قال محمد لمباركي، المدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الشرقية، إن "المغرب محترم على الصعيد الدولي"، مشددا على أن "مغرب اليوم ليس مغرب سنوات الرصاص، الآن يمكن لك أن تقول ما شئت والصحافة تكتب ما تشاء"، بتعبيره. كلام لمباركي جاء خلال اختتام ملتقى "الجهة الشرقية والاستثمار"، والذي تحتضنه بلدية دوسلدروف الألمانية، حيث أبرز المتحدث "أن التنافس مع الدول يقتضي وجود حرية التعبير والتنقل؛ وحتى حرية الخطأ، والاعتراف بالنجاح". المسؤول عن وكالة تنمية الأقاليم الشرقية قال إن "جهة الشرق كانت تحس بالحكرة والتهميش؛ لأنها كانت خارجة حسابات التنمية، حتى قدوم الملك محمد السادس الذي أطلق مبادرات تنموية حقيقية". ونوه المتحدث، في كلمته التي ألقاها خلال المناسبة سالفة الذكر، بمغاربة ألمانيا، مشددا على كون اللقاءات الرسمية التي جرت مع المسؤولين الألمان يوم أمس تم خلالها التنويه بهم وبديناميتهم، مؤكدا أن هناك إرادة حقيقية لتقوية العلاقة بين المغرب وبين ألمانيا الاتحادية بصفة عامة ومع الجهة الشرقية بصفة خاصة اعتبر لمباركي أن الجالية المغربية بدأت تعرف تطورا عميقا، "حيث أضحت مهتمة أكثر بالاستثمار وببناء المستقبل"، موردا أن شباب الجالية يفكر بطريقة جيدة ويعرف ما يريد اليوم الأخير من الملتقى، الذي تنظمه وكالة تنمية الأقاليم الشرقية بشراكة مع جهة الشرق والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج شؤون الهجرة وبرنامج شراكة والاتحاد الأوروبي، عرف تقديم منتخبين لتدخلاتهم حول الاستثمار بالجهة. وفي هذا الصدد أبرز سعيد الرحموني، رئيس المجلس الإقليمي للناظور، المؤهلات التي تتوفر عليها المنطقة، والتي قال إنها تتيح فرصا أكبر للاستثمار والتنمية. وشدد الرحموني على أن خطاب الملك محمد السادس في 8 مارس 2003 كان إعلانا عن خارطة طريق لتنمية الجهة الشرقية عامة وإقليم الناظور بصفة خاصة، و"قطعا مع سياسة المغرب النافع والغير نافع". وختم الرحموني كلمته بالتأكيد على كون المجلس الإقليمي للناظور انخرط بدوره في مسلسل التنمية عبر إعداد برنامج إقليمي، معتمدا على إعداد الدراسات الفنية والتقنية للمشاريع التي سيتم إنجازها، حيث عقد صفقة مع مكتب للدراسات لإنجاز دراسة تشمل 14 جماعة خاصة بالتهيئة، كما عقد صفقة مع مكتب آخر لإنجاز المخطط المديري الإقليمي لمطارح النفايات يهم 23 جماعة. ولفت رئيس المجلس الإقليمي للناظور إلى أن كل تلك المشاريع تدخل في إطار إعداد الأرضية المناسبة لجلب الاستثمارات، "مستلهمين في ذلك من التجربة الألمانية في التنمية الاقتصادية الجهوية"، يقول سعيد الرحموني. وبدوره، انبرى عبد المنعم الفتاحي، رئيس المجلس الإقليمي للدريوش، من أجل إبراز أهم المميزات التي يزخر به الإقليم سالف الذكر الذي أنشئ سنة 2009، والذي يتوفر على ثلاث جماعات حضرية و20 جماعة قروية، والذي تقطنه 250 ألف نسمة، زيادة على أهم المشاريع التي تعرفها المنطقة، ذاكرا منها ميناء الناظور غرب المتوسط، وما سيواكبه من مشاريع موازية. وطالب الفتاحي بإنشاء منطقة اللوجستيك التابعة للميناء بمنطقة مطالسة بإقليم الدريوش، مخبرا بأنه جرى تخصيص بقعة أرضية من 1000 هكتار من أجل تلك الغاية. وأضاف المسؤول ذاته: "كما نعمل من أجل إحداث نواة جامعية ومعاهد للتكوين، ونتمنى أن تتم مساعدتنا لإنشاء معهد لتعليم اللغة الألمانية، خصوصا أن أغلب الأسر بالمنطقة مهاجرة بألمانيا". ورحب رئيس المجلس الإقليمي بالجمعيات المغربية بألمانيا، وقال: "نرحب بهم للعمل سويا في إطار مبادرات فردية أو جماعية، كما أننا مستعدون للتنسيق بينكم وبين الجمعيات المغربية"، داعيا الكفاءات المغربية بالخارج إلى الالتحاق بالإقليم للمساعدة في التنمية المحلية. وعن الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، ركز جواد الدقيوق، مدير التعاون والدراسات والتنسيق القطاعي، على أهم مرتكزات ومحاور الإستراتيجية الوطنية الموجهة إلى فائدة مغاربة العالم، والتي تهم المحافظة على الهوية المغربية لمغاربة العالم، وحماية حقوقهم ومصالحهم، ومساهمتهم في تنمية المغرب. وذكر الدقيوق بمعطيات خاصة بالجالية والتي عرفت تغيرات مهمة، وفق تعبيره، حيث أورد أن 70 في المائة يقل عمرهم عن 45 سنة، و20 في المائة ولدوا خارج المغرب، وبروز أجيال جديدة لها انتظارات مختلفة وحديثة. ومن جانب آخر، ركز المتحدث على محتوى برنامج تعبئة الكفاءات المغربية بالخارج الحاملين لخبرات وتجارب والراغبين في المساهمة في تنمية المملكة، موردا أن الوزارة عملت على خلق شبكات جغرافية وشبكات موضوعاتية لتعبئة هذه الكفاءات وللدفاع عن مصالح المملكة بالخارج. وأتيحت الفرصة بعد ذلك لبعض المؤسسات المغربية لتقديم عروضها الرامية إلى إبراز ما تزخر به المنطقة من مؤهلات وتشجيع مغاربة العالم من أجل الاستثمار. وفي هذا السياق، أبرز رشيد رامي، مدير التطوير بالحظائر الصناعية للشرق بشركة "medZ"، المميزات التي توفرها الجهة الشرقية للراغبين في الاستثمار، من حيث البنيات التحتية والتحفيزات المالية المقدمة للمشاريع المنتجة للثروات وفرص الشغل. وأورد رامي أن الجهة تتوفر على قطبين صناعيين مهمين يتمثلان في القطب التكنولوجي لوجدة وما يوفره من امتيازات والحظيرة الصناعية لسلوان، معتبرا أن المؤسسة التي يمثلها تمد يديها لجميع الراغبين في الاستثمار من مغاربة العالم. ولم يفوت يوسف زكي، المدير الجهوي للسياحة، الفرصة دون تقديم جرد لأهم المشاريع السياحية التي تعرفها المنطقة، مشددا على أن الرهان هو استقطاب المستثمر الخاص ومغاربة العالم، مؤكدا على كون الجهة تتوفر على كل المؤهلات التي تجعلها قبلة للراغبين في توظيف رؤوس أموال في المجال السياحي. وكان الختم مع ممثل وكالة مارتشيكا بالناظور، الذي قدم عرضا كشف من خلاله عن المشاريع السياحية المنجزة بالمنطقة، وعن تاريخ الانتهاء من الأشغال، مؤكدا أن الوكالة تعمل من أجل جعل المنطقة سياحية جالبة للاستثمارات. وأبرز المسؤول بالوكالة أن العمل يتواصل لاستقطاب مستثمرين في عدة مجالات توفرها الوكالة بالمشروع الذي جرى إنشاؤه على ضفاف بحيرة مارتشيكا بالناظور. الملتقى، الذي امتدت أشغاله على مدى يومين، عرف مشاركة الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة أنيس بيرو، وسفير المملكة المغربية ببرلين عمر زنيبر، وعبد النبي بعيوي رئيس جهة الشرق، وبرلمانيين ورؤساء بلديات ومجالس إقليمية، ومستشارين جماعيين.