عادت الأمور إلى طبيعتها في كوت ديفوار، وسيطر الهدوء على شوارع البلاد، بعد انتهاء التمرد الذي قام به مجموعة من الجنود الذين ينتمون إلى فصيل من الجيش الإيفواري في عدة مدن منذ يوم الجمعة الماضي، للمطالبة بزيادة رواتبهم. وعادت الحياة إلى شوارع العاصمة أبيدجان، كما فتحت المحلات التجارية أبوابها في حي أدجامي التجاري، كما عادت حركة المرور إلى طبيعتها للمرة الأولى بعد قيام الجنود المتمردين بالانسحاب من شوارع المدن التي تمردوا بها. وعلى جانب آخر، أعلنت النقابات الإيفوارية عزمها تنظيم إضراب للمطالبة بتحسين ظروف العمل. وكان التمرد قد بدأ في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضي في مدينة بواكي، وامتد إلى العديد من المدن الإيفوارية. وطالب العسكريون بدفع كل الأجور المتأخرة منذ نهاية الحرب الأهلية في عام 2011، وزيادة الرواتب وتحسين أحوالهم المعيشية. ومن جانبه، أعلن الرئيس الإيفواري، الحسن واتارا، مساء السبت الماضي في تصريحات له من أبيدجان عن اتفاق ينص على الوفاء بمطالب الجيش ونهاية التمرد. وقال واتارا عقب انتهاء اجتماعه غير العادي مع مجلس وزرائه "أؤكد موافقتي على المطالبات المتعلقة بالحوافز وتحسين ظروف المعيشة والعمل". كما طالب المتمردين بإلقاء أسلحتهم "للسماح بتنفيذ هذه الإجراءات بهدوء". يشار إلى أن العسكريين المتمردين كانوا قد قاموا بإحتجاز وزير الدفاع، آلان ريشار دونواهي، لعدة ساعات في منطقة بواكي بوسط البلاد، إلا أنهم أطلقوا سراحه بعدها بساعات قليلة. وجدير بالذكر أن بواكي، المدينة التي بدأ فيها التمرد، كانت هي أيضا المنطقة التي شهدت تمردا ضد الرئيس الإيفواري السابق لوران غباغبو، وتمكن متمردوها من السيطرة على النصف الشمالي من البلاد حتى عام 2011، وناصروا الرئيس الحالي في نزاعه مع جباجبو عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في البلاد. من جهة أخرى، أعلن رئيس وزراء كوت ديفوار، دانييل كابلان دونكان، استقالته وحكومته بالكامل، حسب ما أفادت إذاعة "راديو فرانس انترناسيونال". وذكرت تقارير إعلامية محلية أنه كان من المتوقع بالفعل إجراء تعديل وزاري، ولكن تم تأجيله بسبب تمرد الجنود المطالبين بتحسين مستوى الرواتب . بينما يتوقع تعيين حكومة جديدة بحلول يوم غد الثلاثاء.