بسبب موسم فلاحي استثنائي بالجهة الشرقية، يعاني صغار الفلاحين صعوبات كبيرة في تسويق منتوجات الحوامض بمختلف أنواعها، نتيجة عدم قدرة الأسواق الداخلية على استيعاب عشرات الآلاف من أطنان الحوامض بعد انهيار أسعارها مقارنة مع المواسم الماضية. ويتحدث الفلاحون المتضررون، خاصة البسطاء منهم أصحاب الحقول والضيعات الفلاحية الصغيرة، عن أزمة حقيقية، حيث إن الأسعار لم تعد تغطي حتى تكاليف ومصاريف الجني، فثمن الكيلوغرام الواحد تراجع إلى درهم أو درهم ونصف بالجملة وهي مرشحة لمزيد من الانخفاض. ويؤكد الفلاحون أنهم أمام هذه الوضعية بدؤوا يتخلصون من منتوجاتهم، إما بعدم جنيها، أو بإفسادها بدل التوجه بها إلى أسواق الإقليم أو خارجها من أجل بيعها بأقل من ثمنها الحقيقي. وذكر بعض الفلاحين المتضررين أن مشاكل كثيرة رافقت موسم جني الحوامض الحالي، منها توقف الفلاحين المصدرين عن شراء المنتوجات بالجملة كما جرت العادة، نظرا لتراجع نسبة الصادرات إلى الدول الأجنبية التي تغير باستمرار معايير اختيار السلع المخصصة للتصدير، مما جعل هؤلاء يحولون آلاف الأطنان من منتوجاتهم إلى أسواق الإقليم لتشتد بذلك المنافسة الشرسة، التي يدفع الفلاح البسيط ضريبتها. وفي غياب أدنى تدخل للدولة التي تكتفي مصالحها الإقليمية بلعب دور المتفرج، تتعمق أزمة الفلاحين ومعاناتهم، وترتفع حدة تخوفاتهم بعد أن كانوا يعولون على أشجار الحوامض لتسوية ما بذمتهم من الديون، التي ترتبط بمياه الري والمصاريف الفلاحية المختلفة. وتعتبر الحوامض من أهم الزراعات بالمنطقة السقوية لملوية التي يسهر على تطويرها المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، حيث تبلغ مساحتها 20 ألف هكتار، منها 63 في المائة من صنف الكليمنتين بدون علف، و32 في المائة من النافيل، أزيد من 50 في المائة من هذه المساحة مجهزة حاليا بنظام الري بالتنقيط. ويمكن هذا القطاع من إحداث ما يفوق مليوني يوم عمل سنويا ويساهم في الرفع من القيمة الخام للإنتاج الفلاحي بحوالي 500 مليون درهم سنويا، أي ما يعادل 20 في المائة من القيمة الإجمالية للإنتاج النباتي بالمنطقة السقوية. ويقدر الإنتاج ب 220 ألف طن منها 130 ألف طن من الكلمنتين، ويتم تلفيف منتوج الحوامض خاصة الكليمنتين ( أزيد من 130 ألف طن سنويا) ب 16 محطة للتلفيف (من بينها 6 محطات على شكل تعاونيات) تشرف عليها 4 مجموعات للتصدير في اتجاه مختلف بلدان العالم من روسيا، وكندا، ودول الاتحاد الأوروبي وبلدان الخليج. وتجدر الإشارة إلى أن منتوج الحوامض بالمنطقة استفاد من شهادة البيان الجغرافي المحمي لكليمنتين بركان، حيث تم تسليم شهادة الاعتراف بالبيان الجغرافي المحمي لكليمنتين بركان للجمعية، وستمكن هذه الشهادة من التصدي للمنافسة غير المشروعة من جهة، وإخبار المستهلك بجودة ومنشأ المنتوج من جهة أخرى.