع، وعلى أربعة طوابق علوية، مع المحافظة على شكل الواجهة التاريخية نفسه، دون التشديد على ضرورة ترميم الواجهة الأمامية الحالية. ويمثل هذا الطلب للعروض الثاني من نوعه، بعد إصدار طلب عروض سنة 2015، أكد فيه مسؤولو الوكالة الحضرية أن هناك مستثمرين مغاربة وأجانب، ضمنهم مستثمرون صينون، مهتمون بهذا المشروع، قبل أن يتضح أن أي جهة لم تقدم عرضا لأسباب لم تكشفها الوكالة الحضرية لإطلاق الطلب الثاني الذي انتهت مهلته قبل أزيد من 43 يوما دون إعلان النتيجة. وعبر رئيس جمعية اولاد المدينة، سراج الدين موسى، الذي يعتبر من أشد المدافعين عن التراث المعماري التاريخي لمدينة الدارالبيضاء، عن قلقه من الطريقة التي تتبعها سلطات الدارالبيضاء في معالجة ملف فندق لينكولن الآيل للانهيار في أي لحظة. وقال سراج الدين موسى، في تصريح له، إن المسؤولين لم يتلقوا مرة ثانية أي عرض جدي في موضوع طلب عروض يناير الماضي، وهو ما دفع إلى إنشاء لجنة مختلطة للبحث عن مستثمرين يقبلون اقتناء البناية التاريخية الآيلة للسقوط وإنشاء فندق مكون من أربعة طوابق، ثلاثة منها تتكون من غرف فاخرة لإيواء الزبناء. وفي محاولة للاتصال بمسؤولي الوكالة الحضرية لاستقاء وجهة نظرهم في الموضوع، إلا أن الهاتف ظل يرن دون مجيب. وقد عملت وزارة الثقافة على إصدار قرارا (رقم 411.00) في رابع مارس سنة 2000، يقضي بكون واجهات بناية فندق لنكولن من المباني التاريخية، والمواقع والمناطق المصنفة في عداد الآثار بولاية الدارالبيضاء. وصدر القرار بالجريدة الرسمية رقم 4795 في 15 ماي سنة 2000. ولقد كان فندق لنكولن ملتقى للعديد من الشخصيات العالمية والوطنية إبان فترة الحماية الفرنسية، ليصبح عرضة لانهيارات طالت جدرانه سنة 1984، مرورا بسنة 1989 ثم 2009 و2011، وصولا إلى انهيار جزئي سنة 2014، أودى بحياة شخص مشرد، كان يعيش وسط أطلال هذا الفندق التاريخي.