يشهد الحي الجامعي فاس سايس، التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، العديد من الوقائع التي باتت تتعرض لها الطالبات القاطنات به، من تحرش جنسي وعمليات سرقة، بسبب بعده عن المرافق الأساسية، كالأسواق والمكتبات؛ فموقع الحي في منطقة خالية جعل منه هدفا لجميع أنواع الممارسات المشينة. تقول طالبة بشعبة الدراسات الأمازيغية، قاطنة بالحي الجامعي، في تصريح لها لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "المشكل الخطير الذي أتعرض له كثيرا هو التحرش الجنسي، الأمر الذي يؤثر على نفسيتي، خصوصا بعد إلحاحهم وإغراءاتهم، وإذا لم تتم الاستجابة، يقومون بالسب والشتم بالكلام النابي. وهذا الموقف أتعرض له يوميا بمحيط الحي الجامعي؛ وذلك راجع لموقع الحي، الأمر الذي يجعل غالبية الطالبات يتخوفن ولا يستطعن الخروج لقضاء أغراضهن". "و.إ"، طالبة الإعلام والتواصل، ضحية "للكريساج"، تقول في تصريح لهسبريس: "السنة الفارطة، في شهر رمضان، وتحديدا بالقرب من المطعم الجامعي، تعرضت للسرقة من أشخاص مجهولين، حتى وجوههم لم أستطع التعرف عليها بفعل الصدمة، كانوا ثلاثة راكبين على دراجة نارية، داهمني أحدهم من الخلف حاملا سلاحا أبيض من الحجم الكبير (مسطرة) وطلب مني إعطاءه الهاتف، استجبت لطلبه دون أن أقاوم أو حتى أنبس ببنت شفة، ثم فر هاربا هو وأصدقاؤه". وتابعت الطالبة القاطنة بالحي الجامعي فاس سايس: "بالرغم من تواجد الطلبة في المكان نفسه لم ينتبهوا لما جرى، بعدها بدأت بالصراخ والتفوا حولي مستفسرين عن السبب. وبعد علمهم بأنني تعرضت للسرقة من طرف مجهولين، حاولوا اللحاق بهم، لكن لم يفلحوا في ذلك"، وأكدت أن هناك حالات عديدة وخطيرة لطالبات تعرضن لهذا النوع من العنف في الطريق الرابطة بين الحي والمطعم الجامعي، وتابعت حديثها بمرارة شديدة: "بصفتي طالبة وضحية، أطالب السلطات الأمنية بأن تحصن المكان؛ لأننا في أمس الحاجة للأمن في تلك المنطقة المنعزلة". "ر.ب"، طالبة بمسلك علم الاجتماع، هي الأخرى تقطن بالحي الجامعي نفسه، تقول في تصريح لهسبريس: "كنت قادمة من السوق يوم السبت، التحق بي شخص على متن دراجة نارية، أشهر في وجهي سلاحا أبيض وسلبني ما أملك وقام بضربي، فأغميّ عليّ ولم أستعد وعيي إلا بعدما عثر عليّ أحدهم وساعدني. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا نحن الطالبات القاطنات بهذا الحي نتعرض للتحرش الجنسي، ويساعد في ذلك موقع الحي". ومن جهتها "أ.ج"، طالبة بسلك الإجازة بكلية الشريعة والقانون، قالت: "صراحة هناك مشاكل عدة وإكراهات جمة نعاني منها بالحي الجامعي سايس، نذكر من بينها مشكل مكتبة الحي الجامعي التي تغلق أبوابها على الساعة 12 ليلا بعدما كانت تبقى مفتوحة طوال اليوم، وبما أن العديد من الطالبات مقبلات على البحوث الجامعية في سلك الإجازة والماستر، إضافة إلى أن هذه الفترة هي فترة استعداد للامتحانات، فالكل يحتاج إلى هذا الفضاء قصد البحث والتركيز والمراجعة". وأردفت المتحدثة أن المشكل الآخر هو "عدم وجود مستوصف صغير أو غرفة طبية داخل الحي، مما يزيد الوضع تأزما عند سقوط طالبة مغمى عليها أو تعاني من ضيق التنفس، وعند الاتصال بسيارة الإسعاف غالبا ما تتأخر في المجيء، مع العلم أن الحي الجامعي بعيد عن المركز، مما يتسبب في تعرض الطالبات للسرقة". *صحافية متدربة