في أول خروج رسمي له بعد انتخاب الحبيب المالكي رئيسا لمجلس النواب، وصف الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، هذا الانتخاب ب"المهزلة"، واعتبر قرار الانسحاب من التصويت الذي اتخذه الحزب كان احتراما للديمقراطية. وخلال كلمة ألقاها في الدورة الثالثة للجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية، اليوم السبت بالمقر المركزي للحزب، قال شباط: "كان للحزب موقف تاريخي بعد انتخابات السابع من أكتوبر، وهو موقف المجلس الوطني من خلال الاصطفاف إلى جانب الأحزاب الوطنية الديمقراطية من أجل حماية المنهجية الديمقراطية وبناء وطن قوي عن طريق الديمقراطية"، مضيفا: "لم يأتِ هذا الموقف عبثا، وإنما كان مبنيا على ما عشناه بعد المؤتمر السادس عشر". وتابع شباط أن موقف حزبه الحالي مبني هو الآخر على تجربة المشاركة في الحكومة والانسحاب منها، وقال: "انطلاقا من معطى أن السلطة يجب أن تكون في خدمة الشعب، كان اصطفاف الحزب إلى جانب الشعب عن طريق التضحيات، ومن يضحي قليل في هذه البلاد". شباط لم يفوت فرصة ظهوره الأول بعد المجلس الوطني الأخير للحزب دون انتقاد ما وصفها ب"الأحزاب الإدارية"، وقال إن المغرب بعد "الفديك" (جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية) عرف استمرارا في تفريخ الأحزاب الإدارية "من أجل الالتفاف على الديمقراطية، ومحاولة تشتيت الأحزاب الوطنية، لكن حزب الاستقلال بقي صادما وسيظل، كما أنه ليس تابعا للمخزن، وإما يتبع الإرادة الشعبية"، على حد تعبيره. وعن موقف الحزب من المشاركة في الحكومة المقبلة، أوضح كبير الاستقلاليين أن المجلس الوطني عبّر عن هذه الرغبة من أجل القيام بعدد من الإصلاحات في العالم القروي وفي مجالات عدة، كالتشغيل والسكن والقضايا الاجتماعية التي يؤمن بها الحزب، مشيرا إلى أنه "ما دمنا قررنا الاصطفاف مع الأحزاب الوطنية، سيكون هناك تنسيق مع العدالة والتنمية في البرلمان". وتابع شباط، في السياق ذاته، بأنه يقدر موقف حزب العدالة والتنمية في تدبير الحكومة، مشيرا إلى أنه كان لديه أمل في إحياء الكتلة، "لكن هناك مواقف لا تحترم الشعب ولا يهمها إلا الحصول على المقاعد"؛ وذلك في إشارة إلى الاعتراض على تواجد الاستقلاليين في الحكومة، في حين "ما يهمنا هو الوطن والدفاع عن الحقوق"، يقول شباط. وتحدث الأمين العام لحزب الاستقلال عن المؤتمر المقبل للحزب، وقال إنه "سيحسم التموقع الحقيقي للحزب، والحفاظ على القيم والثوابت"، داعيا أعضاء حزبه إلى الالتزام، فيما شدد على أنه لا يقبل أي تدخل خارجي في الحزب من أي جهة كيفما كانت، واصفا موقف المجلس الوطني من المشاركة في الحكومة ب"الحكيم والشجاع". وفي الوقت الذي دعا فيه شباط إلى رص الصفوف الداخلية، قال: "مخجل أن المغرب بدون حكومة بعد أربعة أشهر من الانتخابات"، مشددا على أن ذلك تراجع عن النموذج المغربي، داعيا إلى استحضار الحكمة من أجل استقلال المغرب وأمنه.