سارة أوكرد المرأة المغربية التي توجد على رأس مشروع تهيئة القطار فائق السرعة، ولنقل إنها أصغر مغربية نجحت في اقتحام مجال الأشغال العمومية. هي شابة مغربية استطاعت التغلب على كل المعيقات وإثبات قدراتها وتميزها، وأخذ مسؤولية مشروع تهيئة القطار فائق السرعة على عاتقها، وتصبح بذلك من النماذج المثالية والمشرفة للمرأة المغربية. بعد اجتياز سارة لامتحاناتها بتفوق وتميز، وهي خريجة المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، قررت اقتحام مجال البنيات التحتية، بالرغم من محاولة منع مقربيها لها، وتقول: "كنت رفقة زميلتي الفتاتين اللتين اختارتا مجال البنيات التحتية، ولم يتمكن أقربائي من محاولة إقناعي بالتراجع عن امتهان مجال ذكوري بامتياز". راكمت الآنسة سارة تجربة 13 سنة من العمل الميداني في هذا المجال، كانت البداية من قسم المنشآت الفنية بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، وأبانت خلالها عن مهاراتها وقدراتها في دراسة المشاريع المرتبطة بالمجال وتتبع مراحله؛ وهو ما مكنها من ولوج مديرية مشروع القطار فائق السرعة. تدخل صاحبة مشروع القطار فائق السرعة لا يقتصر على التخطيط على الورق؛ بل يتطلب عملا ميدانيا على أرض الواقع، من أجل تتبع مراحله والوقوف على جودة العمل في الوقت المحدد والتكلفة المرصودة له. كما أن مسؤوليتها المهنية لا تجعلها بعيدة عن مسؤوليتها الأسرية اتجاه والديها وهي البنت الكبرى للعائلة، فرفعت سلاح تدبير الوقت من أجل نجاح مستمر. بالرغم من اقتحامها لمجال ذكوري بامتياز، استطاعت أوكرد أن تنتزع احترام زملائها الذكور، ونجحت في إرساء علاقة أخوية وودية بينهم، وعلقت على ذلك بالقول: "اقتحام مجال ذكوري ليس بالأمر السهل، لكن الجدية والتفاني في العمل هو من يكسبك احترام الآخر". الانبهار بالأحجار والجبال ذلك الحلم الذي رافق سارة منذ طفولتها، وتسعى اليوم إلى تحقيقه من خلال مواصلة دراستها في المجال الجيوتقني، نظرا لندرة مجال البحث العلمي فيه والعوائق التي تواجه حاملي هذه المشاريع.