لم تمنع التساقطات المطرية الغزيرة التي جادت بها سماء مدينة الرباط صباح اليوم الأحد العديد من الهيئات من إحياء الذكرى السادسة لحركة 20 فبراير من خلال الخروج في مسيرة "مظلات" انطلقت من باب الأحد نحو قبة البرلمان. وكان واضحا أن الظروف الجوية قلّصت من عدد المشاركين في المسيرة، بعد أن غابت العديد من الوجوه التي برزت خلال الأيام الأولى للحراك الاجتماعي سنة 2011. وإذ غابت تلك الأسماء فإن شعارات الحركة ظلت قائمة، بعد أن صدحت حناجر العشرات ممن شاركوا في المسيرة التي شهدتها العاصمة الإدارية للمملكة صباح اليوم الأحد، من قبيل: "حرية كرامة عدالة اجتماعية"، "المغرب أرضي حرة والمخزن يطلع برا"، و"النظام ساير ساير تحية لعشرين فبراير"، و"بلادي يا جوهرة وخرجو عليك الشفارة". أمين القبابي، عضو الجمعية المغربية لحقوق الانسان وناشط في حركة 20 فبراير، لم ينف أن الحركة قل خفوتها، قبل أن يستطرد بالتأكيد على أنها لم تمت "وما وصلت إليه الحركة هو نتيجة التفاف المخزن على المطالَب المشروعة للحركة، بمنحنا لدستور فوقي"، وفق تعبير المتحدث. وفيما رفعت الحركة إبان ظهورها مطلب إسقاط الفساد والاستبداد، يظل هذا المطلب قائما، يضيف القبابي، في ظل استفحاله "والحركة لن تنتهي حتى تحقيق مطالبها بإسقاط الاستبداد والفساد المخزني. وقد نجحت الحركة نوعا ما في هذا المطلب؛ غير أن المسيرة لا تزال طويلة"، حسبه. "الالتفاف على مطالب الحركة"، كما قال ذلك القبابي، أكده كذلك أسامة الخليفي، أحد أبرز وجوه الحركة إبان نزولها إلى الشارع؛ "فمباشرة بعد بروز الحركة، كانت هنالك محاولات للالتفاف على مطالبها من طرف النخب السياسية كما المخزن، وذلك في محاولة لامتصاص غضب الشارع". واستغرب الخليفي أنه بمجرد نهاية "الربيع الديمقراطي" رجع الحال إلى ما هو عليه؛ من قمع واعتقالات ومجموعة من المسارات تعود بِنَا إلى ما قبل حكومة التناوب. "والآن أصبحنا نشهد غطرسة للمخزن بطريقة خطيرة جدا، وهذا ينذر بانفجار اجتماعي، لا يمكننا أن نتمناه بحكم أننا نؤمن بالاستقرار وباستمرار البلد؛ لكن إذا ما اضطررنا إلى اختيار مسالك أخرى، لا يمكننا إلا المضي فيها"، على حد تعبيره. الخليفي أكد أن الحركة لم تحقق مطالبها بعد مرور 6 سنوات على بروزها، "ولو نجحت في ذلك لما خرجت الحركة اليوم"، مردفا ب"أن 20 فبراير قل زخمها بالفعل؛ لكن مطالبها بإسقاط الفساد والاستبداد تبقى قائمة، خاصة في ظل الوضع السياسي والاجتماعي القائم بالمغرب، من عبث وانحطاط. واستمرار هذا الوضع هو استمرار للحراك الشعبي حتى تحقيق المطالَب".