يبدو أن اسم النجاة ستظل تطارد عباس الفاسي، الوزير الأول ما تبقى له في الحياة. فبعد الفضيحة التي ذهب ضحيتها ما يقارب من 30 ألف شاب مغربي، خرجت إلى الوجود في الأيام القليلة الماضية مجموعة من حاملي الشهادات العليا أطلقت على نفسها اسم مجموعة النجاة. ويظهر أن هذه المجموعة اختارت هذا الاسم بعد تفكير طويل، وذلك بغرض استفزاز الوزير الأول وتذكيره بسوابقه في مجال التشغيل، وهي سوابق ضحك خلالها على ذقون الاف المغاربة وتجرع مرارة الانتقادات اللاذعة التي توجه له. "" الجمع العام التأسيسي لهذه المجموعة عقد يوم 11نونبر ، وتم فيه تدارس المستجدات التي عرفها ملف حملة الشهادات العليا المعطلين في المغرب وآفاق النضال، كما تم تقديم مقترحات تخص برامج عمل المجموعة وخطتها النضالية وهيكلتها التنظيمية. مصادر من هذه المجموعة قالت إنها ستصعد من نضالها إلى حين انتزاع حقها في التشغيل في إطار الوظيفة العمومية. المصادر ذاتها أشارت إلى أنها لن تجلس في مفاوضاتها إلا مع عباس الفاسي شخصيا، لأنها تعتبر بأنه هو المسؤول الأول عن ملفها وليس وزير التشغيل الحالي جمال أغماني الذي تقول عنه إنه لا يملك الجرأة اللازمة لاتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب وبالسرعة المطلوبة. وتزامن هذا التأسيس مع تصعيد دخلت فيه مجموعات المعطلين حاملي الشواهد العليا، كان آخرها اقتحام المركز العام لحزب الاستقلال بالرباط. وشهد هذا الاقتحام رفع شعارات مناوئة لعباس الفاسي الوزير الأول وأمين عام حزب الاستقلال. ولا تزال هذه المجموعات تقوم بمسيرات ووقفات تجوب شارع محمد الخامس بالرباط وتردد شعارات راديكالية. كما أنها تعمد بين الفينة والأخرى إلى شل حركة السير بالشوارع الأساسية لعاصمة المملكة. وتطالب هذه المجموعات الوزارة الأولى باعطائها الأولوية في مناصب الشغل التي يوفرها قانون المالية الحالي، وذلك بالاعتماد على اللوائح الحقيقية التي تتضمن أسماؤهم والتي تم التأشير عليها من قبل الوزير الأول السابق ادريس جطو. وتتهم هذه المجموعات أطرافا لم تحددها بالتلاعب بهذه اللوائح وإضافة أسماء كيرة غريبة عن الأسماء التي أعدتها هذه المجموعات، وهي الأسماء التي رتبت في الصفوف الأولى للوائح التي أرسلت إلى قطاعات وزارية أهمها قطاع التربية الوطنية الذي سيدمج الكثير من هؤلاء. ويقول هؤلاء المعطلون بأن الأحزاب السياسية والنقابات وبعض الشخصيات النافذة بحشو هذه اللوائح بأسماء مرتبطة بها. وهو ما يرفضونه.