بين الإعلامي والسياسي ورفيق الدرب، تعدد المؤبنون في "ليلة الوفاء" للإعلامية الراحلة مليكة مالك، مساء اليوم الثلاثاء بالقاعة الكبرى للمكتبة الوطنية بالرباط. المناسبة ذاتها، التي تصادف مضي سنة على رحيل مالك، عرفت حضور شخصيات وزانة وقادة سياسيين، جمعتهم مواقف بالراحلة، وأتوا محملين بورود ألقوها على روح الفقيدة، كلاما ونبضا ورسما لذكرى رحيلها. استهلال كلمات التأبين كان للشاعر ورئيس حركة "ضمير" صلاح الوديع الذي قال عنها: "إنها الإعلامية التي علمت جيلا كاملا فن الحوار وضرورة الإنصات وجمال التعدد ورونق الاختلاف، والتربية على قبول الآخر"، مبرزا أنها "أدركت مبكرا أن الأوطان تبنيها السواعد الجريئة والفكر المتنور". نهج سيرة الراحلة، يقول الوديع، "لا يتوقف عند النجاح المهني، بل يتعداه إلى كسب الإعجاب والثقة والحب، فواجهت الصعوبات والمطبات بابتسامتها الوضاءة". صديقة مليكة مالك ومديرة الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي رحمة بورقية اختارت أن تسلط الضوء على معاناة الراحلة في السنة الأولى عن رحيلها، وقالت: "الوجاهة وجرأتها في طرح الأسئلة تسببا لها في معاناة من طرف قوى رفض التغيير، وتحملت ذلك بصمت لأن المجال كان يستحوذ عليه الخائفون من إذكاء الوعي في المجتمع". واعتبرت بورقية أن "مالك جسدت باقتدار الوسيط بين السياسة والفكر والجمهور، وآمنت بدور الإعلام في التغيير، فحملت هذه الرسالة بالجدية والجودة اللازمة". شقيقة الراحلة، نجية مالك، قالت في كلمة بدت فيها متأثرة: "عزيزتي العاشقة للحياة، يأكلني الحنين للجلوس إليك والحديث معك، فرحيلك جرح أدمى قلبي وأفراد أسراتك.. رحلت وتركت وراءك تجربة حياتية وإعلامية تعد مفخرة لكل من عاشرك ولبلدك..أنت من رفع مشعل انفتاح إعلامنا على حقيقة أوضاع البلد سياسيا واجتماعيا وثقافيا، وصاحبت الانتقال السياسي لبلدنا، وسلطت الضوء على الحركة النسائية المغربية".