أثار إتلاف العديد من صناديق فاكهة البرتقال “كليمونتين” ببركان الكثير من التساؤلات حول الأسباب التي دفعت كبار الفلاحين إلى التخلص من أطنان من منتوج ضيعاتهم بهذه الطريقة واستعمال جزء منه كعلف للماشية عوض توجيهه إلى السوق الداخلي. وحسب المعطيات المستقاة من عين المكان، فإن عملية الإتلاف تمت بعد تراجع أسعارها التي وصلت إلى مستويات دنيا بلغت أقل من درهم واحد، وهو ما كبد خسائر فادحة للفلاحين الصغار بالخصوص، بعدما انخفضت أثمنة هذا المنتوج، الذي يعتبر المورد الأساسي لآلاف العائلات بالمنطقة. ويرجع السبب الأساسي بحسب ما أفادتنا به مجموعة من الفلاحين إلى العشوائية التي تعرفها عملية تدبير برنامج المخطط الأخضر، بعد توسع الأراضي الخاصة بزراعة الحوامض، والتي انتقلت إلى عشرين ألف هكتار؛ وهو الرهان الذي كان من المنتظر أن تصل إليه هذه الزراعة سنة 2020. ويربط المهنيون مشاكل القطاع بضعف التصدير إلى الخارج، الذي يعود بالأساس إلى ارتفاع المساحات المزروعة من الكليمانتين بنحو 66 في المئة، وانتقالها من 12 ألف هكتار إلى 20 ألف هكتار، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الأشجار المنتجة للكليمانتين من 360 شجرة إلى 700 شجرة في الهكتار الواحد، حيث يربطون الزيادة في المساحات والمردودية بعدم مواكبتها بإجراءات عملية تطوير وتنمية قنوات التسويق؛ وهو ما تسبب في الكساد الذي يعيشه القطاع. ذات المصادر، أفادتنا بأن عملية الغرس لم تحترم المعايير القانونية من حيث الكمية التي يجب غرسها في الهكتار الواحد في غياب تام لأي مراقبة من الجهات المسؤولة، كما أن عملية التشجير مستمرة لحد الآن دون تقدير للعواقب الخطيرة لهذه العملية، التي تتم بشكل غير منتظم ودون أي مراقبة، خاصة وأن معظم الفلاحين الكبار لم يحترموا دفتر التحملات لأجل التصدير للخارج، بينما يجد الفلاحون الصغار أنفسهم غير معنيين بذلك.