انهارت أسعار بيع "الكليمانتين" بالجملة في المناطق الزراعية ببركان والنواحي إلى 0.5 للكيلوغرام، وقال مسؤولو 5 تنظيمات مهنية عاملة في قطاع الفلاحة ببركان إن الخروقات التي شابت تطبيق مخطط "المغرب الأخضر" في مجال زراعة "الكليمانتين" أسهمت في الإضرار بشكل كبير بالقطاع وبالفلاح الصغير، اللذين تكبّدا خسائر مالية بقيمة 300 مليون درهم في الموسم الفلاحي الحالي بسبب وفرة الإنتاج وانعدام قنوات التسويق. وأكد محمد بلمصطفى، الذي يشغل منصب رئيس الجمعية المغربية لمنتجي البطاطس وعضو مسؤول بالفيدرالية الوطنية للخضراوات والحوامض بمدينة بركان، أن أسعار "الكليمانتين" انهارت بمستويات قياسية في الضيعات الفلاحية ببركان. وأوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أنه "لم يسبق للفلاحين أن تعرضوا لهذه الأزمة، التي بلغت أوجها في الشهر الأخير. لذا، فإنهم سينظمون وقفة احتجاجية، يوم الخميس المقبل ببركان، احتجاجا على هذه الوضعية التي وصل إليها القطاع بسبب مخطط المغرب الأخضر". وعزا عضو مسؤول بالفيدرالية الوطنية للخضراوات والحوامض بمدينة بركان هذا التراجع في الأثمنة إلى "الكساد الذي تعيشه تجارة "الكليمانتين" بسبب فائض الإنتاج وانعدام التسويق للخارج وارتفاع تكاليف الإنتاج التي تتراوح ما بين 1.8 دراهم ودرهمين للكيلوغرام الواحد؛ وهو ما يعني أن الفلاح الصغير، على وجه الخصوص، يبيع منتوجه بربع كلفته الإنتاجية في بعض الأحيان". وأكد محمد بلمصطفى، في التصريح نفسه، أن "سعر البيع بالجملة يتراوح ما بين 0.5 دراهم إلى 1.5 دراهم؛ وهو لا يغطي حتى الكلفة في الوقت الذي تراجعت فيه الكميات المصدرة إلى الخارج بنسبة 90 في المائة، حيث انتقلت من 70 ألف طن إلى أقل من 40 ألف طن، إلى جانب ضعف الكميات التي تسوق داخل المغرب والتي لم تتجاوز 170 ألف طن، ما يعني أن ما يزيد عن 140 ألف طن لم تجد طريقها إلى الأسواق، علما أن الإنتاج الإجمالي للمنطقة بلغ 350 ألف طن". وأكد المسؤول المهني أن ضعف التصدير إلى الخارج يعود بالأساس إلى ارتفاع المساحات المزروعة من "الكليمانتين" بنحو 66 في المائة، حيث انتقلت من 12 ألفا إلى 20 ألف هكتار، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الأشجار المنتجة ل"الكليمانتين" من 360 إلى 700 شجرة في الهكتار الواحد. وتابع بلمصطفى قائلا: "هذه الزيادة في المساحات والمردودية لم تواكبها إجراءات عملية لتطوير وتنمية قنوات التسويق؛ وهو ما تسبب في الكساد الذي يعيشه القطاع، خاصة في ظل تراجع طلب أسواق أوروبا على "كليمانتين" مدينة بركان، وهو ما تسبب في تراجع مداخيل الفلاحين الذين وجدوا أنفسهم يواجهون مجموعة من المشاكل، لأنهم لا يتوفرون على الإمكانات المادية اللازمة للوفاء بالالتزامات اتجاه الممونين".