توقع مصدر حزبي مقرب من مشاورات تشكيل الحكومة، أن تعرف الأزمة الحكومية انفراجا بعد عودة الملك محمد السادس من جولته الإفريقية، والتي يرافقه فيها كل من عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وزير الفلاحة والصيد البحري، والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى وسياسة المدينة محمد نبيل بنبعد الله. وكشف المصدر الحزبي في حديث لهسبريس، أن المشاورات يرتقب أن تكون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، موضحا "أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل، والعودة الملك من جولته الإفريقية ستكون حاسمة". وجوابا على سؤال للجريدة، حول الطريقة التي يمكن أن تستمر فيها المشاورات بعد بلاغ رئيس الحكومة الذي أعلن خلال نهاية الكلام مع كل من حزبي التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، نبه مصدر هسبريس إلى أنه كانت هناك اتصالات متعددة بين رئيس الحكومة والأحزاب المفترض أنها معنية بالحكومة، كما توجت بلقاء عقب هذا البلاغ بمناسبة الاجتماع الذي احتضنه مقر رئاسة الحكومة حول ترتيب انتخاب رئيس مجلس النواب. وسجل المصدر المذكور، أن الأسبوع الجاري أو الأسبوع المقبل، يمكن أن يعرف تحولا في المشاورات، معتبرا أن الهوة بين رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار تقلصت بشكل كبير، حيث أصبحت مرتبطة أساسا بتواجد حزب الإتحاد الاشتراكي بعدما تم الاتفاق على كون حزب الإتحاد الدستوري ضمن "الكوطا" المخصصة لحزب الأحرار. ويرى العديد من المراقبين أن قرار عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، والذي عجل بانتخاب هياكل البرلمان بهدف المصادقة على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، سيكون سببا مباشرة في تشكيل حكومة عبد الإله بنكيران الثانية. ولم تستبعد مصادر مقربة من المشاورات قبل عودة المغرب للإتحاد الإفريقي، أن يعرف مسار المشاورات انفراجا مباشرة بعد إعلان الاتحاد الإفريقي لقبول المغرب ضمن المنظمة القارية، التي غادرها قبل ثلاثين سنة، معتبرة أن الجو العام يقتضي تشكيل الحكومة. يأتي هذا في وقت تجاوز فيه "البلوكاج" في المشاورات تشكيل الحكومة 115 يوما في أطول أزمة حكومية يعيشها المغرب، وذلك بسبب المواقف المتباينة بين رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، حول مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من عدمه في الحكومة.