مع انقضاء عام 2016 وبداية السنة الجديدة، تباينت نظرة المغاربة للأوضاع التي ستشهدها البلاد خلال القادم من الأيام؛ إذ أجاب 50.07 في المائة على سؤال: "هل أنت متفائل بمستقبل المغرب خلال العام المقبل؟" ب"نعم"، مقابل 49.93 في المائة أجابوا ب"لا". الاستطلاع الذي شارك فيه أزيد من 43 ألف مشارك، ترى خلود السباعي، أستاذة علم النفس الاجتماعي، أنه حمل "نتائج إيجابية جدا إلا أنها لا تعكس الواقع". وأوضحت السباعي في تصريح لهسبريس أن إجابة 50 في المائة من المشاركين في الاستطلاع ب"نعم" تفيد بأن أغلب المواطنين يحملون نظرة "تفاؤلية"، قبل أن تضيف معلقة "إلا أننا كشعب نعاني من مجموعة من المشاكل، كالفقر وارتفاع مستويات البطالة، إضافة إلى عدد من الصعوبات، مثلا آفاق الشغل ليست واضحة، وغيرها". وأكدت الخبيرة في علم الاجتماع أن "المواقف الشفوية لا تكون دائما هي المواقف الحقيقية المراد التعبير عنها"، وأضافت: "أحيانا الأفراد يريدون التعبير عن آراءعشوائية لإرضاء الآخر"، مؤكدة أن هذا ما جعل أن هناك "تنافرا ما بين نتائج الاستطلاع والواقع، مما يؤدي إلى طرح العديد من التساؤلات". السباعي شددت على أنه في مثل هذه الاستطلاعات لا بد من تحديد الفئة التي صوتت، مضيفة: "غالبا من يتطلعون إلى المستقبل وينتظرون التحولات الجديدة هم فئة الشباب"، وبالتالي فالإحصائيات تظل نسبية. ونبهت الأستاذة في علم النفس الاجتماعي إلى أن التفاؤل يكون "له بعد سياسي واضح" مؤكدة أن الشباب المغربي يحمل انتقادات كثيرة، "وبالتالي ليس هناك أي تفاؤل ملموس من قبل هذه الفئة على أرض الواقع، وهو ما يفسر من خلال مواقفهم وكتاباتهم على فيسبوك، وأيضا مستويات المشاركة السياسية المتدنية، ومواقفهم من الأحزاب والحكومات، إضافة إلى عدد الإضرابات المتزايد والحركات الاحتجاجية". وخلصت المتحدثة إلى أن "هذا لا يعني أن هناك انتفاضة وواقعا سيئا أو نظرة سوداوية للعالم، لكن في الآن نفسه لا يعني وجود تفاؤل كبير"، بحسب قولها.