فازت المجموعة الفرنسية "رياليتي أنترناسيونال"، عبر فرعها المغربي الذي أسسته يوم 29 نونبر الماضي، بصفقة إعادة بناء وترميم فندق لينكولن التاريخي، الواقع بشارع محمد الخامس قبالة "مارشي سنترال". وتقدر قيمة هذه الصفقة التي فازت بها المجموعة الفرنسية، العاملة في مجال الإنعاش العقاري، والتي تأسست سنة 2003 في فرنسا، بنحو 150 مليون درهم، وتهم تشييد فندق جديد على مساحة 2500 متر مربع، شرط المحافظة على معالم واجهته التاريخية، المسجلة ضمن قائمة التراث العمراني لمدينة الدارالبيضاء. ويأتي إعلان هذه الصفقة بعدما فقدت معلمة لينكولن 70 في المائة تقريبا من واجهتها وطوابقها الثلاثة، بعد إعلان طلب العروض الثالث من نوعه في أقل من 30 شهرا، والذي تسعى من ورائه الوكالة الحضرية لمدينة الدارالبيضاء إلى بعث الحياة من جديد في بناية فندق لينكولن التاريخي (عمارة بوسونو)، الذي تحول إلى أطلال بسبب المنع الذي طال تراخيص ترميمه قبل سنوات، وإعادة تعزيز وبناء أجزائه التاريخية من خلال مشروع إقامة فندق سياحي، عبر عقدة للكراء تمتد على مدى ثلاثين سنة، قبل أن تتخذ حينها الوكالة الحضرية قرار تفويته للجهة المستفيدة من عدمه. وكانت الوكالة الحضرية حددت تاريخ 5 شتنبر 2018 كآخر أجل لتقديم عروض بناء فندق على مساحة 2500 متر مربع، وعلى أربعة طوابق علوية، مع المحافظة على شكل الواجهة التاريخية نفسه، دون التشديد على ضرورة ترميم الواجهة الأمامية الحالية. وكانت وزارة الثقافة أصدرت قرارا (رقم 411.00) في رابع مارس سنة 2000 يقضي بكون واجهات بناية فندق لنكولن من المباني التاريخية، والمواقع والمناطق المصنفة في عداد الآثار بولاية الدارالبيضاء. وصدر القرار بالجريدة الرسمية رقم 4795 في 15 ماي سنة 2000. وكان فندق لنكولن ملتقى للعديد من الشخصيات العالمية والوطنية إبان فترة الحماية الفرنسية، ليتعرض لانهيارات طالت جدرانه سنة 1984، مرورا بسنة 1989، ثم 2009 و2011، وصولا إلى انهيار جزئي سنة 2014، أودى بحياة شخص مشرد كان يعيش وسط أطلال هذا الفندق التاريخي.