وتلويح بتصعيد الاحتجاج * العلم: بركان – عبد العزيز العياشي عرفت أسعار بيع فاكهة الكليمانتين (المندرين) بالجملة خلال الأيام القليلة الماضية انهيارا في السعر في العديد من المناطق الزراعية بإقليمبركان والنواحي، حيث انخفض ثمن هذه الفاكهة إلى 5 , 0 درهم للكيلوغرام الواحد. ونشير الى أن صادرات الكليمانتين بدائرة ملوية كانت تتراوح فيما سبق بين 65 ألف طن و75 ألف طن سنويا حيث إن دول الاتحاد الاروبي كانت تستوعب 70 في المائة من هذه الكمية التي تشكل أهم صادرات المنطقة الشرقية من الحوامض فيما تستورد كندا 20 في المائة. وتبلغ المساحة المسقية بدائرة ملوية ما يفوق 71 ألف هكتار من أصل مساحة فلاحية إجمالية قدرها 312 ألف هكتار، وتمتاز بتنوع المزروعات مع هيمنة واضحة للأشجار بنسبة 30 في المائة من المساحة المسقية، إذ تتحمل 21547 هكتار من هذه المساحة التي تنقسم إلى 12432 هكتار من أشجار الحوامض أي بنسبة 57 في المائة و4308 هكتار من أشجار الزيتون و2230 هكتار من الكروم و1167 من أشجار المشمش و1409 هكتار من أنواع مختلفة. ويحتل قطاع الحوامض المرتبة الثالثة من حيث الإنتاج على الصعيد الوطني بمعدل يفوق 164 ألف طن سنويا، وتشكل مساحة الحوامض من 51 في المائة من نوع الكليمانتين و37 في المائة من (النافيل) و12 في المائة من أنواع مختلفة، ويبلغ معدل الإنتاج من هذه الأنواع جميعها 20 طن في الهكتار الواحد، علما بأنه مع برامج المغرب الأخضر ارتفعت المساحات المغروسة بأشجار الحوامض، حيث أصبح بين ضيعة وضيعة للكليمانتين ضيعات وضيعات. ويرى بعض مسؤولي التنظيمات المهنية العاملة في قطاع الفلاحة ببركان، إن الخروقات التي شابت تطبيق مخطط (المغرب الأخضر) في مجال زراعة الكليمانتين أسهمت في الإضرار بشكل كبير بالقطاع وبالفلاح الصغير، اللذين تكبّدا خسائر مالية بقيمة 300 مليون درهم في الموسم الفلاحي الحالي بسبب وفرة الإنتاج وانعدام قنوات التسويق . وأكد السيد محمد بلمصطفى رئيس الجمعية المغربية لمنتجي البطاطس وعضو الفيدرالية الوطنية للخضراوات والحوامض بمدينة بركان، أن أسعار (الكليمانتين) انهارت بمستويات قياسية في الضيعات الفلاحية ببركان . وأوضح المتحدث في تصريح لبعض وسائل الإعلام أنه لم يسبق للفلاحين أن تعرضوا لهذه الأزمة، التي بلغت أوجها في الشهر الأخير، ودفعتهم الى تنظيم وقفة احتجاجية، (يوم الخميس الماضي) ببركان، احتجاجا على هذه الوضعية التي وصل إليها القطاع بسبب مخطط المغرب الأخضر. وعزا عضو مسؤول بالفيدرالية الوطنية للخضراوات والحوامض بمدينة بركان هذا التراجع في الأثمنة إلى الكساد الذي تعيشه تجارة الكليمانتين بسبب فائض الإنتاج وانعدام التسويق للخارج وارتفاع تكاليف الإنتاج التي تتراوح ما بين 8 ,1 دراهم ودرهمين للكيلوغرام الواحد، وهو ما يعني أن الفلاح الصغير، على وجه الخصوص، يبيع منتوجه بربع كلفته الإنتاجية في بعض الأحيان. وأكد محمد بلمصطفى، في التصريح نفسه أن سعر البيع بالجملة يتراوح ما بين 5 , 0 دراهم إلى 5, 1 دراهم، وهو لا يغطي حتى الكلفة في الوقت الذي تراجعت فيه الكميات المصدرة إلى الخارج بنسبة 90 في المائة، حيث انتقلت من 70 ألف طن إلى أقل من 40 ألف طن، إلى جانب ضعف الكميات التي تسوق داخل المغرب والتي لم تتجاوز 170 ألف طن، ما يعني أن ما يزيد عن 140 ألف طن لم تجد طريقها إلى الأسواق، علما أن الإنتاج الإجمالي للمنطقة بلغ 350 ألف طن. وأكد المسؤول المهني أن ضعف التصدير إلى الخارج يعود بالأساس إلى ارتفاع المساحات المزروعة من الكليمانتين بنحو 66 في المائة، حيث انتقلت من 12 ألفا إلى 20 ألف هكتار، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الأشجار المنتجة لمادة الكليمانتين من 360 إلى 700 شجرة في الهكتار الواحد . وتابع بلمصطفى قائلا ان هذه الزيادة في المساحات والمردودية لم تواكبها إجراءات عملية لتطوير وتنمية قنوات التسويق، وهو ما تسبب في الكساد الذي يعيشه القطاع، خاصة في ظل تراجع طلب أسواق أوروبا على كليمانتين مدينة بركان، وهو ما تسبب في تراجع مداخيل الفلاحين الذين وجدوا أنفسهم يواجهون مجموعة من المشاكل، لأنهم لا يتوفرون على الإمكانات المادية اللازمة للوفاء بالالتزامات اتجاه الممونين. وبالنسبة للوقفة الاحتجاجية فقد نظمها العديد من فلاحي إقليمبركان في جو من الانضباط والمسؤولية صباح يوم الخميس أمام مقر عمالة بركان للمطالبة بالتدخل العاجل لانقاذ الفلاح من الإفلاس، وعبر المحتجون عن غضبهم واستيائهم من الأزمة الخانقة التي يعيشها القطاع الفلاحي بالإقليم، مطالبين التحقيق في مخطط المغرب الأخضر. وفي نهاية هذه الوقفة قرر المحتجون الالتحاق بمدينة وجدة (الولاية) لمواصلة الاحتجاج، كما هددوا بالتصعيد إن لم يتم التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ضل هذه الأزمة. وهنا نتساءل عن دور الغرفة الفلاحية؟ وماذا عن دور المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي ومكتب الإرشاد الفلاحي ومجلس الجهة حول الوضعية الراهنة التي يعرفها منتوج فاكهة الكليمانتين ؟؟ …. المهم؛ يجب مد يد المساعدة اللازمة والضرورية والمستعجلة لفلاحي منطقة ملوية ليتمكنوا من مزاولة نشاطهم الفلاحي في ظروف مريحة ومواتية وملائمة وحتى لا يضطروا لمغادرة الحقل تحت الضغط، لان الفلاح هو العنصر الأساسي في رفع مستوى الإنتاج وتحقيق التنمية المنشودة. انهيار أسعار الكيلمونتين يكبد المنتجين خسائر ب 300 مليون درهم: غضب وسط صغار الفلاحين وتلويح بتصعيد الاحتجاج