- هل تدخل ندوة «اليسار أمام انحسارات المشروع الديمقراطي»، التي نظمتها مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، في إطار محاولة تجميع قوى اليسار؟ إن تجميع قوى اليسار في المغرب يمر بالضرورة عبر الحوار واللقاء. وهذه الندوة، في الحقيقة، تشكل إطارا من أجل تحقيق ذلك الهدف، وبالتالي فإنها تعتبر مفيدة جدا من أجل بناء مستقبل اليسار في المغرب. الإشكال المطروح في الوقت الحالي هو هل مازال اليسار يملك مشروعية في الشارع المغربي بعد عشر سنوات من المشاركة في الحكومة أم إنه فقدها؟ اليسار عنده، مبدئيا، مشروع واضح المعالم. وفي العشر سنوات الأخيرة، لاحظنا أن العالم بأسره، والمغرب تحديدا، عاش مرحلة انتقالية. لكن في هذه المرحلة لم يتم تحيين مشروع اليسار. غير أن هذا ليس مشكلا خاصا بالمغرب فقط بل هو مشكل حضاري خاص بالظرف الراهن. - هل تعتقد أن استعادة اليسار لإشعاعه مرتبط بمراجعة جذرية لمساره؟ قناعتنا هي أن مستقبل اليسار رهين، أولا وقبل كل شيء، بالاقتناع بضرورة أخذ المبادرة وعدم الاستسلام للمواصفات الجاهزة الموجودة في كل بقاع العالم، وخاصة وصفات المُعولِمين التي تتوجه إلى المُعولَمين في شكل طلب استسلام، علما بأن تلك الوصفات أصبحت متجاوزة حتى في البلدان التي أنتجتها. وإذا أخذنا مسألة العولمة، على سبيل المثال، فإننا نجد أنها أصبحت تطرح علامة استفهام في كل من الدول الأوربية وأمريكا، وبالتالي فعندما نتكلم عن اليسار في المغرب وعن القوى السياسية عامة في بلدان العالم الثالث، لا بد لنا، أولا وقبل كل شيء، من الاقتناع بأن صنع الفعل يفيد أكثر من ردود الفعل، وهذا هو الأساس الذي يمكن أن يشكل اللبنة الأولى في تحيين مشروع اليسار الذي ظل جامدا. - هل تنظرون إلى مستقبل اليسار في المغرب نظرة تفاؤلية أم تشاؤمية؟ إن نظرة الفاعل في الميدان السياسي هي دائما نظرة تفاؤلية. ولكن التفاؤل لا يعني السذاجة، فلا بد أن يكون التفاؤل مرتبطا بتحمل المسؤولية، ولا بد للتفاؤل من أن يكون مرتبطا أيضا بتحديد الأدوار وتوزيع المهام على أسس واضحة وموثوق في صحتها. إذن، المسألة ليست مسألة تفاؤل أو تشاؤم وإنما هي مسألة مهام يجب القيام بها وتحمل مسؤوليتها. * نائب أمين عام الحزب الاشتراكي