اتفاقية جديدة من شأنها أن تطوي صفحة فندق "لينكولن" الشهير بالعاصمة الاقتصادية، الذي كان يشكل خطرا على الساكنة المحلية بسبب انهياراته الجزئية بين الفينة والأخرى؛ وهو ما جعل هذه المعلمة التاريخية تواجه مستقبلا غامضا، لاسيّما في ظل العراقيل التي واجهت إعادة بنائه في فترة سابقة. تبعا لذلك، وقّعت الوكالة الحضرية بالدارالبيضاء ومجموعة " REALITES" الفرنسية لتطوير المجالات الترابية، من خلال فرعها المسمى "REALITES AFRIQUE"، الثلاثاء، اتفاقية من أجل إعادة ترميم فندق "لينكولن" بالدارالبيضاء. وتُجسد الاتفاقية الموقعة بين الطرفين، حسب البيان الصادر عن مجموعة "REALITES AFRIQUE"، المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيل المعلمة التاريخية، عبر تحديد طرق اقتناء العقار، وكذلك قواعد التدخل بين الوكالة الحضرية بالدارالبيضاء ومجموعة "ريالتي" بشأن سير المشروع. وكانت وزارة الثقافة أصدرت، في رابع مارس سنة 2000، قرارا (رقم 411.00) يقضي بكون واجهات بناية فندق لنكولن من المباني التاريخية والمواقع والمناطق المصنفة في عداد الآثار بولاية الدارالبيضاء. ونشر القرار بالجريدة الرسمية رقم 4795، الصادر في 15 ماي سنة 2000. ويأتي مشروع إعادة تهيئة وتجديد واستغلال فندق "لينكولن"، الذي يُصنّف ضمن قائمة المآثر التاريخية، من أجل "دعم إستراتيجية جريئة تتبعها الحكومة والسلطات المحلية بغية إعادة تنشيط وسط مدينة الدارالبيضاء، عن طريق إحياء تراثها الثقافي النابض بالتاريخ". وقد فازت مجموعة "ريالتي"، خلال نونبر من سنة 2018، بطلب العروض لإبداء الاهتمام بمشروع إعادة ترميم وبناء المعلمة التاريخية التي تحولت إلى أنقاض بشارع محمد الخامس بالعاصمة الاقتصادية. وتقدر قيمة هذه الصفقة التي فازت بها المجموعة الفرنسية، العاملة في مجال الإنعاش العقاري، والتي تأسست سنة 2003 في فرنسا، بنحو 150 مليون درهم، بحيث تهم تشييد فندق جديد على مساحة 2500 متر مربع، شرط المحافظة على معالم واجهته التاريخية، المسجلة ضمن قائمة التراث العمراني لمدينة الدارالبيضاء. توفيق بنعلي، مدير الوكالة الحضرية بالدارالبيضاء، قال، على هامش توقيع الاتفاقية سالفة الذكر، "هي مسؤولية مهمة للغاية كانت تقع على عاتق الوكالة الحضرية، وهي المحافظة على التراث الذي تزخر به هذه المناطق وضمان جاذبيتها في آن واحد"، مؤكدا أن "هذه الاتفاقية لا تتعلق بإعادة ترميم بناية فقط، وإنما إحياء حي معماري تاريخي بأكمله، في إطار سعينا نحو جعل الدارالبيضاء عاصمة دولية". من جهته، أوضح شوان جوبير، المدير العام لمجموعة "ريالتي"، أنه "سعيد للغاية بالعمل من جديد على هذه البناية المعمارية التي تفوح بعبق التاريخ"، مبرزا أن "المجموعة يحكمها رهان النجاح في هذه العملية المذهلة، التي تأتي في إطار التحولات التي يشهدها المغرب، حتى تكون نقطة لانطلاق مستقبل مغرب الغد". وكان فندق لنكولن، إبان فترة الحماية الفرنسية، ملتقى للعديد من الشخصيات العالمية والوطنية، ليتعرض لانهيارات طالت جدرانه سنة 1984، مرورا بسنة 1989، ثم 2009 و2011، وصولا إلى انهيار جزئي سنة 2014، أودى بحياة شخص مشرد كان يعيش وسط أطلال هذا الفندق التاريخي.