الكل يعلم أن رئيس الحكومة السيد "عباس الفاسي" ارتبط اسمه بفضيحة النجاة عندما كان على رأس وزارة التشغيل، الرجل يقول أن لا يد له في الفضيحة، وأصبحت له حساسية زائدة من سماع كل كلمة مشتقة من النجاة، ذات ليلة مقمرة من ليالي صيف فاس وقبل تعيينه وزيرا أولا كان سي عباس في ضيافة أسرة فاسية عريقة بمناسبة عقد قران كريمتهم المصونة " نجاة" وللأعراس في مدينة فاس الباهية نكهتها الخاصة وذاقها الحلو الفريد وأصولها الضاربة في جذور التاريخ من برزة وركوب العروس العمارية والتبديلة وأثناء ركوب للا نجاة الهودج المحمول على أكتاف أربع شباب مفتولي العضلات بسلاهم بيضاء وطرابيش حمراء وهم يهزون العمارية هزا و يرجونها رجا على ايقاع نفار وطبلة أهل التوات والحضور يردد : "" " دارا دارا يالدوارا.....للا النجاة ياالنوارا "... " للا النجاة كدور .....فدار باها كدور" ... "ها هي كدور.... فدار عباس كدور".... وعباس كان هو والد العروس الذي يحمل نفس اسم الوزير..معالي الوزير وأثناء سماعه " للا نجاة كدور ...فدار عباس كدور" كاد أن يغمى عليه و أحس بضيق في التنفس وبنغصة في الصدر فحمل الى غرفة مجاورة لتناوله الخادم "للا حرة" ملعقة من العسل الحر و لتضع على أنفه قطعة بصل ، اسعافات الخادم للا حرة أعادت النجاة عفوا الحياة لمعالي الوزير قبل أن يأتي الطبيب ليراقب ضغط سي عباس وليشكر "الخادم للا حرة" عن مهنيتها وحذقها في الاسعافات الأولية الى جانب مهارتها التي لا يشق لها غبار في تهيئ الخليع و البسطيلة والمحنشة والمخرقة وماء الزهر ، "للا حرة" هي امرأة سوداء "لوين حر" ورث صديق عباس سلالتها الحرة كابر عن كابر، ربما أحضر جدها الأكبر من تمبوكتو أو من تخوم النيجر أيام يعقوب المنصور الذهبي أو ما كان يسمى سابقا بالسودان المغربي لتحتفظ الأسر الفاسية العريقة بهذا العرق الفريد من العبيد الذي يحسن الحلب والصر وأصنافا عديدة من الأعمال بما فيها الاسعافات الأولية... كما أن بعض أعيان فاس قديما كانو يشترون عبيدات صغيرات من النخاسين ليتدرب عليهن أبنائهم قبل الدخلة، الطبيب الذي راقب ضغط معالي الوزير و شكر الخادم "للا حرة" على تقديمها الاسعافات نسي أن ضحايا و أسر فضيحة النجاة والذين يعدون بالآلاف في حاجة الى من يراقب ضغطهم وليقدم لهم الاسعافات الأولية وبحاجة الى يد حنونة كيد الخادم "للا حرة" أو "للا الياقوت" عساسي عبدالحميد – المغرب [email protected]