كشف أشخاص كانوا ضمن المصابين في الحادث المأساوي الذي شهدته الطريق السيار، عند مدخل مدينة أكادير بالجماعة الترابية أمسكرود، والذي أودى بحياة ما 11 راكبا تفحّمت جثثهم، وخلّف إصابة 22 آخرين لازال أحدهم يرقد بمصلحة الحروق بالمستشفى الجامعي بمراكش، (كشفوا) لوالي جهة سوس ماسة، زينب العدوي، بعضا مما وصفوه، في شريط فيديو، بقلّة العناية بهم وسط مستشفى الحسن الثاني بأكادير، ضمنها غياب الأدوية واضطرارهم إلى التنقل مسافات طويلة لمواصلة العلاج. شكاية الجرحى، التي تلقتها الوالي العدوي أثناء مراسيم تسلم عائلات لجثث 5 ضحايا "محرقة أمسكرود"، دفعت المسؤولة إلى تقريع وتوبيخ المدير الجهوي للصحة أمام الحشود الحاضرة، وقالت موجِّهة خطابا شديد اللهجة إلى المدير الجهوي، الدكتور عبد المولى بولمعيزات، "أعطيت لكم التعليمات بالعناية بالجرحى بدون مقابل وتوفير الأدوية مجانا، وفي حالة البعد عليكم بالتنقل إلى مقرات سكناهم"، وختمت توبيخها الموثق في شريط فيديو بلغة غاضبة قائلة: "هادشي ما فيهش اللعب". في مقابل لهجة التوبيخ التي صدرت عن الوالي العدوي، وجّه وزير الصحة، الحسين الوردي، رسالة شكر وتنويه إلى المدير الجهوي للصحة بسوس ماسة، قائلا: "أتوجه لكم شخصيا، ومن خلالكم إلى كل الأطر الصحية، أطباء وممرضين وتقنيين وإداريين، بخالص عبارات الشكر والتنويه بالمجهودات الحثيثة التي بذلتموها، كل حسب موقعه ومسؤولياته، للتكفل بضحايا حادث أمسكرود المأساوي، سواء منهم القتلة أو الجرحى"، وفق ما جاء في رسالة الوردي. ونوّه وزير الصحة، عبر الوثيقة ذاتها، بكافة المعنيّين، أطباء وممرضين وتقنيين وإداريّين، بالمجهودات الجبّارة التي يبذلونها، ليل نهار، وعلى مدار سائر أيام الأسبوع، "من أجل ضمان خدمات صحية للمواطنات والمواطنين، رغم الإكراهات التي يعرفها القطاع الصحي ببلادنا"، كما دعا هؤلاء إلى "مواصلة مجهوداتكم في أداء واجبكم الإنساني النبيل". وسبق للوالي العدوي، شهر نونبر من سنة 2016، أن انتفضت في وجه مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالنيابة، وطالبت المسؤولين بأن يشمّروا عن ساعد الجد لإنقاذ المدرسة العمومية في الجهة من أوضاعها المزرية، وبأن تظهر آثار "فلوس الأكاديمية" على مستوى التعليم بسوس ماسة، قبل أن تصف عددا من المدارس بالإسطبلات لشدة تردي مرافقها، قائلة إنها "يُندى لها الجبين، وتحط من كرامة المتعلّمين".