صدر لأسمهان عمور الوجه الإعلامي ذي البرامج الثقافية المتعددة، المواكب لكل الأنشطة الثقافية داخل المغرب وفي العالم العربي، كتاب جديد يحمل عنوان «نكاية في الألم» عن منشورات سليكي أخوين بطنجة نونبر 2024، قدم له الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس، ومما جاء في تقديمه عن هذا الكتاب: «له طابع جنس اليوميات حيث تتداخل التأملات والانطباعات مع تجارب من حياة الكاتبة من سيرتها الذاتية ومن احتكاكها بمحيطها في تفاصيل المعيش اليومي.. تتقاطع في الكتاب وقائع وأحداث كانت تعبر حياة الكاتبة، ونتفا من مقاطع تجربة ذاتية مبثوثة هنا وهناك، مليئة بالنوستالجيا، مع استعادة فضاءات وأزمنة، تجارب ومحن، هزائم وانكسارات عبَرت جسد الكاتبة وقلبها ووشمت الجسد الاجتماعي بشكل عام.. لكنها أيضا كتابة تغيظ الألم وتتشفّى فيه، تقلقه وتضايقه لتثبت انتصارها على مخلفاته من جراح وانتكاسات لا تحصى.. هو نص في مديح الرحيل وذمه إذن، نص في الموت وأشباهه.. «نكاية في الألم» نص يتدثر بحزن شفيف ناتج عن الغيابات القاسية ومختلف أشكال الرحيل.. الرحيل هنا بمعنييه: الارتحال أي الذهاب والسفر، الانتقال في المكان، وهذا كان ديدن اسمهان عمور داخل وخارج الوطن بحكم مهنتها، وقبل ذلك بحكم الوظيفة العسكرية للأب التي كانت تفرض التنقل بين مدن عديدة منذ طفولتها، والرحيل بمعنى الغياب والموت تعلق الأمر برحيل أشخاص، أفراد عائلة وأقارب وأصدقاء، من موت الوالد بسبب حادثة سير إلى وفاة فنانين أو زملاء في المهنة شملهم الفقد ممن حملوا ذاكرتهم «نحو الحقيقة الواحدة في الكون: الموت» كما تقول اسمهان عمور، أو تعلق الأمر بأمكنة أصابها التلف، مثل تلك الدور التي عبرتها اسمهان عمور من أهرمومو وقرية الزيتونة، صفرو وأحولي التي وجدتها حين زارتها، يبابا بعد ازدهار، أضحت «أقرب إلى الموت منها إلى الحياة»… أو تعلق الرحيل بفقد أزمنة: العمر الذهبي للعمل، ألفة وشكل عيش افتُقدَا مع «الزمن الجميل»، ريعان الشباب، «ليالي الأنس» التي حملت منها الكاتبة وشمها الدال على كينونتها: اسمهان.. أو كان فقد ذاكرة فردية أو جماعية تتعرض للتلاشي في زمن غير الزمن… تقول: «هكذا وجدتني العمر كله واهبة وسخية ومانحة حتى كادت نفسي أن تشتكي ظلمي لها.. أنا التي لم أرمق انفلات لحظات العمر .»