أزاحت مدينة مونتريال الكندية مدينة الأنوار باريس من على عرش المدينة المفضلة لطلبة العالم، الذي تربعت عليه خلال السنوات الخمس الأخيرة، بحسب دراسة أنجزتها مؤسسة كاكاريلي سيموندس، المعروفة اختصارا ب"QS"، كما ورد بالموقع الإلكتروني لراديو كندا. دراسة "QS" غطّت فترة خمس سنوات وشملت 100 مدينة عبر العالم يقصدها الطلبة لاستكمال دراستهم، وبوأت هذه السنة مدينة مونتريال الكندية الصف الأول عالميا، واعتبرتها أفضل مدينة استقطبت طلبة من جميع جهات المعمور، فيما احتلت مدينة فانكوفر، الكندية أيضا، المرتبة العاشرة. مدن كندية أخرى احتلت مراتب متقدمة في تصنيف "QS"، بل استطاعت التقدم في المراتب مقارنة مع دراسات السنوات الفارطة، وهو ما يوحي بأن كندا، بصفة عامة، أضحت قبلة تحظى باهتمام الطلبة الجدد الراغبين في استكمال دراستهم خارج بلدانهم الأصلية؛ وذلك لجودة التعليم الكندي المعترف بها على الصعيد الدولي، إضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بجودة العيش، وإمكانية الاستقرار بكندا بعد إنهاء الدراسة. وبحسب الدراسة، فإن مونتريال استفادت من عوامل عدة ساعدتها على استقطاب أكبر عدد من طلبة العالم؛ منها عوامل اقتصادية تتمثل في النمو الاقتصادي الهام الذي تشهده المدينة، وتوقعات سنة 2017 بمزيد من الازدهار بعد ركود عرفته المدينة خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى حلولها في المرتبة الأولى في تصنيف المدن الذكية عبر العالم، بالنظر إلى ما عرفته المدينة من تطور في صناعة الذكاء الاصطناعي. جديد تصنيف هاته السنة لمؤسسة "QS" هو اعتماد رأي الطلبة، ما مكن من معرفة الأسباب التي وقفت وراء تراجع مدن أمريكية وأسترالية، وفقدان باريس للزعامة. ويأتي المستوى المعيشي المرتفع على رأس قائمة الأسباب. وكشفت الدراسة أن تكلفة العيش بباريس ارتفعت بنسبة كبيرة مقارنة مع مدينة مونتريال، بالإضافة إلى أن قلة فرص الترفيه بباريس استفادت منها مونتريال، التي منح مجلس مدينتها جواز سفر ثقافي مجاني لكل الطلبة يمكّنهم من حضور كل العروض الثقافية التي تنظم في المدينة. وقد لاقت مدن أمريكية مصير مدينة باريس نفسه؛ إذ تراجعت 10 مدن من أصل 12 مصنفة في الدراسة؛ وذلك بسبب ارتفاع المستوى المعيشي بها، لتحل مدينة بوسطن، كأول مدينة أمريكية، في الصف الثامن ضمن قائمة "QS". المدن الأسترالية هي الأخرى تراجعت في ترتيب كاكاريلي سيموندس للأسباب نفسها؛ بحيث تراجعت مدينة سيدني من المرتبة الرابعة إلى المرتبة 13، فيما تراجعت مدينة ميلبورن من الصف الثاني إلى الخامس. في المقابل، فإن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي لم يكن له وقع سلبي على ترتيب جامعاتها في الدراسة ذاتها؛ فقد تقدمت لندن بدرجتين، لتمر من الصف الخامس إلى الصف الثالث في تصنيف المدن الأكثر استقطابا لطلبة العالم.