"هذا عيب هذا عار الولادة في خطر.. لا طبيب لا فرملية مرة عليك مرة عليا.. العمالة ها هي والعامل فينا هو"، شعارات من بين أخرى رفعها محتجون في مسيرة غاضبة جابت الشارع الرئيس لمدينة وزان، اليوم الاثنين، عقب وفاة حبلى بعد ولادة طبيعية متأثرة بنزيف دموي حاد وسط مشفى وزان. المسيرة الاحتجاجية الثانية من نوعها انطلقت من بوابة المركز الاستشفائي الإقليمي "أبو قاسم الزهراوي"، وصولا إلى عمالة الإقليم، مرورا بشارع محمد الخامس وساحة الاستقلال. وعمد خلالها الغاضبون إلى افتراش الطريق وعرقلة السير العام، وسط حضور مكثف لعناصر الأمن والقوات المساعدة التي أمنت كل المنافذ المؤدية إلى مقر العمالة. وفي هذا الصدد، قالت آسية عزي، أخت الضحية، إن الراحلة ولجت المرفق العمومي على الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة الماضي، ووضعت مولودا ذكرا في صحة جيدة، لتفارق الحياة ساعات بعد ذلك متأثرة بنزيف حاد؛ "بقات كتشرشر وماخلاوناش نشوفوها"، وفق تعبيرها، مضيفة أن الجثة لا تزال بمستودع الأموات بالمستشفى، في انتظار نتائج التشريح الطبي. أما فخيتة الحوزي، إحدى المحتجات، فاستنكرت، في تصريح لهسبريس، "الجدوى من تواجد العمالة إذا كانت معاناة المرضى مستمرة"، ودعت إلى "وضع حد لتنقلات المقبلات على الوضع وتوفير أطباء اختصاصيين بقدر كاف ضمانا لسيرورة العمل على مدار الأسبوع". من جهته قال مصدر طبي، غير راغب في الكشف عن هويته، إن "السيدة ولجت جناح الولادة مساء يوم الجمعة، وتم فحصها من قبل المولدة المداومة"، مضيفا أن "تدهور صحتها دفع بالمولدة إلى طلب الاستغاثة من الطبيب المداوم بمصلحة المستعجلات الذي وقف على حالتها مع تمكينها من تحاليل مخبرية وكيس واحد من الدم، كما جرى إعلام مديرة المركز التي حضرت بالجناح المذكور". وأضاف المصدر ذاته أن أطر المستشفى قدموا كل ما يمكن تقديمه، مبرزا أن إغلاق المركب الجراحي لأبوابه ليلا وخصاص الدم كانا عائقين أمام إنقاذ الشابة الثلاثينية. في سياق متصل، أصدر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بوزان بيانا استنكاريا طالب من خلاله بفتح تحقيق في وفاة ادريسية عزي، وحمّل وزارة الصحة مسؤولية ما وقع، ودعا كل الهيئات إلى ضرورة التكتل من أجل مواجهة تردي الأوضاع الصحية بالإقليم. جدير بالذكر أن مشفى وزان يعرف خصاصا مهولا في الأطر الطبية وشبه الطبية، كما يفتقر إلى طبيب مختص في الجراحة العامة بعد استقالة الجراح الوحيد بالإقليم.