في مثل الهدوء الذي صاحب معاناتها مع المرض العضال طيلة الأشهر الأخيرة، ووري جثمان الراحلة الإعلامية مليكة ملاك ثرى مقبرة الشهداء بالرباط مساء اليوم الثلاثاء، وسط جمع معتبر من أصدقائها وصديقاتها في مهنة الإعلام، في غياب مسؤولي القناة الثانية "دوزيم"، التي برزت عبرها الراحلة كأشهر مقدمة للبرامج الحوارية. الموعد الجنائزي شهد غياب وزير الاتصال، المشرف على قطاع الإعلام، وحضورا محتشما للحكومة، بتمثيلية يتيمة لأنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، الذي قال لهسبريس إن حضوره اليوم لتشييع جنازة الراحلة ملاك يأتي لأداء الواجب، ولاعتبار الصداقة، وتجربة مهنية سابقة على مستوى ديوان وزاري كانت تجمعهما. وجوه بارزة في الإعلام حضرت مناسبة التوديع الأخير للإعلامية مليكة ملاك، ضمنهم مسؤولون في القنوات المغربية والإذاعات والصحف الورقية، إلى جانب رجال ونساء الإعلام المشتغلين في مختلف المنابر والمؤسسات الإعلامية الوطنية والدولية. إلى جانب هؤلاء، سجلت وجوه سياسية وثقافية بارزة حضورها في الجنازة، من قبيل الناطق الرسمي الأسبق باسم القصر حسن أوريد، والوزير الاشتراكي السابق والعمدة السابق للعاصمة الرباط فتح الله والعلو، ورئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي عمر عزيمان. وشهدت الجنازة حضورا نسائيا ملفتا لناشطات وفاعلات في المجتمع المدني وحقوق الإنسان، رافقن جثمان الراحلة مليكة ملاك منذ خروجها من مسجد الشهداء حتى الانتهاء من مراسيم الدفن، واجتمع عدد منهن بعد انصراف الجميع أمام قبر الراحلة، في شكل احتفائي باليوم العالمي للمرأة، قدمت خلاله كلمات تعبر عن مشاعر الوفاء والترحم. "وفاة مليكة ملاك فاجعة للحركة النسائية وللإعلام المغربي ولكافة المغاربة الذين يعرفونها وشاهدوا برامجها الحوارية، وتابعوها بجرأتها وحلاوة لسانها، وأيضا كمدافعة عن حقوق الإنسان"، تقول إحدى الناشطات التي ألقت كلمتها أمام قبر الراحلة ملاك المزين بالورود، مضيفة: "ودعنا فيها المرأة المواطنة والمناضلة والصحافية الكفأة". وتقول ناشطة حقوقية أخرى: "المغرب ودع امرأة ناضلت بصدق وكافحت من أجل أن يصل صوت المرأة المغربية"، كما أوردت: "نحن اليوم في مناسبة أممية تخلد اليوم العالمي للمرأة، وستخلد ذكرى المغربيات المناضلات التي ناضلت معهن جنبا إلى جنب كمناضلة وصديقة وفية وأم". ووجّهت رسالة إلى الراحلة قائلة: "نعدك صديقتنا مليكة وأنت الآن في علياء سماء الكون بأننا سنستمر على الدرب نفسه، والنهج والنضال الصادق نفسه، حتى تتحقق كل مطالب الحركة النسائية المغربية والعالمية".